لماذا حاولت إسرائيل التشويش على الانتخابات التونسية؟

لماذا حاولت إسرائيل التشويش على الانتخابات التونسية؟

17 مايو 2019
تونس مستهدفة من أذرع الثورة المضادة (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

استهدفت شركة إسرائيلية انتخابات دول أفريقية بما فيها تونس، وذلك عبر حسابات وصفحات ومجموعات وهمية للتأثير على انتخابات الدول التي تستهدفها، محاولة بث أخبار ومواد سياسية بهويات وهمية.


وأكدت شركة "فيسبوك" أنها حذفت 265 من الحسابات والصفحات والمجموعات والأحداث المرتبطة بإسرائيل على موقع التواصل الاجتماعي وكذلك "أنستغرام" بسبب ما وصفته بأنه "سلوك زائف" يستهدف المستخدمين، موضحة أن هذا النشاط "الزائف" نشأ في إسرائيل وركز على تونس ونيجيريا والسنغال وتوغو وأنغولا والنيجر وكذلك على أميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا.

وبين المحلل السياسي المختص في الشأن الدولي، علي اللافي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن أفريقيا تعتبر قارة المستقبل وكل القوى الكبرى تعمل على الحضور على امتداد السنوات المقبلة فيها، مبينا أن هذا ما يفسر الاستهداف المستقبلي لدول أفريقية.

ولاحظ أن ليبيا هي أيضا مستهدفة وعزا الأزمة فيها لكونها تمثل أفضل المعابر للمرور إلى أفريقيا إلى جانب ثرواتها المهمة، مضيفا أن إسرائيل واعية بقدرة الحروب السبرانية وتوظيف التكنولوجيا لتغيير أنظمة أو إسقاط أخرى مثلما حصل في 2011 وساهم في أحداث السودان وفي أحداث الجزائر حاليا. وأشار إلى أن التأثير على الانتخابات يتم من خلال التأثير على الناخب بخلق أغلبية بتوجه معين، وفي تونس توجد قوى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة هي حليف لقوى قريبة من إسرائيل، وبالتالي الانتخابات القادمة ستكون الحرب الإلكترونية مؤثرة فيها من خلال نشر الأخبار والفيديوهات التي تشوش الرأي العام.

وتابع أن إسرائيل قادرة على توجيه الناخبين والتأثير عليهم نظرا لقدرتها على الاختراق، سواء عندما كان الاختراق مباشر عبر جهاز الاستخبارات "الموساد" أو بطرق غير مباشرة من خلال حروب إلكترونية لاختراق الدول.

وأوضح أن ما تم الكشف عنه من معطيات هو في الحقيقة جزء لما كان يدار من سنوات طوال من طرف إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا الاختراق يقوم بوضع حليف مباشر أو غير مباشر لإسرائيل في الدول التي لديها انتخابات بمحاولة توجيه الناخبين وبث الأخبار والمعطيات الزائفة للحصول على الأصوات وتوجيهها في اتجاه معين، مشيرا إلى أن إسرائيل لديها دول حليفة والثورة المضادة تقوم أيضا على توجيه الناخبين.

وأفاد أن "هدف إسرائيل واضح وهو أن الاستعمار كان يدار عن طريق الرجل رقم واحد، ولأنه لم يعد قادرا على الحسم فلا بد من توجيه الأحزاب والبرلمان والمسؤولين ليكونوا حلفاء دولة عربية هي عادة حليفة لإسرائيل، فيتم بناء زعامات لم تكن موجودة أصلا وأخرى بشكل سريع وفي وقت وجيز لاستغلالها".

وقال رئيس حزب "الوفاء"، عبد الرؤوف العيادي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن التشويش على الانتخابات التونسية وراءه أجندات تقوم بها أطراف دولية لا ترغب في أن تتم الانتخابات خاصة أن الوضع الإقليمي غير مستقر، مضيفا أن الانتقال الديمقراطي لم يحقق الأهداف المرجوة وهناك مخاوف من انفلات الأمور من القوى النافذة.

وأفاد أن الوضع الإقليمي متغير وهو ما نراه في الجزائر والاستعمار الأجنبي غير سعيد بما يحصل من ديمقراطية ومن إرادة الشعوب، خاصة أن الأمر ربما كان منذ عدة عقود في متناولهم بوضع الحكام الذين يريدونهم، وهذا ليس في تونس فقط، فالمطامع أفريقية والأمر يتطلب مزيدا من اليقظة.


يشار إلى أن "فيسبوك" حدد مجموعة "أرخميدس" الإسرائيلية كمصدر لبعض الأنشطة وقال رئيس سياسة الأمن الإلكتروني في "فيسبوك"، ناثانيل غليشر، في مؤتمر صحافي أمس إن هذه المؤسسة وجميع الشركات التابعة لها محظورة الآن من "فيسبوك". وذكر "فيسبوك" أن المجموعة الإسرائيلية أنفقت أكثر من 800 ألف دولار على إعلانات وحسابات في منصة "فيسبوك" وأن لديها 161 حسابا على "فيسبوك" وأربعة حسابات على "أنستغرام". ويتابع نحو 2.8 مليون حساب صفحة أو أكثر من هذه الصفحات.