العطية: قطر ترغب في تعافي العلاقات بين الدول الخليجية

العطية: قطر ترغب في تعافي العلاقات بين الدول الخليجية بالحوار

17 يناير 2018
العطية: التسلّح هدفه حماية قطر لنفسها (ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -
تحدّث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، في ندوة لمعهد الخدمات المتحدة الملكية، المعروف اختصاراً باسم "روسي"، عن العلاقات الأمنية والدفاعية بين بريطانيا وقطر، ورؤية قطر الخاصة بالوضع الإقليمي في الخليج، والمنطقة بشكل عام، مؤكداً على رغبة الدوحة في "تعافي العلاقات بين الدول الخليجية"، التي تفرض حصاراً على قطر منذ الخامس من يونيو/حزيران من العام الماضي. 



الحوار لحل الأزمة الخليجية

وقال العطية إن "إمكانية حلّ الخلاف في المنطقة لن تتم إلا بالحوار بين الأطراف المعنية، وهو ما دعت إليه قطر منذ اليوم الأول للحصار المفروض عليها، ويشهد عليه تأييدها للمبادرة الكويتية للحل"، مشدداً على أهمية "الحفاظ على مجلس التعاون الخليجي كمؤسسة هامة في مستقبل المنطقة"، ولكنه لا يرى إمكانية عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحصار. 

ويرى العطية أن "على مجلس التعاون تطوير آليات سلمية لحل الخلافات بين الدول الأعضاء، كي لا تصل في المستقبل إلى ما هي عليه حالياً"، مصرّاً على "ضرورة الحل السلمي للأزمة الخليجية، خاصة عند النظر إلى المدى البعيد". 

وطالب الدول الغربية والولايات المتحدة بـ"التدخل الإيجابي" في حل الأزمة الخليجية، مذكّراً بـ"رغبة قطر في الحل السلمي والحوار"، مشيراً إلى أن هذه الرغبة "تنبع من إدراكها بمسؤوليتها في توفير الغاز على المستوى العالمي، إذ تقدم 30 في المائة من الاحتياجات العالمية، وأن أي اضطراب في توفير هذا الغاز ستكون له تبعات على جميع دول العالم".
 

القدرات الدفاعية لقطر

وعلى الرغم من تأكيد قطر على ضرورة الحوار، فإنها تعزّز قدراتها الدفاعية بدعم من حلفائها، ومنهم بريطانيا، إذ ذكر المسؤول القطري أن بلاده وبريطانيا تجمعهما اتفاقيات دفاع مشترك، كذلك تقوم بريطانيا بتوفير التدريب للقوات الجوية القطرية، إضافة إلى أنها زوّدت الدوحة مؤخراً بأكثر من عشرين طائرة "تايفون" مقاتلة. 

وأوضح العطية أن "التسلح القطري، الذي تصاعد في السنوات القليلة الماضية، يهدف إلى اعتمادها على قواتها العسكرية في حماية نفسها، وخاصة أن المنطقة تسودها الاضطرابات. ولذلك يجدر بقطر أن تتمتع بالاكتفاء الدفاعي الذاتي، بدلاً من طلب المساعدة من حلفائها كلما تعرضت لخطر". 

كذلك أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء القطري، وهو الطيار العسكري السابق في القوات الجوية القطرية، أن "بريطانيا وقطر تمتلكان سرباً جوياً مشتركاً هو الأول من نوعه بينهما منذ عام 1940، ويهدف إلى الدفاع عن قطر، وخاصة في تأمين الأجواء القطرية خلال كأس العالم عام 2022".

ووصف العطية الاستراتيجية التي تتبعها قطر منذ عام 1995 بأنها "تسعى لعدم خلق أي أعداء". 

وفي هذا السياق، فإن "قطر تتعامل مع دول مثل تركيا والصين، وتبني معها العلاقات التجارية والدفاعية. ونحن تربطنا اتفاقية دفاع مشترك مع تركيا، وذلك أمر لا يخفى على أحد".

ووصف العلاقات مع إيران بأنها "لا تتجاوز سقف الجوار والتبادل التجاري"، مؤكداً أن "الفرصة أتيحت لقطر لتعزيز علاقاتها بإيران بعد الحصار، خاصة أن إيران أبقت على أجوائها مفتوحة أمام الطيران القطري عندما أغلقت بوجهها جميع الأجواء البرية والجوية الأخرى، إضافة إلى تزويدها لقطر بالغذاء والدواء".

وبينما أكد العطية على "ضرورة استمرار الحوار مع الجانب الإيراني للحفاظ على مكاسب الاتفاق النووي الذي دعمته قطر منذ البداية"، شدد على وجوب "الاستماع إلى المطالب الشعبية في دول مثل سورية واليمن وليبيا، بدلاً من فرض أجندات خارجية عليها".  


مزاعم الإمارات

وفي تعليقه على مزاعم الإمارات بشأن اعتراض مقاتلة قطرية طائرة مدنية إماراتية، نفى العطية الأمر كلياً، واتهم الإمارات بـ"الافتراء"، مذكراً بادعاءاتها وادعاءات دول الحصار المغلوطة السابقة. 

ودلل العطية على صحة الرواية القطرية بأن "القاعدة الأميركية في قطر نفت أن تكون طائرات قطرية قد اعترضت أي طيران مدني، وأن أياً من طائرات شركات الطيران لم تذكر تعرض أي من طائراتها لمثل هذا الحادث"، كذلك ذكّر بأن الإمارات كانت قد اخترقت الأجواء القطرية في 21 ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، وتعاملت قطر حينها مع الأمر عبر القنوات الرسمية الدولية. 

وأوضح العطية أن الفقاعة الإعلامية التي تسعى الإمارات لنشرها تهدف للتغطية على سوء معاملتهم للشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، الذي اتهمت الإمارات باحتجازه وسوء معاملته. 

وفي ما يتعلق باتهامات الإمارات لقطر بدعمها جماعة "الإخوان المسلمين"، ردّ العطية بأن "قطر، ومنذ عام 1995، تتجنب الاصطفاف في المحاور الإقليمية، وفتحت مجالاً لجميع من لا يرى نفسه منتمياً للمحورين الرئيسيين في المنطقة أن ينضم لها"، مشدداً على أن "هذه المرونة السياسية مكّنتها من أن تتوسط في حل خلافات المنطقة، ومنها ما جرى بين إرتيريا وجيبوتي، أو بين الحوثي وعلي عبد الله صالح عام 2009".

وأوضح العطية أن "قطر لا تدير علاقات مع جماعات، وإنما مع دول، وهو ما تعكسه علاقاتها التي استمرت مع مصر منذ إدارة طنطاوي ووصولاً إلى مرسي، ومن ثم السيسي"، مشيراً إلى أن أي "تدخل قطري إنما تم بطلب من الحلفاء أو الدول المعنية أو الأمم المتحدة".

وشدد على الدور القطري في مكافحة الإرهاب على المستوى الإقليمي والدولي، مبرزاً أن "الاستراتيجية الغربية تعتمد على استخدام القوة فقط في وجه الجماعات الإرهابية، وهي استراتيجية منقوصة"، مؤكداً أن "الاستثمار في التنمية والتعليم من الدعائم الرئيسية لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف، وهي أمور تنشط فيها قطر على المستوى العالمي". 

وكان العطية قد التقى بوزير الدفاع البريطاني، غافين وليامسون، أمس، في إطار زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، تهدف لتعزيز العلاقات بين البلدين.