مبادرة الجزائر اليمنية: محاولة في الوقت الضائع

مبادرة الجزائر اليمنية: محاولة في الوقت الضائع

02 ابريل 2015
الجزائر قلقة من التصعيد في اليمن (فرانس برس)
+ الخط -

تُجري الجزائر اتصالات سياسية مع كل من الرياض وطهران للمساعدة في حل الأزمة اليمنية، ووقف العمليات المسلّحة، وضمان عودة كل الأطراف اليمنية إلى مواقعها، وإلى طاولة الحوار، لإنجاز حل سلمي يعيد زمام الأمور إلى يد مؤسسات الدولة اليمنية.

وعلى الرغم من الاحتمالات الضئيلة للنجاح، تتحرك الجزائر لطرح مبادرة سياسية تتوجّه إلى أطراف الأزمة في اليمن، وإلى السعودية وإيران، للبحث في آليات إعادة الاستقرار في اليمن، ووقف عمليات "عاصفة الحزم" مقابل عودة كل الأطراف إلى طاولة الحوار، تحت إدارة أممية وبرعاية الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي. وتتضمن المبادرة الجزائرية أربع نقاط، تتعلق بوقف "عاصفة الحزم"، وانسحاب المليشيات الحوثية من عدن والعاصمة صنعاء، وخروج المسلحين من المدن، وعودة المؤسسات الرسمية اليمنية بما فيها الرئاسة والحكومة إلى العمل، وبدء حوار جدي بين كل الأطراف للتوصل إلى مخرجات جدية للحوار الوطني.

ويكشف مسؤول جزائري رفض الكشف عن اسمه لـ"العربي الجديد"، أن الجزائر توجّهت بالمبادرة إلى طهران أيضاً، باعتبار إمكانية مساهمتها في الضغط على المليشيات الحوثية. لكنه يرى أن احتمالات نجاح المبادرة الجزائرية ضئيلة جداً، على اعتبار أنها لم تجد أي صدى لدى الطرف السعودي الذي يدير عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، فيما لم ترد إيران على هذه المقترحات حتى الآن.

ويزيد ضعف الثقل السياسي للجزائر في منطقة البحر الأحمر، من انخفاض حظوظ أي نجاح للمبادرة الجزائرية، وخصوصاً أن الوضع على الأرض يتوجه إلى التأزم أكثر، ويتجاوز المبادرة الجزائرية، إضافة إلى أن موازين القوى ليست في صالح الطرح السياسي الجزائري المتعلق بحل الأزمة الأمنية.

اقرأ أيضاً: المغرب يضرب الحوثيين دفاعاً عن مكة.. والجزائر ترفض

وقال وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة في برنامج بثته الإذاعة الرسمية، إن المبادرة الجزائرية تتأسس على دعوة كافة الفرقاء اليمنيين للتحلي بالحكمة وتغليب لغة العقل والحوار وفق مرجعياته والجهود الأممية، والتي تبقى السبيل الوحيد لإيجاد حل سياسي توافقي يُمكّن من تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب اليمني الواحد ويحفظ وحدته وسيادته وسلامة أراضيه ويعزز من تماسك نسيجه المجتمعي، والاحتكام إلى إرادة الشعب اليمني مع احترام الشرعية المؤسساتية اليمنية والشرعية الدولية". وأضاف أن "الاستقرار والأمن في ربوع اليمن لن يتأتى إلا من خلال الالتزام بتنفيذ المرجعيات الأساسية للعملية السياسية والتمسك بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة والمبادرة الخليجية".

وأكد لعمامرة أن الجزائر تسعى إلى حلحلة الأزمة اليمنية بشكل سلمي، وتحقيق المصالحة الوطنية والحوار بين كل الأطراف اليمنية، مشيراً إلى أن بلاده "تؤمن بالحلول السلمية والسياسية للأزمات التي تشهدها العديد من البلدان العربية والأفريقية"، آملاً "أن يصل وقت الحوار في أقرب وقت ممكن ويتحمّل اليمنيون مرة أخرى مسؤوليتهم، ليتمكّنوا من البناء على مكاسب الحوار والمضي قدماً بالمصالحة وتعزيز الدساتير الديمقراطية اليمنية وإخراج اليمن من هذه المحنة بأمة يمنية أكثر تماسكاً ومتشبثة بوحدتها الوطنية والترابية".

وأعلن وزير الخارجية الجزائري أن "بلاده تتابع بقلق التطورات والمستجدات الخطيرة في اليمن جراء تصعيد المواقف بما قد يؤدي إلى إجهاض العملية السياسية وزيادة حالة الانقسامات وأعمال العنف وانتشار الإرهاب بشكل يهدد أمن واستقرار ووحدة اليمن، وتدعو الفرقاء في هذا البلد إلى التحلي بالحكمة وتغليب لغة العقل والحوار".

وفي سياق آخر، دعت الحكومة الجزائرية رعاياها المتواجدين في اليمن إلى البقاء على اتصال مع السفارة الجزائرية في صنعاء لتمكينهم من العودة إلى الجزائر بسبب الأوضاع المتوترة في اليمن. وأوضح وزير الخارجية الجزائري أنه "تم اتخاذ إجراءات من أجل السماح لمن يريد الدخول إلى البلد بفعل ذلك بمساعدة الدولة الجزائرية".