المشاورات اليمنية: تفاؤل أممي مدعوم دولياً رغم الخلافات

المشاورات اليمنية: تفاؤل أممي مدعوم دولياً رغم الخلافات

28 مايو 2016
جعل المبعوث الأممي المشاورات منفصلة (فرانس برس)
+ الخط -
تتواصل مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت وترعاها الأمم المتحدة وسط تفاؤل ملحوظ يبديه المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والرعاة الإقليميون والدوليون، بإمكانية التوصل إلى حل شامل للأزمة في البلاد، على الرغم من استمرار الخلافات بين طرفي المحادثات حول النقاط الجوهرية، وسط تقدّم في ملف المعتقلين لا يزال ينتظر خطوات نحو التنفيذ.
وأفادت مصادر يمنية مقربة من المشاركين في المشاورات، لـ"العربي الجديد"، عن مؤشرات بتقدّم محدود انعكس على الأجواء المحيطة بالمشاورات في الأيام الأخيرة، والتي لجأ المبعوث الأممي إلى جعل أغلبها منفصلة، مع كل وفد على حدة، تحاشياً للمشادات والخلافات التي تنتج عن النقاشات المباشرة، كما حصل في الأسابيع الماضية.
وعلى الرغم من المؤشرات والتصريحات، التي تتحدث عن تقدّم، ما تزال الخلافات الجوهرية المتمثّلة بتمسك كل طرف برؤيته الخاصة، على حالها، وهو ما تعززه تصريحات لقيادات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) تؤكد تمسك الجماعة بمطلب تغيير الحكومة، في مقابل تمسك الطرف الحكومي بتنفيذ إجراءات الانسحاب وتسليم الأسلحة قبل الحديث عن حكومة توافقية.
وفي السياق، أبدى نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، ورئيس الوفد المفاوض، عبدالملك المخلافي، معارضة ضمنية لمقترح المبعوث الأممي، الذي أعلن عنه الخميس بتشكيل "هيئة إنقاذ وطني". وقال في تصريح صحافي إن الحكومة حريصة على إنقاذ الاقتصاد من الكارثة، التي تسببت بها المليشيا من خلال إجراءات ترفع يد المليشيا وليس إلى شرعنة تدخّلها في الشأن الاقتصادي، في إشارة إلى الهيئة المقترحة، وهو الأمر الذي فسرته تصريحات لمقربين من الوفد، اعتبرت اقتراح تشكيل الهيئة أمراً يسحب القرار من الشرعية.
ووصلت المشاورات، التي انطلقت في 21 أبريل/نيسان الماضي، إلى "طريق مسدود" أكثر من مرة، إلا أن الجهود الدولية والخليجية أعادت المشاركين إلى طاولة الحوار، وكان أبرزها أخيراً، الجهود التي بذلتها قطر والكويت لإعادة الوفد الحكومي إلى المشاورات بعد أن علّق مشاركته لستة أيام، وصرح بأن النقاشات تعود يومياً إلى المواضيع نفسها.


وعلى الرغم من التباينات "العميقة" بين المشاركين، يعتبر مراقبون أن الإرادة الدولية القوية التي تتمتع بإجماع نادر على مستوى الدول الخمس العظمى على الحل في اليمن، تمثّل دافعاً رئيسياً لإنجاح المشاورات، ويجري حديث عن تصور أممي مدعوم دوليّاً يتم حالياً وضع اللمسات الأخيرة حوله، ولم يكشف عن مضامينه بدقة حتى اليوم، باستثناء أنه يتضمن تقريباً وجهتي نظر الطرفين.
وفي السياق نفسه، تصاعدت وتيرة الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية أخيراً، بين العاصمة الكويتية والعاصمة السعودية الرياض، في سبيل ردم الهوة وتقريب وجهات النظر بين الطرفين. وأفادت مصادر قريبة من المشاركين لـ"العربي الجديد"، أن الوفدين، كُلاًّ على حدة، عقدا في الكويت، خلال الأيام الأخيرة، لقاءات متفرقة مع سفراء وموفدين من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي.
وفي تصريح لافت، قال رئيس "اللجنة الثورية العليا" التي تمثل السلطة الانقلابية للحوثيين، محمد علي الحوثي، لقناة "العالم" الإيرانية، أمس الجمعة، إن معلومات وصلته عن "أن هناك بعض السفارات الاوروبية أوصلت معلومات أن عبدربه منصور هادي أصبح خارج اللعبة". ورأى الحوثي أن وفد الحكومة في الكويت لا يملك القرار، مشيراً إلى أن المبعوث الأممي نصحهم بالتفاهم مع السعوديين.
وفي مؤشر إضافي على ارتفاع نسبة التفاؤل لدى الأطراف الإقليمية والدولية، وعلى الجهود المبذولة، اعتبر نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد سليمان الجارالله، في تصريحات صحافية الخميس، أن المشاورات تسير في الطريق الصحيح، وقال إن "المشاركين في الاجتماعات دخلوا مرحلة من التشاور تتعلق بالتفاصيل الخاصة بخلافاتهم"، مضيفاً أن هناك "أرضية مشتركة بين الطرفين ستسهم بالتوصل إلى اتفاق شامل ينهي هذه المأساة والدماء التي سالت في اليمن".
في هذه الأثناء، تفيد مصادر مقربة من الوفدين عن تقدّم حققته اللجنة الخاصة ببحث قضايا السجناء والمعتقلين، يتضمن التوصل إلى اتفاق بإطلاق سراح العديد منهم قبل شهر رمضان. وفي التفاصيل تتباين المعلومات بين من يتحدث عن أن الاتفاق يتضمن إطلاق ألف من الطرفين قبل رمضان، وبين من يقول إن الأمر غير محدد بدقة حتى اليوم.