كوربين يستحق زعامة بريطانيا

كوربين يستحق زعامة بريطانيا

08 يونيو 2017
كوربين خلال إحدى الحملات الانتخابية (جيف ميتشل/Getty)
+ الخط -
الآن وقد بدأ تصويت حوالى 30 مليون بريطاني في الانتخابات البرلمانية الاستثنائية، وبغض النظر عن النتيجة التي سيسفر عنها التصويت الديمقراطي والشفاف، والبعيد عن أي سمة "عالمثالثية"، من تطبيل، وتزمير، وتزوير، فإن البرنامج الانتخابي الذي قدمه زعيم حزب العمال اليساري، جيرمي كوربين، استحق الدعم والتأييد من الجالية العربية، ومن كل الأصوات المساندة للسلام والاستقرار في بريطانيا وخارجها.

قدم زعيم حزب العمال البريطاني برنامجاً انتخابياً، وصفه البعض باليساري المتطرف، لما جاء فيه من إعادة "تأميم" للقطاعات العامة الحيوية التي تمت خصخصتها عبر سنوات من حكم حزب المحافظين. كما تعهد برفع مستوى الطبقات الفقيرة التي باتت مُثقلة بالديون والهموم. غير أن ما يهمنا فيما قدمه جيرمي كوربين، ثلاث قضايا إيجابية تخص المنطقة العربية، وردت في برنامج الحزب تحت بند السياسة الخارجية، وهي الاعتراف الفوري بدولة فلسطين، وإيقاف بيع الأسلحة البريطانية لدول في الشرق الأوسط، والحد من التدخل العسكري البريطاني في الخارج.

وفي التفاصيل، تعهّد حزب العمال البريطاني في بيانه الانتخابي، بالاعتراف بدولة فلسطين، في حال فوزه بالانتخابات العامة. وقال "إن الحكومة البريطانية المقبلة في حال ترأسها حزب العمال البريطاني، سوف تعترف فوراً بالدولة الفلسطينية." وقال "حان وقت تحقيق اتفاق سلام دائم لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين".

كما تعهد حزب العمال البريطاني، بتعليق مبيعات الأسلحة إلى الدول العربية المتورطة في نزاعات إقليمية وفي دعم الإرهاب، داعياً إلى إجراء "محادثات صعبة" مع السعودية وغيرها من الدول بشأن ضرورة وقف تمويل التطرف الإسلامي.

والأهم من كل هذا أن كوربين، تعهد بتغيير نهج "القنبلة أولاً والحوار لاحقاً" في السياسة الخارجية، مع وضع "السلام والحقوق العالمية والقانون الدولي" في قلب السياسة الخارجية. ولطالما اعتبر كوربين أن التدخلات العسكرية البريطانية الفاشلة في العراق وأفغانستان وليبيا وسورية هي السبب الأساسي في ولادة التنظيمات الإرهابية التي نقلت المواجهة إلى شوارع المدن البريطانية.

يستحق كوربين الفوز على المحافظين وزعيمتهم "تاتشر الجديدة"، أو على الأقل تعزيز موقع حزبه في اليسار المعارض، لكبح انزلاق بريطانيا نحو أقصى اليمين.