سدّ النهضة: وساطة سعودية جديدة

سدّ النهضة: وساطة سعودية جديدة

07 فبراير 2020
الوساطة تتضمن مساعدات سعودية لإثيوبيا (فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -
وسط تواصل الاجتماعات الفنية والقانونية بين وفود مصر والسودان وإثيوبيا بشأن محاولة التوصّل إلى صياغة لاتفاق نهائي يحسم الخلاف بين القاهرة وأديس أبابا بشأن عمليتي ملء وتشغيل سدّ النهضة، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن وساطة سعودية بين البلدين في محاولة لإقناع أديس أبابا بعدم التشدد في موقفها. وبحسب المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإنّ وزير الدولة السعودي لشؤون القارة الأفريقية، أحمد القطان، نقل رسالة من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، إلى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، دعواه فيها لمراجعة موقف بلاده بشأن مخاوف القاهرة من التداعيات السلبية للسدّ على حصة مصر من مياه النيل. ووفق المصادر، فإنّ الوساطة السعودية تأتي بناء على علاقات قوية تربط المملكة بإثيوبيا، إذ إنّ الرياض هي صاحبة واحدة من بين أكبر ثلاث حصص استثمارية لدى أديس أبابا إلى جانب أنقرة وأبوظبي.

وأوضحت المصادر أنّ الوساطة السعودية تهدف إلى دفع أديس أبابا إلى التجاوب مع المقترحات الأخيرة التي وقّعت عليها القاهرة من طرف واحد في واشنطن أخيراً (جدول يتضمن خطة ملء سد النهضة على مراحل، والآلية التي تتضمن الإجراءات ذات الصلة بالتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة أثناء الملء والتشغيل). ولفتت المصادر إلى أنّ هذه الوساطة تتضمن مساعدات اقتصادية لا بأس بها مقدمة من العاهل السعودي لإثيوبيا، موضحةً أنّ من بين المحفزات تمديد الرياض وديعة سعودية بالدولار لدى إثيوبيا.

وسلّم قطان، الأربعاء الماضي، رسالة خطية من الملك سلمان إلى رئيس الوزراء الإثيوبي، في أديس أبابا، قبل أن يتوجه بعدها إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الخميس. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إنّ قطان سلّم رسالة خطية للسيسي من الملك سلمان، "تضمّنت تأكيد عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، والإعراب عن حرص المملكة على دعم كافة الجهود المصرية السياسية والدبلوماسية، إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وذلك في إطار التعاون الاستراتيجي الراسخ بين البلدين، والمسيرة الحافلة والممتدة من العمل المشترك والتنسيق المكثف في كافة القضايا المشتركة".

من جهتها، قالت المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إنّ قطان حمل للسيسي أيضاً رسالة سعودية بشأن ليبيا، مشيرةً إلى أنّ الرئيس المصري أطلع الوزير السعودي على المستجدات كافة في هذا الشأن. وكشفت المصادر أيضاً أنّ قطان حمل رسالة من بن سلمان للسيسي بشأن الدعم المقدّم للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، في معركته للسيطرة على العاصمة طرابلس، مضيفةً أنّ "الرؤية السعودية والإماراتية في الوقت الراهن بشأن مصير الصراع في ليبيا، تتباين بدرجة ما مع الخطط المصرية وتصوّر القاهرة في إدارة الأزمة". وحول ما إذا كان هناك ربط بين الوساطة السعودية في ملف سدّ النهضة وضغوط أبوظبي والرياض على القاهرة للدفع بالقوات المسلحة المصرية لحسم معركة طرابلس الليبية، لم تردّ المصادر بإجابات قاطعة، قائلةً إنه "في السياسة، الملفات كافة تتقاطع، وما ترفضه اليوم من الممكن أن تقبله غداً تحت وطأة ضغوط بعينها".