ضابط ينشق عن "البوليساريو" ويطلب العودة إلى المغرب

ضابط ينشق عن "البوليساريو" ويطلب العودة إلى المغرب

19 مارس 2019
المزيد من التمرد داخل البوليساريو (استيفانو مونتيسي/Getty)
+ الخط -

انشق ضابط مساعد يعمل في جهاز درك جبهة "البوليساريو" الانفصالية وأعلن رغبته في العودة إلى المغرب، ليعيد بذلك إلى الأذهان مبادرة "إن الوطن غفور رحيم" التي أطلقها العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني لفتح المجال أمام أعضاء وقيادات الجبهة للعودة إلى البلاد.

وذكر مصدر عسكري مغربي، أمس الإثنين، أن أحد الكوادر في الجبهة صرح بأنه كان قائداً برتبة ضابط مساعد في ما يُسمى "درك البوليساريو" تقدم على مستوى خط الدفاع بمنطقة فارسية (واد درعة)، معلناً رغبته في الالتحاق بالتراب المغربي.

وحسب المصدر ذاته، فإن الضابط العسكري المنتمي إلى "البوليساريو"، الذي يبلغ من العمر 29 سنة، قال إن هناك متمردين آخرين يرغبون في العودة.

وعلق الخبير في ملف الصحراء عبد الفتاح الفاتحي بالقول "إن عودة المنشق من "البوليساريو" إلى المغرب نتيجة طبيعية، بالنظر إلى حجم الإهانة والإهمال الذي تعاني منه الأجهزة الأمنية في الجبهة، إذ يشتكي عناصرها من ضعف الإمكانيات".

واستطرد الفاتحي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن هناك منشقين آخرين متمردين على قيادة جبهة "البوليساريو"، وآخرين يواصلون الاحتجاج بعد أن تم طردهم، و"في غياب حل لمشكلاتهم، فإنه لم يعد لهم أمل في البقاء في المخيمات بعد حرمانهم من مصدر قوتهم، فضلاً عن التراجع الحاد في حجم المساعدات المقدمة إلى المحتجزين، الأمر الذي يزيد من حالة البؤس واليأس الاجتماعيين في المخيمات".

وتابع المحلل ذاته بأن "التفكير في العودة إلى المغرب حلم قطاع واسع من ساكنة مخيمات تندوف الصحراوية، لكنهم يظلون مجبرين على البقاء في الاحتجاز للإبقاء على الموقف السياسي للجبهة، ولاسيما لاستمرار الادعاء بأن لها شعباً ولها سلطة ولها أرضاً محررة".

ولفت الفاتحي إلى أن "الربيع الجزائري الراهن، متمثلاً في الاحتجاجات ضد ولاية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من شأنه أن يغير الكثير من المعادلات السياسية بالنسبة للجزائر، لا سيما أن هناك مطالب جماهيرية بعدم تحمل الكلفة المالية والدبلوماسية لجبهة البوليساريو".

وتفتح عودة العسكري المنشق عن "البوليساريو" إلى المغرب إمكانية عودة منشقين آخرين إلى البلاد، وبالتالي حصول موجة جديدة من رجوع قيادات في الجبهة تلبيةً للنداء الشهير للملك الراحل "إن الوطن غفور رحيم"، والذي تبعه رجوع أسماء وازنة، أمثال عمر الحضرمي والبشير الدخيل وآخرين.

وكانت عبارة الحسن الثاني "إن الوطن غفور رحيم" كافية لتذلل صعوبات عودة أعضاء وقيادات من "البوليساريو"، خاصة أن الدولة المغربية منحت في سنوات الثمانينيات ضمانات سياسية لإسقاط تهم الخيانة أو التآمر ضد البلد، فعادت الكثير من الأسماء التي تبوأت بعدها مناصب متقدمة في الدولة.

وبدوره، كان الملك الحالي محمد السادس قد أعلن عن نهج نفس سياسة "الوطن غفور رحيم" لكن بشروط، عندما أكد في خطاب له في نوفمبر/ تشرين الثاني من سنة 2014، بأن "الوطن غفور رحيم، وسيظل كذلك، ولكن مرة واحدة، لمن تاب ورجع إلى الصواب. أما من يتمادى في خيانة الوطن، فإن جميع القوانين الوطنية والدولية تعتبر التآمر مع العدو خيانة عظمى".