الفلسطينيون يقسمون: "لن نغفر لكل من خذل الأسرى"

الفلسطينيون يؤدون قسم الوفاء: "لن نغفر لكل من خذل الأسرى"

25 مايو 2017
الأسرى يدخلون يومهم الـ39 في الإضراب (العربي الجديد)
+ الخط -
تشارك السيدة الفلسطينية صديقة شوامرة، من سكان مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، بكافة الفعاليات التضامنية مع الأسرى المضربين، فهي خالة الأسير خليل شوامرة (يبلغ من العمر 48 عاما)، المحكوم بالسجن 20 عاما قضى منها 17 عاما داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، والمضرب عن الطعام منذ 39 يوما، وتعتبر نفسها والدة خليل بعد وفاة أمه وهو في السجن قبل عدة سنوات، كما تقول لـ"العربي الجديد".


وقفت شوامرة، ظهر اليوم الخميس، مع أهالي الأسرى وخاصة المضربين منهم مع المئات من النشطاء أمام خيمة التضامن مع الأسرى المقامة وسط مدينة رام الله، وهم يرفعون قبضات أيديهم نحو السماء ويقسمون للأسرى بأن يبقوا أوفياء لهم وأن يبقوا معهم حتى اللحظة الأخيرة، وأنهم لن يغفروا لكل من قصر بحق الأسرى المضربين، على أمل منهم أن يشكل هذا القسم مرحلة جديدة في التضامن مع الأسرى في هذه الأوقات الحساسة بعد 39 يوما من الإضراب.


وتقول شوامرة لـ"العربي الجديد"، إن "الأسرى يموتون، ولا أحد يشعر بهم، إن قيمة الأسير أكبر من ذلك بكثير، يجب على الجميع الخروج لمساندة الأسرى، لأننا جميعا كفلسطينيين لنا أقارب أسرى، فلتنظروا إلى قلوب الأمهات وما يعانينه من قلق وتوتر، إن غياب أبنائهن سبب لهن مشاكل صحية كثيرة، لقد عانيت حين كان أبنائي في سجون الاحتلال منذ الانتفاضة الأولى".


الأسير المحرر فخري البرغوثي كان غاضبا جدا من الاستهتار بقضية الأسرى المضربين، وعدم تلبية مطالبهم. وقال لـ"العربي الجديد": "لكل الذين تآمروا ضد الأسرى أقول سوف تدفعون ثمنا غاليا إن استشهد أحد الأسرى داخل السجون".


والدة الأسير إبراهيم العطعوط، من مخيم الأمعري، جنوب مدينة رام الله، ولها شقيق اسمه أمير أبو رداحة، مضرب عن الطعام أيضا، رغم مرضه بضغط الدم وآلام في الرجلين، شاركت في القسم للأسرى، لكنها تقول لـ"العربي الجديد"، إن "أوضاع الأسرى صعبة الآن بعد 39 يوما من الإضراب، وهو في حالة صعبة بين الحياة والموت".


الأسير المحرر خالد التايه، من بلدة كفر نعمة، غرب رام الله، قال لـ"العربي الجديد"، إن "قضية الأسرى ستبقى موحدة، وأنا أوجه رسالة للأسرى إن تحريركم قريب فقضيتكم أساسية للشعب الفلسطيني، في ظل الصمت العربي والدولي"، فيما وجه نداء للقيادة والسلطة الفلسطينية بضرورة التحرك والتوجه للمجتمع الدولي بقضية الأسرى.





من جانبه، قال عضو اللجنة الوطنية لإسناد إضراب الأسرى، عصام بكر، لـ"العربي الجديد": "وجهنا نداء استغاثة للمؤسسات الحقوقية من أجل إنقاذ الأسرى من الخطر، وأنه يجب في ذات الوقت تكثيف الحراك الشعبي والرسمي وخاصة على المستوى السياسي، والسعي لعقد اجتماع خاص بقضية الأسرى للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من أجل المطالبة بعقد اجتماعات دولية وتوجيه نداء إلى الأسرة الدولية لإنقاذ حياة الأسرى المضربين، وأن يتم عقد جلسة خاصة للأمم المتحدة بشأن قضية الأسرى".


