أوراق بنما تكشف تورّط والد رئيس الوزراء البريطاني

فضحت "أوراق بنما" تورّط عشرات السياسيين بأعمال مالية مشبوهة، ومنهم عدد من نوّاب حزب المحافظين البريطاني ووالد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وتمّت تسمية ثلاثة من النوّاب السابقين لحزب المحافظين، وستّة أعضاء من مجلس اللوردات وعشرات من المانحين.

وظهر اسم كل من اللورد أشكروفت والبارونة باميلا شاربليس والنائب السابق عن حزب المحافظين مايكل ميتس/ من ضمن السياسيين البريطانيين الذين وردت أسماؤهم في "أوراق بنما".

كما لم تفلت سمعة رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون منها، إذ نشر موقع "مترو نيوز" أنّ إيان كاميرون، والد رئيس الوزراء المذكور، ورد اسمه أيضاً بين الأشخاص الذين استخدموا خدمات الشركة منذ أربع سنوات. بيد أنّه لا يوجد ما يدل على أنّ عائلة كاميرون لم تدفع ضرائب على المال الذي تقاسمته من ثروة الأب البالغة 2.74 مليون باوند بعد وفاته. وورث كاميرون الابن منها مبلغ 300 ألف باوند.

وتصدّرت قضية "أوراق بنما" وسائل الإعلام، بعد أن سرّب شخص مجهول مجموعة من وثائق سرّية لمؤسّسة قانونية في بنما إلى صحيفة ألمانية. كشفت تلك الوثائق عن صفقات وهميّة وغسل أموال وأنشطة مالية محظورة تقوم بها مؤسّسة "Mossack Fonseca" منذ ما يقارب الأربعين عاما، حتى بلغت البيانات المسرّبة رقماً مهولاً.

كشفت "أوراق بنما" عن الفساد المالي على مستوى زعماء دول، أبرزهم الرئيس الرّوسي فلاديمير بوتين، وشخصيات هامّة من الوسط الفني والرياضي.

وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يوجد شيء غير قانوني في استخدام شركات خارجية، بيد أنّ البيانات المسرّبة قد تؤدّي إلى نداءات جديدة للقيام بإصلاح دولي حول كيفية عمل الملاذات الضريبية.

في المقابل، قالت شركة "Mossack Fonesca"، إنّها عملت لنحو 40 عاماً ولم تحاكم بتهمة أعمال إجرامية بتاتاً.

أمّا منظّمة أوكسفام الخيرية البريطانية، فدعت بريطانيا التي تستضيف "القمّة الدولية لمكافحة الفساد"، في الشهر المقبل، إلى المبادرة في "عمليّة تنظيف" النظام الذي يضرّ ويؤذي بعض من أفقر الناس في العالم.

كما قال رئيس المنظّمة المذكورة، ريتشلرد بايل، إنّ البيانات المسرّبة تسلّط الضوء على الدور الرئيسي الذي قد تقوم به بريطانيا في ما يتعلّق بالملاذات الضريبية، ومنها جزر "فيرجين" البريطانية التي تسمح لنخبة متميّزة بتفادي دفع نصيبها العادل من الضرائب.