معلقون إسرائيليون: تقليص إمدادات الكهرباء لغزة يعزّز المواجهة العسكرية

معلقون إسرائيليون: تقليص إمدادات الكهرباء لغزة يعزّز المواجهة العسكرية مع "حماس"

13 يونيو 2017
تبرم إسرائيلي من خطوة عباس (يوري كوشيتكوف/ فرانس برس)
+ الخط -
رأى جنرالات ومعلقون بارزون في دولة الاحتلال الإسرائيلي أن قرار المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، أمس الإثنين، بالاستجابة لطلب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، تقليص إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة، يعزّز فرص اندلاع مواجهة عسكرية مع حركة المقاومة "حماس"، ستترتب عليها خسائر إسرائيلية كبيرة.


واتفق الذين وجّهوا الانتقادات لقرار حكومة بنيامين نتنياهو على أنه لا توجد مصلحة إسرائيلية تبرّر الاستجابة لطلب عباس. وهاجم معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، ألون بن دافيد، القرار، معتبراً أنه "يعد انسياقاً أعمى وراء رئيس السلطة الفلسطينية". وفي تعليق بثته القناة الليلة الماضية ونشره موقعها مجدداً اليوم، أضاف هذا الأخير: "ببساطة أبو مازن أقدم على هذه الخطوة من أجل أن يدفعنا لمواجهة جديدة مع حركة (حماس) لأنه يعلم أن تدهور الأوضاع الاقتصادية سيدفع الحركة في النهاية إلى أن توجه نيرانها تجاهنا".

وتابع: "هل من أجل تعزيز مكانة عباس نسلم بتوفير الظروف لاندلاع مواجهة جديدة يمكن أن تفضي إلى إزهاق أرواح جنود ومواطنين إسرائيليين، هل يمكن تبرير هذا الأمر، هل بإمكان أي مسؤول أن يقف أمام العائلات الثكلى ويبرر مقتل أولادها بأنه جاء فقط من أجل تعزيز مكانة عباس؟".

وانتقد بن دافيد المستويات الأمنية في تل أبيب التي أيدت الاستجابة لطلب عباس على الرغم من إدراكها تبعات هذه الخطوة.

من ناحيته، اعتبر المعلق العسكري في صحيفة "هارتس"، عاموس هارئيل، أن الاستجابة لطلب عباس "تمثل مغامرة غير مضمونة النتائج، وقد تتبين لاحقا بأنها خطأ كبير". وفي تحليل نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم، أوضح هارئيل أن تسليم إسرائيل بخطوات عباس ضد غزة وعدم تدخلها للبحث عن مصادر تمويل لتغطية العجز في الكهرباء يحمل في طياته خطر اندلاع مواجهة جديدة.

وأشار هارئيل إلى أن الحكومة الإسرائيلية أيدت طلب عباس "لأنها غير معنية بالظهور وكأنها تدعم حماس في صراعها الداخلي مع السلطة وعباس"، مشيراً إلى أن هناك في إسرائيل من يراهن على إجراء اتصالات من وراء الكواليس مع السلطة لإقناعها بإضفاء مرونة على مواقفها.

وأوضح هارئيل أن ما يقلص من وجاهة المسوغات التي تقدم لتبرير الاستجابة لطلب عباس حقيقة أنه لا توجد أية ضمانة أن يفضي انهيار الأوضاع الاقتصادية إلى ثورة جماهيرية في غزة ضد حكم حركة "حماس".

واتفق هارئيل مع بن دافيد في أن عباس يهدف إلى توفير الظروف التي تسمح باندلاع حرب جديدة تسمح لإسرائيل بتوجيه ضربات قوية لحركة "حماس"، مشبهاً موقف عباس من "حماس" بمواقف السعودية الأخيرة من دولة قطر.

وأشار إلى أن ما يهدف إليه عباس يتعارض بشكل مطلق مع مصلحة إسرائيل المعلنة والمتمثلة في السعي لتجنب مواجهة جديدة مع حركة "حماس". وأعاد هارئيل للأذهان حقيقة أن نتنياهو جاهر أخيراً بحرصه على تجنب مواجهة جديدة مع غزة، على اعتبار أنه لا يوجد أي طرف يمكن أن يتولى مقاليد الأمور في حال تم إسقاط حكم حركة "حماس"، نتيجة أية مواجهة جديدة.

وفي تحليل سابق نشرته "هارتس" أمس، لفت هارئيل إلى أن تكلفة تغطية العجز في الكهرباء لقطاع غزّة أقل بكثير من كلفة يوم قتال واحد ضد القطاع.

أما مستشار الأمن القومي الأسبق لنتنياهو، الجنرال يعكوف عامي درور، فقد حذّر من تداعيات تزامن الاستجابة لطلب عباس مع الأزمة المتصاعدة بين قطر ودول عربية بقيادة السعودية.

وفي تحليل نشرته اليوم صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوضح درور أن فرص اندلاع مواجهة جديدة بين إسرائيل و"حماس" قد تعاظمت بسبب تعرض "حماس"، لضغوط تمارسها كل من إسرائيل والسلطة، وضغط يمكن أن ينجم عن توقف المساعدات الاقتصادية القطرية للقطاع في حال اضطرت الدوحة إلى ذلك.

ونصح درور، والذي سبق أن تولى منصب "قائد لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية" (أمان) بأن "تراعي إسرائيل التوازنات المطلوبة التي تضمن لها ممارسة ضغوط على (حماس) لوقف تعاظم قوتها العسكرية وفي الوقت ذاته الحرص على ألا يسفر هذا الضغط عن توفير الظروف أمام اندلاع مواجهة جديدة".