3 أهداف من لقاء السيسي وعباس في القاهرة

3 أهداف من لقاء السيسي وعباس في القاهرة

20 مارس 2017
السيسي وعباس يجتمعان اليوم في القاهرة (Getty)
+ الخط -
اجتمع الرئيسان الفلسطيني محمود عباس، والمصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الإثنين، في مقر قصر الاتحادية الرئاسي في مصر الجديدة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، إن "الرئيس المصري أكّد أن القضية الفلسطينية ستكون محل تباحث مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال زيارته المرتقبة لواشنطن بداية شهر أبريل/ نيسان المقبل".

وأضاف يوسف، في بيان عقب لقاء الرئيسين، أن "الرئيس عباس بدوره حرص خلال اللقاء على إطلاع الرئيس السيسي على مجمل الاتصالات الفلسطينية الأخيرة مع الإدارة الأميركية الجديدة، والتي تم خلالها التأكيد على التزام الجانب الفلسطيني بالتوصل إلى حل شامل مع إسرائيل".

وكانت مصادر مصرية قد كشفت، لـ"العربي الجديد"، قبل عقد اللقاء، عن أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يسعى، خلال اجتماعه بنظيره الفلسطيني محمود عباس، إلى تحقيق ثلاثة أهداف دفعة واحدة، تتعلق بالدخول في مفاوضات مباشرة مع الكيان الصهيوني لحل القضية الفلسطينية، إلى جانب الخلافات الفلسطينية الداخلية.

وبيّنت المصادر عينها أن السيسي يحاول أولاً إنهاء حالة التوتر التي نشبت مع عباس على خلفية فتح الباب أمام القيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، لعقد مؤتمرات في القاهرة، فضلاً عن الانحياز الواضح لصالح الأخير.

ويناقش السيسي محاولات إنهاء الخلافات الداخلية الفلسطينية سواء بين عباس وعدد من قيادات "فتح" المفصولين، وعلى رأسهم دحلان، أو على الجانب الآخر الخلافات مع حركة "المقاومة الإسلامية" (حماس) في قطاع غزة، بحيث يكون هناك جهة واحدة معبرة عن الفلسطينيين.


وأخيراً، يحاول الرئيس المصري الاتفاق مع نظيره الفلسطيني على بعض الأمور الخاصة بالدخول في مفاوضات مباشرة مع الكيان الصهيوني، وهو ما سيتم عرضه خلال زيارة السيسي إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي.


وكانت مصادر فلسطينية في القاهرة قد أكدت أن اللقاء بين الرئيسين المصري والفلسطيني لا يتعلق، في الأساس، بالقمة العربية في الأردن، 29 مارس/آذار الجاري، ولكن بترتيبات يحاول السيسي إتمامها في استئناف مفاوضات السلام.

وأضافت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن اللقاء جاء بناء على دعوة السيسي، ويبدو أن لديه رؤية معينة يريد عرضها على عباس، قبيل سفر الأول إلى الولايات المتحدة الأميركية للقاء دونالد ترامب، وهو ما سيتضح عقب المباحثات الثنائية.

وأوضحت أن هذا الاجتماع خطوة لكسر حالة التوتر بين الرجلين، خاصة أن السيسي يُظهر انحيازاً كاملاً للقيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، وسط ضغوط على عباس لإعادته للحركة وإنهاء الخلافات.

من جهته، اعتبر خبير في مركز "الأهرام للدراسات السياسية"، أن تحركات السيسي في إطار استئناف عملية المفاوضات المباشرة لحل القضية الفلسطينية "مقلقة"، خاصة مع نشر لقاء سري جمعه بملك الأردن، عبد الله الثاني، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في العقبة.

وأضاف الخبير في العلاقات الدولية، أن عدم تنفيذ ترامب وعده بنقل مقر السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، محاولة جديدة لحل القضية الفلسطينية، ولكن المحاولات الحالية لعقد جولة مفاوضات بين الفلسطينيين والاحتلال لن تكون ذات جدوى إطلاقاً.

وتابع أن كل رؤساء الولايات المتحدة حاولوا بشكل ما حل النزاع الفلسطيني، ولكنهم دائماً ما يصطدمون بعجرفة سلطات الاحتلال واللوبي الصهيوني في أميركا.

ولفت إلى أن ترامب لم يخف ميوله تجاه الاحتلال الإسرائيلي، وأيضاً السيسي دعا إلى "السلام الدافئ" مع إسرائيل، متسائلاً: "هل الأطراف التي تتوسط لعقد مفاوضات مباشرة، يمكن أن تحسم الأمر لصالح الفلسطينيين؟".

وأوضح أن الحل العادل للقضية الفلسطينية يستدعي تدخل أطراف دولية أخرى، ربما أوروبية، لضمان سير المفاوضات بشكل جيد وعدم الانحياز لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار، في الوقت نفسه، إلى أن "السيسي في الحقيقة ليس الطرف المحايد الذي يتطلع لمحاولة استئناف المفاوضات، فكل آرائه تمجيدٌ في نتنياهو، ووزير خارجيته سامح شكري رفض وصف قتل الأطفال في فلسطين إرهابا".

المساهمون