موسكو ستردّ بالمثل بعد طرد واشنطن 60 دبلوماسياً روسياً

موسكو ستردّ بالمثل بعد طرد واشنطن 60 دبلوماسياً روسياً

26 مارس 2018
أنطونوف (وسط) منزعج جداً (Getty)
+ الخط -
قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، اليوم الإثنين، إن أميركا تدمّر ما تبقّى من العلاقات مع موسكو، وذلك في أول ردّ رسمي من روسيا على قرار الإدارة الأميركية طرد مواطنين روس وإغلاق القنصلية الروسية في سياتل، فيما أعلن الكرملين أن موسكو ستردّ بالمثل في حال طرد دبلوماسييها.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن روسيا سترُد بالمثل في حالة قيام الولايات المتحدة بطرد دبلوماسيين روس بسبب تسميم العميل الروسي المزدوج. وأضاف بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين أن موسكو لم يصل لعلمها سوى تقارير في وسائل الإعلام حول احتمالات الطرد، ولن ترد إلا إذا تلقت إفادات رسمية من واشنطن.

وتابع أنه في مثل هذه الحالة، سيكون رد موسكو قائماً على مبدأ المعاملة بالمثل.

واليوم، قال مسؤولون كبار من الإدارة الأميركية إن الرئيس دونالد ترامب أمر بطرد 60 روسياً من أميركا وإغلاق القنصلية الروسية في سياتل بسبب قضية استخدام غاز الأعصاب في بريطانيا في وقت سابق هذا الشهر، لتسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال وابنته.

وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم للصحافيين، إن أمر الطرد يشمل 12 ضابط مخابرات روسياً من بعثة الأمم المتحدة في نيويورك، ويعكس مخاوف من أن أنشطة روسيا المخابراتية تزداد عدوانية.

وصرح مسؤولون بارزون بالإدارة الأميركية أن الدبلوماسيين الستين كانوا جواسيس يعملون في الولايات المتحدة تحت غطاء دبلوماسي، وأضاف المسؤولون أن الإدارة تتخذ التحرك لإرسال رسالة إلى قادة روسيا حول العدد "الكبير إلى حد غير مقبول" للعملاء الاستخباريين الروس في الولايات المتحدة.

وسيكون أمام الروس المطرودين سبعة أيام لمغادرة الولايات المتحدة، وفقاً للمسؤولين الذين اشترطوا عدم ذكر هوياتهم لأنهم غير مخولين بالحديث علناً. وأضافوا أن قنصلية سياتل كانت مصدراً لقلق مكافحة الاستخبارات بسبب قربها من قاعدة بحرية أميركية. الخطوة واحدة من أبرز تحركات إدارة ترامب للضغط على موسكو والرئيس فلاديمير بوتين.

ومنذ أقل من أسبوع مضى، هنأ ترامب بوتين هاتفياً بإعادة انتخابه، لكنه لم يثر قضية الجاسوس، مجدداً التساؤلات بشأن ما إذا كان موقف الرئيس الأميركي ليس حازماً بما يكفي مع الكرملين.


وترافق القرار الأميركي مع قرارات مماثلة من 14 دولة أوروبية، بطرد دبلوماسيين روس، على خلفية القضية نفسها.

إلى ذلك، اعتبر السفير أنطونوف أنه لا يمكن إبقاء هذه الإجراءات الاستفزازية دون رد، فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية للأنباء عن عضو في مجلس الاتحاد الروسي قوله إن موسكو ستطرد 60 على الأقل من أفراد البعثة الدبلوماسية الأميركية ردّاً على قرار واشنطن.

ولم تذكر الوكالة مصدراً لتأكيدات فلاديمير دغاباروف نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد. ولم يصدر تعليق بعد عن مسؤولين في الحكومة.


والأسبوع الماضي، توقع رئيس مجلس أوروبا، أدونالد توسك، بأن تفرض الدول الأعضاء في الكتلة إجراءات ضد موسكو بسبب دورها المشتبه به في تسميم الجاسوس السابق. وطردت بريطانيا بالفعل 23 دبلوماسياً روسياً، واتهمتهم بأنهم عملاء استخبارات غير معلنين، ما أدى إلى طرد روسيا العدد نفسه من الدبلوماسيين البريطانيين. واستدعى الاتحاد الأوروبي سفيره لدى روسيا. وكانت بريطانيا قد اتهمت روسيا بشن الهجوم. واتفقت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا على الاحتمال الكبير لصحة الاتهام.