انهيار "داعش" يفتح صراع السيطرة على ريف حلب

انهيار "داعش" يفتح صراع السيطرة على ريف حلب

09 يونيو 2016
توحيد قوات المعارضة في مارع لمحاربة النظام (إبراهيم حتيب/الأناضول)
+ الخط -
واصل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تراجعه الميداني في ريف حلب، أمس الأربعاء، وتمكنت قوات المعارضة السورية من بسط سيطرتها على جزء من ريف حلب الشمالي، على وقع تراجع "داعش" المستمر في ريف منبج لصالح "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل "قوات حماية الشعب الكردية" عمودها الفقري.

وتظهر التطورات الميدانية، أن المنافسة بدأت بين قوات المعارضة من جهة و"قوات سوريا الديمقراطية" من جهة ثانية للسيطرة على المناطق التي لا تزال تحت سيطرة "داعش" في ريفي حلب الشمالي والشرقي. وأكد الناشط، حسن الحلبي، لـ "لعربي الجديد"، أن تنظيم "داعش" فاجأ قوات المعارضة السورية المتواجدة في مدينتي إعزاز ومارع في ريف حلب، بإقدامه على عملية إخلاء كامل للقرى التي يسيطر عليها بين المدينتين. وأوضح الحلبي أن "داعش" انسحب، صباح أمس الأربعاء، من بلدتي جبرين وكفركلبين وقرى صندف ويحمول وجارز وغزل ويان يابان وبريشا وقره كوبري، لتتقدم قوات المعارضة نحو هذه المناطق وتسيطر عليها بعد تمشيطها وفتح الطريق مجدداً نحو مدينة مارع التي كانت محاصرة من "داعش"، خلال الأيام الإثني عشر الماضية.

وجاء انسحاب "داعش" من هذه المنطقة بعد ساعات قليلة من اندماج جميع الفصائل العسكرية في مدينة مارع تحت اسم "لواء المعتصم بالله"، وإعلان نيتهم تجهيز عملية كبيرة لفك الحصار عن مدينتهم. وقالت الفصائل، في بيان مصوّر، إن اندماجها جاء لتوحيد الصف والجهود لمحاربة النظام السوري ومليشياته، و"نتيجة المنعطف الخطير الذي تمر به الثورة السورية، لا سيما في ريف حلب الشمالي".

ويبدو أن هدف انسحاب "داعش" المفاجئ من المناطق التي كان يسيطر عليها يتمثل في سعي التنظيم إلى التخفيف من الضغط العسكري الكبير الذي تتعرض له قواته على مختلف جبهات القتال شمال سورية، حيث باتت تخوض ثلاث معارك كبيرة في وقت واحد، في ريف حلب الشمالي، وفي منبج بريف حلب الشرقي، وفي منطقة إثريا بريف حماة الشرقي، الأمر الذي وضع ضغطاً كبيراً على قوات "داعش" وجعلها تتراجع ميدانياً وتنكفئ نحو مناطق أخرى.

ولن تقتصر عملية انسحاب "داعش" على المناطق التي انسحب منها أخيراً، بل تشير مصادر ميدانية في مناطق سيطرته في ريف حلب الشمالي إلى أن التنظيم يقوم بعمليات إخلاء لمقراته ومعسكراته التدريبية ومباني الخدمات التابعة له من مناطق صوران وكفرة واحيملات وارشاف ودابق وصولاً إلى بلدة أخترين التي يسيطر عليها حالياً، تاركاً قوات قليلة في هذه المناطق لحراستها، بينما تنتهي عمليات الإخلاء قبل تنفيذ عمليات انكفاء جديدة نحو مدينة الباب التي يسيطر عليها "داعش" في ريف حلب الشرقي.

كذلك، باتت "قوات سوريا الديمقراطية" على وشك السيطرة على مدينة منبج، بعد نجاحها في تطويقها من عدة محاور، وبدء عناصر "داعش" بالانسحاب تدريجياً منها مع موجة نزوح في ظروف مأساوية للمدنيين. وكانت هذه القوات دخلت إلى قرى محترق كبير ومحترق صغير وعين النخيل في جنوب مدينة منبج، ونجحت بالتالي من الاقتراب أكثر من الطريق السريع الذي يصل منبج بمدينة الباب ومن ثم بحلب غرباً، وهو خط الإمداد الأخير لمسلحي "داعش" في منبج. وفي وقت سابق أمس، تمكنت "قوات سوريا الديمقراطية" من تحقيق تقدم جديد في ريف منبج الشمالي، حيث سيطرت على قريتي شويحة الخزناوي وقوردلا، الأمر الذي جعلها تقترب أكثر نحو ريف منبج الغربي ومكّنها من فرض الحصار الكامل على مدينة منبج قبل دخولها.

ومع تقدم "قوات سوريا الديمقراطية" في ريف منبج، يتواصل نزوح السكان عن المدينة خوفاً من اندلاع حرب شوارع بين القوات المتقدمة وقوات "داعش" في منبج. وقال الناشط الإعلامي، يوسف أبو محمود، لـ "لعربي الجديد" إن "نحو عشرة آلاف مدني نزحوا من مدينة منبج الخاضعة لسيطرة داعش، إلى مدينة الباب ومناطق أخرى خاضعة، أيضاً، لسيطرة التنظيم، مع اقتراب المعارك من مركز المدينة"، موضحاً أن "داعش" أصدر أوامر بمنع المدنيين من مغادرة المناطق التي يسيطر عليها. وأكد أبو محمود "أنّ كثيراً من المدنيين غادروا الريف الشرقي لمنبج، بعد سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" على عشرات القرى في المنطقة"، علماً أن الأمم المتحدة سبق وحذرت من أن 216 ألف مدني سينزحون عن المدينة في حال تواصلت الحملة العسكرية الجوية والبرية عليها.

المساهمون