حميدتي: لا ضرر ولا ضرار على أطراف سد النهضة

حميدتي من القاهرة: لا ضرر ولا ضرار لأطراف سد النهضة...وسنلعب دور الوسيط

15 مارس 2020
التقى حميدتي بالسيسي (أشرف الشاذلي/فرانس برس)
+ الخط -
قال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة فى السودان الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في تصريحات للصحافيين، اليوم الأحد، إن السودان جزء من سد النهضة، وإنه سيلعب دور الوسيط بين مصر وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق.

وأضاف حميدتي، في تصريحات للإعلام المصري من قصر الاتحادية الرئاسي بعد لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أنّ "السودان انخرط في التفاوض حول سد النهضة منذ زمن طويل، وأنه لن يكون هناك ضرر ولا ضرار على جميع أطراف سد النهضة".

والتقى السيسي بحميدتي، اليوم، بحضور اللواء عباس كامل، مدير المخابرات المصرية، بعد يوم قضاه حميدتي في اجتماعات مع كامل ومسؤولي المخابرات والجيش بمصر.

وقال بيان للرئاسة المصرية إنّ السيسي أكد أنّ "سياسة مصر دائماً كانت سنداً ودعماً للسودان، خاصةً خلال المرحلة الانتقالية الحساسة الراهنة، أخذاً في الاعتبار المصلحة الاستراتيجية المشتركة التي تجمع البلدين الشقيقين"، بينما عبر حميدتي عن "تقدير بلاده للدور الفاعل لمصر بالمنطقة والقارة".

وشهد اللقاء "التوافق حول مجمل القضايا الإقليمية، كما تم استعراض تطورات ملف سد النهضة في ضوء ما انتهت إليه المفاوضات في واشنطن من اتفاق تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى من قبل مصر".

وتأتي الزيارة بعد أقل من أسبوع من زيارة أجراها عباس كامل إلى العاصمة السودانية الخرطوم، أكدت بدء تحرك مصر علناً في مسار مغازلة السودان لدفعه للتوقيع على اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة والانضمام لمصر في مطالبتها إثيوبيا بالتوقيع، حتى لا تبقى مصر في موقعها كطرف وحيد مؤيد للاتفاق الذي قال السودان سلفا إنه توافق على 90% من بنوده، بينما رفضت إثيوبيا الاعتراف به بالكلية.

والتقى عباس كامل، في تلك الزيارة، بكل من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وحميدتي المعروف بعلاقته الوطيدة بالسيسي. وأبرز البيان الصادر عن المخابرات المصرية "التأكيد على دعم مصر التام للسلطة الانتقالية في السودان، والحرص على المساعدة في تلبية طموحات شعبه، وتضامن مصر، حكومة وشعبا، مع الشعب السوداني، في مواجهة الإرهاب، وبحث عدداً من القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي".

وسبق وقالت مصادر دبلوماسية مصرية، لـ"العربي الجديد"، إنّ القاهرة تريد بأي شكل في الوقت الحالي تغيير الموقف الرسمي السوداني للإعلان عن قبول التوقيع، لإظهار إثيوبيا كطرف منقلب على مائدة التفاوض، مما يمكن مصر من فتح خطوط اتصالات دولية مع الدول الفاعلة في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، لاجتذاب تأييد دولي ومؤسسي لموقفها المطالب بعدم البدء في الملء الأول لخزان السد في يوليو/ تموز المقبل إلا بعد الاتفاق على قواعد الملء والتشغيل.

المصادر الدبلوماسية أكدت أن مصر قطعت العديد من التعهدات لمساعدة مجلس السيادة السوداني، على مستوى الدعم الفني والمالي في مجالات الزراعة والنقل والطاقة، وأنها ستتوسط لدى بعض الدول لجذب مزيد من المساعدات والقروض.

وأكد هذا ما سبق وذكرته مصادر حكومية مصرية لـ"العربي الجديد" قبل زيارة عباس كامل للخرطوم، بشأن التواصل مع عدد من الجهات الدولية المانحة في أوروبا ووزارة الخزانة الأميركية، لدعم موقف السودان في المطالبة بالحصول على عدد من القروض التنموية وإسقاط مديونيات قديمة، في خطوة غير معلنة، وصفتها المصادر بأنها "مفاجئة"، حيث أوضحت المصادر الحكومية أن السودان طلبت منذ شهور مساعدة مصر في هذا الأمر على هامش اجتماع تنسيقي حكومي، لكن السيسي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي ومستشاريهما لم يعطوا الأمر اهتماما في حينه، مما فسرته بأنها "محاولة مصرية لخطب ود السودانيين واستمالتهم في قضية مفاوضات سد النهضة المتعثرة".