مصر تترقب "مليونية الجمعة".. والسفارة الأميركية تحذر رعاياها

مصر تترقب "مليونية الجمعة".. والسفارة الأميركية تحذر رعاياها

27 سبتمبر 2019
واصلت الشرطة استنفارها في ميدان التحرير وأماكن أخرى(فرانس برس)
+ الخط -
حذرت السفارة الأميركية في القاهرة، مواطنيها من الاقتراب من ميدان التحرير بوسط القاهرة، اليوم الجمعة، وسط دعوات للتظاهر وانتشار أمني مكثف.

وقالت السفارة الأميركية، في بيان صحافي نُشر على موقعها الإلكتروني، إنه "في إشارة إلى الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر اليوم الجمعة، يتم تذكير الزوار والمقيمين في مصر من الولايات المتحدة بتجنب مناطق التظاهرات أو أنشطة الشرطة".

وأشارت السفارة إلى أن الإجراءات الواجب اتخاذها تتمثل في تجنب مناطق التظاهرات، وتوخي الحذر في محيط التجمعات أو الاحتجاجات الكبيرة، ومتابعة وسائل الإعلام المحلية للحصول على التحديثات.

وكان الممثل والمقاول المصري محمد علي قد حدّد "بعد صلاة الجمعة" موعداً لانطلاق التظاهرات في مصر اليوم، مطالباً بعدم جعل ميدان التحرير هدفاً للتظاهر، داعياً إلى التجمع والتجمهر في أماكن أخرى.

وطالب محمد علي أهل مناطق محافظة الجيزة وفيصل ونزلة السمان، والهرم، بالوقوف عند سفح الهرم، والتجمهر في كل الأماكن المهمة في محافظات مصر.

ووجه رسالة إلى وزير الدفاع الفريق محمد زكي، مذكراً إياه بكلمته، عن أن الجيش المصري هو الدرع الواقية للشعب، قائلاً: "يا ريت بكرة أول ما تشوف الشعب المصري قدام عينيك إن حضرتك تقيل عبد الفتاح السيسي، وبعد إذن وزير الداخلية بلاش التعامل مع المتظاهرين بأساليب مش محترمة، الناس نازلة في مظاهرة سلمية، مش نازلة تخرب".

وواصلت دائرة السيسي استخدام وسائل الإعلام لإحداث حالة من البلبلة والتشويش على دعوات التظاهر التي أطلقها علي وساندها العشرات من نشطاء التواصل الاجتماعي. وقد قامت أخيراً بإذاعة محادثة هاتفية منسوبة للقيادي بجماعة "الإخوان" المقيم في تركيا، علي بطيخ، مع أحد قياديي الجماعة بمصر، يحذره فيها من الاقتراب من الأديرة والكنائس بحجة أنّ عملاً إرهابياً كبيراً سيتم تنفيذه ضدّ أحدها، وسط شكوك حول صحة المحادثة، لا سيما في ظلّ عدم تطابق الصوت وأسلوب الحديث فيها مع المعروف عن بطيخ.

بدورها، واصلت الشرطة استنفارها الميداني، إذ تم البدء صباح أمس الخميس، بنقل آلاف المجندين من قطاعات الأمن المركزي المختلفة إلى المعسكرات الرئيسية في القاهرة بهدف الدفع بأكثر من 5000 عنصر منذ الصباح الباكر في محيط ميدان التحرير، مع إبقاء 5000 عنصر آخرين على أهبة الاستعداد داخل مقر وزارة الداخلية القديم بالقرب من الميدان، فضلاً عن انتشار المصفحات والمدرعات وآلاف الجنود بالميادين الكبرى بالجيزة والمطرية وعين شمس وغيرها من المناطق الشعبية التي يتوقّع أن تشهد خروج الجماهير اليوم.

كما عاد النظام بوضوح لاستخدام سلاح الحشد المضاد واللجوء للطرق القديمة، لإجبار المواطنين البسطاء على المشاركة في دعمه.

وقد كلفت دائرة السيسي، ممثلةً بنجله محمود ومدير المخابرات العامة عباس كامل، جميع نواب البرلمان ورجال الأعمال الداعمين لحزب "مستقبل وطن" من الدوائر المختلفة بالقاهرة والجيزة، بتسيير مئات الحافلات بعد صلاة الجمعة في اتجاه طريق النصر بمدينة نصر للتظاهر تأييداً للسيسي، وحضور الحفل الذي تم الترويج له على نطاق واسع في وسائل الإعلام المؤيدة للنظام.

وسيحضر هذا الحفل عدد كبير من الفنانين الذين تم الاتصال بهم من قبل المخابرات وإدارة الشؤون المعنوية بالجيش، وعلى رأسهم محمد فؤاد ومحمد رمضان ومحمد حماقي. ومن المحتمل أيضاً، بحسب مصادر مطلعة، حضور المغني الإماراتي حسين الجسمي.


ووفقاً للمصادر، التي تحدّثت لـ"العربي الجديد"، فإنّ دائرة السيسي تستهدف جمع 100 ألف شخص على الأقل في المساحة الواقعة بين نصب الجندي المجهول وميدان رابعة العدوية المعروف رسمياً حالياً بميدان هشام بركات.