أمانو في طهران لحل القضايا العالقة قبل الثلاثاء الحاسم

أمانو في طهران لحل القضايا العالقة قبل الثلاثاء الحاسم

03 يوليو 2015
المفاوضات النووية تقترب من الحسم (صموئيل كوباني/فرانس برس)
+ الخط -
في وقت تستمر فيه المفاوضات النووية بين إيران والغرب في فيينا ويجري فيه العمل على قدم وساق في محاولة للتوصل لاتفاق نووي، توجه رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إلى العاصمة طهران، حيث التقى الرئيس حسن روحاني، وأمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني، ما يدلّ على أنّ المفاوضات وصلت مرحلة حاسمة وحساسة للغاية قبل التوصل إلى اتفاق يوم الثلاثاء المقبل. 

اقرأ أيضاً: 7 يوليو موعداً نووياً جديداً...تعقيدات المفاوضات تنتج "وثيقة سياسية"

وذكرت الوكالة الدولية، في بيان، أن أمانو يبحث في طهران آخر تفاصيل المحادثات مع دول 5+1 من جهة، كما يناقش ملف تفتيش المنشآت العسكرية من جهة ثانية.
ولم يتطرق شمخاني خلال لقائه بأمانو إلى المقترحات الجديدة التي حملها الرجل من فيينا، أو حتى تلك التي طرحتها القيادة الإيرانية في محاولة لتقريب وجهات النظر بما يصب لصالح الاتفاق. لكنه كان واضحاً في الحديث عن عدم وجود جسر ثقة بين طهران والوكالة، مبرّراً الأمر بازدواجية التعامل، وتفاصيل بعض التقارير التي صدرت عن الوكالة في وقت سابق وشككت بسلمية البرنامج النووي الإيراني.

وتأتي زيارة أمانو إلى طهران في وقت تستمر فيه المحادثات النووية مع السداسية في فيينا، وسط إصرار إيران على أن تكون محادثاتها مع الوكالة منفصلة عن الحوار مع دول 5+1. ولهذا توجّه أمانو إلى طهران في وقت صدر فيه تقرير للوكالة يؤكّد انخفاض مخزون إيران من غاز اليورانيوم منخفض التخصيب إلى أقلّ من المستوى المطلوب. وهذا ما نص عليه اتفاق جنيف المؤقت الموقع مع إيران في عام 2013، وهذا يعطي إشارة إيجابية من قبل الوكالة وإيران نفسها، وهو ما ينعكس بشكل تلقائي على طاولة الحوار في فيينا حتى مع محاولة فصل الملفات.
أما الإشارة الإيجابية الثانية، فتكمن في أن إيران وقعت اتفاقية مع الوكالة قبل عامين تقريباً، وطُلب من طهران آنذاك الإجابة عن 18 تساؤلاً، وأكدت التقارير الدولية أن طهران قدمت الإجابات اللازمة والتي وصفتها الوكالة نفسها بالمقنعة، لكنها استثنت ثلاث قضايا ما زالت غير واضحة وعالقة حتى اليوم.

أول هذه القضايا العالقة تلك المسماة "بي.إم.دي" وهي القضية المتعلقة بشكوك حول أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني. فهناك تقارير سابقة تشير إلى إجراء تجارب تحاكي تفجيرات نووية في مواقع عسكرية إيرانية، وتحتاج الوكالة لتقديم تنازلات إيرانية تسمح بالدخول لهذه المواقع. وهو ما تصرّ عليه واشنطن وباريس بشكل خاص على طاولة الحوار في فيينا، فيما يرفض المسؤولون الإيرانيون هذا الأمر.
من جهته، حضّر أمانو، بحسب وكالة أنباء "إرنا"، مقترحات جديدة إلى طهران تتعلق بهذا الأمر، وربما بتفاصيل البروتوكول الإضافي الذي من المفترض أن توقعه طهران كجزء من أي اتفاق نووي.
هذا البروتوكول وفق المفاوضين النوويين الإيرانيين أنفسهم يسمح بدخول المواقع النووية بشكل مباغت وفوري، ولكنه يسمح أيضاً بدخول بعض المواقع العسكرية، ولكنه دخول مشروط ومنظم، ما يعني أنه على الوكالة أن تقدم دلائل مقنعة للطرف المقابل كي تضمن موافقته. وكانت إيران بالفعل قد وقعت على هذا البروتوكول قبل سنوات وقد سمحت بدخول المفتشين لبعض المواقع العسكرية. وربما تكون اقتراحات أمانو أو حتى مقترحات طهران قد حملت أي جديد يسمح بالتوصل لصيغة حل وسطية بين إيران والغرب في فيينا.
القضية الثانية العالقة بين الوكالة وإيران تتعلق بالرقابة، إذ يفترض أن تقدّم طهران إجاباتها الواضحة حولها، ليصبح من الممكن تحديد آلية الرقابة الدولية على النشاط النووي الإيراني.
أما القضية الثالثة، فتتعلق بإنتاج إيران لصواعق ذات تردد عال المستوى تستخدم في صناعة السدود وفق ما تقول طهران، لكن الوكالة تشكك بهذا الأمر كونه من الممكن استخدام هذه الصواعق في صناعة الرؤوس النووية، وهذا تشكيك آخر يتعلق بوجود أبعاد عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، بالتالي تعمل الوكالة على الحصول على ضمانات بشأنه.
وقد رفعت هذه الزيارة من سقف التوقعات المتعلقة بنتائج المفاوضات المستمرة بشكل مكثف في فيينا، ويتحدث المراقبون عن نية حقيقية لدى إيران ولدى الوكالة وحتى بعض الأطراف في دول 5+1 بتوقيع هذا الاتفاق في الوقت المحدد هذه المرة.  لكن هذا لا ينفي استمرار وجود الخلافات.

المساهمون