ووفق بكر، فإن الأيام القادمة ستشهد تصعيدا نوعيا بالفعاليات التضامنية مع الأسرى المضربين، حيث ستكون هناك، يوم غد الجمعة، فعاليات غاضبة لنصرة الأسرى في الساحات العامة وعند بوابات السجون، والطرق الالتفافية ونقاط الاحتكاك والتماس مع الاحتلال، فيما ستشهد مناطق الريف الفلسطينية فعاليات تصعيدية نوعية خلال الأيام القادمة.


بدوره، قال الناطق باسم اللجنة الإعلامية لإضراب الأسرى، عبد الفتاح دولة، لـ"العربي الجديد": "نأمل أن يشكل القسم للأسرى هذا اليوم، توجها ونقطة جديدة نحو حراك شعبي والخروج بمسيرات تشكل ضغطا إضافيا على إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية للاستجابة لمطالب الأسرى المضربين".


ولفت دولة إلى أن الحالة خطيرة جدا للأسرى المضربين، وهو ما قد ينذر باستشهاد أي أحد منهم، في ظل التعنت الإسرائيلي بعدم الاستجابة لمطالبهم، حيث يتركون إلى لحظة الصفر ثم ينقلون إلى المشافي الميدانية.




وعقب أداء قسم الوفاء للأسرى، والذي أقسمه الفلسطينيون في مختلف المحافظات الفلسطينية أمام خيام الاعتصام التضامنية مع الأسرى بالتوازي، انطلقت مسيرة شارك فيها المئات، من أمام خيمة التضامن مع الأسرى المقامة وسط مدينة رام الله، جابت شوارع المدينة، وهتف المشاركون فيها بهتافات الوفاء للأسرى، وضرورة الضغط على الاحتلال للاستجابة لمطالبهم.


وبدا لافتا أن من قاد هتافات المسيرة هم أهالي الأسرى أنفسهم، ورددوا "يا أبو عمار (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات) طل وشوف الخيانة على المكشوف"، و"والسلام ما بصير إلا بتحرير الأسير".


وفي خيمة التضامن مع الأسرى في مدينة رام الله، وعقب انتهاء المسيرة التضامنية، تدهورت الحالة الصحية للسيدة مزين العجلوني (64 عاما)، وهي والدة الأسير مراد العجلوني المضرب عن الطعام، وهو محكوم بالسجن المؤبد 3 مرات منذ اعتقاله قبل 16 عاما، إثر توترها وقلقها على الحالة الصحية للأسرى المضربين، وأصيبت بهبوط حاد في سكر الدم، وتم تقديم العلاج لها من قبل إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني داخل الخيمة.


في الأثناء، توجهت مجموعة من أهالي الأسرى المضربين قوامها نحو 20 سيدة من زوجات وقريبات الأسرى، إلى مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله، من أجل إيصال رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن أبناءهم في خطر بعد 39 يوما من الإضراب وينقلون إلى المستشفيات، وأنه لا بد من التوجه لمجلس الأمن من أجل عقد جلسة لأجل الأسرى، وأن يتم ذلك عبر من بيده القرار بهذا التوجه، لكنه تم منعهم بعدما فوجئوا بحاجز للأمن الفلسطيني بلباس مدني، وفق ما أشارت أمان نافع، زوجة الأسير المضرب عن الطعام نائل البرغوثي، لـ"العربي الجديد".


وتؤكد نافع أن الأسرى في مرحلة خطر حقيقي، خاصة أنهم قد شارفوا على الاقتراب من التجربة الإيرلندية في الإضراب وهي وصول الأسير المضرب إلى 46 يوما، وبعضهم لا يأخذ أي نوع من المدعمات، فيما وجهت رسالة إلى الزعماء العرب والمسلمين بأن "شهر رمضان مقبل والأسرى مضربون منذ 39 يوما، ولم يدخل أفواههم سوى الماء، أبناؤنا بمرحلة خطر وموت ويجب عليكم أن تتحركوا".