الموصل: تراجع فرص الحسم قبل رمضان وخسائر بالجملة

الموصل: تراجع فرص الحسم قبل شهر رمضان وخسائر بالجملة

21 مايو 2017
"داعش" يحاول إعاقة تقدم القوات العراقية (أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -

مع دخول معركة الموصل شهرها الثامن من القتال المتواصل بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والقوات العراقية، تبدو محاور القتال أكثر عنفا وشراسة من السابق، إذ زج "داعش" بأكثر من 30 انتحاريا من عناصره، في غضون أقل من يومين، أوقعوا خسائر كبيرة في صفوف القوات العراقية والمليشيات، وهو ما دفع إلى موجة قصف صاروخية على الأحياء التي ما زال التنظيم يسيطر عليها، ما أدى إلى وقوع 70 من المدنيين بين قتيل وجريح في الساعات الماضية. 

ووفقا لمصادر عسكرية عراقية، فإن المعارك جرت، منذ صباح الأحد، في مناطق الصحة والنجار والربيع وأطراف حي الرفاعي، تتخللها قصف جوي وصاروخي عنيف.

وقال مسؤول عسكري عراقي لـ"العربي الجديد" إن تنظيم "داعش" يحاول إعاقة القوات المتقدمة نحو مناطق سيطرته بواسطة الانتحاريين، وتسببت هجماته في مقتل وإصابة 40 عسكريا في الساعات الماضية، إلا أن "التقدم مستمر، وتم الزج بقوات إضافية"، وفقا لتأكيده. 


من جانبه، أوضح العميد محمد عبد السلام، قائد المحور الجنوبي الغربي لوسط الموصل، لـ"العربي الجديد"، أن ما بين 400 إلى 600 مقاتل لـ"داعش" يوجدون فيما تبقّى من أحياء الساحل الأيمن بالموصل، وهم يتركزون في منطقة مساحتها 12 كم تقريبا، تمثل آخر منطقة لهم في عموم مدينة الموصل، "لذا نتوقع منهم قتالا شرسا، ولا يرجّح استسلامهم"

وأكد عبد السلام أن "ما لا يقل عن 180 ألف مدني بقوا في تلك المناطق محاصرين وفي حالة سيئة، و"داعش" يمنعهم من مغادرة منازلهم والخروج إلى مناطق سيطرتنا"، مستبعدا أن تحسم المعركة كليا قبل بدء شهر رمضان، كما أعلن مسؤولون في بغداد عن ذلك مسبقا. 

وذكر قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، في بيان صحافي، أنّ "قطعات الشرطة الاتحادية استكملت تحرير وتطهير مناطق الاقتصاديين و17 تموز بشكل كامل"، مؤكدا أنّها "نصبت المتاريس والحواجز باتجاه أحياء التجار والشفاء".

وأوضح أنّ "عملية التطهير أسفرت عن قتل 66 عنصرا من "داعش"، وتدمير 13 عجلة مفخخة، و9 دراجات نارية، ومضافات ومواضع للرشاشات الأحادية"، مشيرا إلى أنّ قواته "استعادت السيطرة على 80 هدفا مرسوما لها، وقتلت 172 قناصا، ودمّرت 373 عجلة مفخخة، منذ بدء الحملة بأيمن الموصل".

من جهته، أكد ضابط في قيادة عمليات نينوى أنّ القوات العراقية، البالغ قوامها نحو 100 ألف جندي وعنصر مليشيا، تساندهم طائرات أميركية وفرنسية وكندية وبريطانية، حققت تقدّما كبيرا، خلال الأيّام الماضية، نحو مركز الموصل، وأنّ وجود التنظيم انحسر بشكل واضح، إلّا في المدينة القديمة".

وقال الضابط، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "تعزيزات عسكرية كبيرة تتهيأ للوصول إلى المناطق المتاخمة للمدينة القديمة، لأجل التقدم نحوها"، مبينا أنّ "الخطة العسكرية لا تقتضي التقدّم من جميع المحاور، بل ستتقدم القطعات نحو الأحياء التي تؤشر فيها ثغرات يمكن للقوات استغلالها والتقدّم من خلالها".

وأشار إلى أنّ "قوات مكافحة الإرهاب تقدمت، صباح اليوم، باتجاه ما تبقّى من حي الربيع، وهي تخوض حاليا اشتباكات مع عناصر "داعش" فيها"، مبينا أنّ "التنظيم يحاول تعطيل تقدّم القوات باتجاه مركز المدينة، لكنّ وضعه مرتبك".

وأكد أنّ ""داعش" يسعى إلى تحصين نفسه داخل المدينة القديمة، وتعزيز دفاعاته، إذ دفع بأعداد كبيرة من عناصره نحو خطوط الدفاع الأولى"، مبينا أنّه "بالتأكيد أنّ المعركة ستكون صعبة عند المدينة، لكنّ الاستعدادات الجارية ستسهّل من عملية الاقتحام".