تجدد الاحتجاجات في السودان والشرطة تستخدم الغاز المسيل للدموع

تجدد الاحتجاجات في السودان والشرطة تستخدم الغاز المسيل للدموع

25 فبراير 2019
اعتقلت قوات الشرطة عدداً من المحتجين (Getty)
+ الخط -
تجددت الاحتجاجات في الخرطوم وأم درمان، اليوم الإثنين، للمطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير، بينما ردّت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع.

وتجمع مئات المحتجين في مناطق متفرقة من الخرطوم، مثل موقف جاكسون، وقرب جامعة النيلين، استجابة لدعوة وجّهها "تجمع المهنيين" ومعه قوى "إعلان الحرية والتغيير"، لمواصلة التظاهرات حتى سقوط النظام، غير مكترث حسب بياناته الأخيرة، بحالة الطوارئ التي فرضها البشير منذ مساء الجمعة الماضي.

وردد المتظاهرون هتافات الحراك الشعبي اليومية "حرية سلام وعدالة"، و"الثورة خيار الشعب"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"سلمية سلمية ضد الحرامية"، و"تسقط بس"، لكن القوات الحكومية التي انتشرت بكثافة وسط الخرطوم، سارعت لإطلاق الغاز المسيل للدموع، وأمرت أصحاب المحالّ التجارية بإغلاقها واعتقلت عدداً من المحتجين.
وتحدّى آلاف السودانيين، أمس الأحد، حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس عمر البشير يوم الجمعة الماضي، وخرجوا في تظاهرات في عدد من أحياء العاصمة الخرطوم، مرددين مطالباتهم بتنحّي البشير وتشكيل حكومة انتقالية لمدة أربع سنوات، فيما واجهتهم القوى الأمنية بالعنف المفرط والرصاص الحي، لتزداد المخاوف من استخدام السلطة حالة الطوارئ لمزيد من القمع، وخصوصاً أن قرارات الرئيس السوداني دلّت على محاولة عسكرة البلاد، عبر تعيين وزير الدفاع عوض بن عوف نائباً له، وتعيين 18 والياً جديداً للولايات كلهم من العسكر، بالتوازي مع إعلان الطوارئ لمدة عام.


وفي مدينة أم درمان، نشر ناشطون مقاطع فيديو لطالبات جامعة الأحفاد، اللاتي خرجن للشارع تضامناً مع زملائهم في جامعة العلوم الطبّية، الذين داهمت قوات الأمن جامعتهم أمس، وأطلقت الغاز المسيل للدموع داخل قاعات الدراسة، وأوسعت الطالبات والطلاب ضرباً مبرحاً، ما أثار موجة غضب واسعة دفعت أساتذة لوقف تعاملهم مع الجامعة، وخاصة بعد الاتهامات التي وجهت لإدارة الجامعة بالتواطؤ مع القوات الأمنية في عملية المداهمة، وهو الاتهام الذي نفته الإدارة في وقت لاحق.

ودخلت الاحتجاجات السودانية شهرها الثالث، وفيما لقي نحو 31 شخصاً مصرعهم، حسب الإحصاءات الحكومية، تتحدث المعارضة عن أكثر من 50 قتيلاً.

المعارضة والأمن المصري
إلى ذلك، نفى جهاز الأمن والمخابرات السوداني، اليوم، وجود أي عناصر للمعارضة المصرية بالسودان تهدد الأمن المصري.

ونقلت وكالة السودان للأنباء عن مدير دائرة الصحافة والإعلام بجهاز الأمن، محمد حامد تبيدي، قوله في ندوة عن العلاقات السودانية المصرية، إن السلطات السودانية "تتعامل بحزم مع أيّ معلومات تتصل بتهديدات الأمن المصري"، مبيناً أن أي مشكلة تطرح في الإعلام "يتم التعامل معها بجدية".

وأكد تبيدي توفر إرادة سياسية كبيرة لدى البلدين لحلحلة القضايا بينهما، مشيراً في هذا الخصوص إلى مشروع الربط الكهربائي، كأكبر دليل على التعاون الإيجابي بين البلدين. 

من جانبه، قال القنصل المصري بالخرطوم، أحمد عدلي، إن "الضمير المصري يريد وحدة وأمن واستقرار السودان"، داعياً الإعلام في مصر والسودان للاضطلاع بدوره في التوعية بأهمية العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، مشيراً إلى أهمية وجود تبادل اقتصادي وتجاري بينهما.

ونادى عدلي بالترفع عن الخلافات البسيطة التي تحدث بين الشعبين، "حتى نتجاوز تلك الأزمات التي يمر بها البلدان باعتبار وحدة المصير".