الأزمة الروسية التركية: داود أوغلو يلعب بالورقة الأوكرانية

الأزمة الروسية التركية: داود أوغلو يلعب بالورقة الأوكرانية

19 ديسمبر 2015
داود أغلو يعلن نيته زيارة أوكرانيا قريباً (وكالة الأناضول)
+ الخط -
بدأت الدبلوماسية التركية، بعد طول صبر، بلعب أوراقها الدبلوماسية ضد موسكو، وذلك إثر التصعيد المستمر من الجانب الروسي بعد قيام سلاح الجو التركي، الشهر الماضي، بإسقاط طائرة روسية على الحدود السورية، في ما بدا تماهياً تركياً كاملاً مع موقف الكتلة الغربية من موسكو وبالذات في الشأن الأوكراني، إثر محاولات تركية مديدة لإمساك العصا من المنتصف في العلاقة بين الجانبين.

وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، اليوم، بأنه سيقوم بزيارة رسمية إلى أوكرانيا "التي يحتل الروس جزءا من أراضيها"، مشددا على أن "أنقرة ستقوم بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لأوكراينا للحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية".

وأكد داود أوغلو، في كلمته التي ألقاها خلال الاجتماع السنوي لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية، بأنه سيقوم خلال وقت قريب بزيارة رسمية إلى أوكرانيا، قائلا: "إننا نتابع عن قرب ما يحصل في أوكرانيا. فمن جهة سنستمر بالدعم السياسي الذي قدمناه لأوكراينا في سعيها للحفاظ على وحدة أراضيها، ومن جهة أخرى سنقوم بتعزيز علاقتنا التجارية والاقتصادية في جميع المناحي، حيث أفكر أن أقوم بزيارة إلى أوكرانيا خلال الفترة المقبلة. كما سنوجه دعوة للرئيس الأوكراني لزيارة تركيا"، مضيفا: "إن أوكرانيا تشكل أهم النقاط في مساعينا لضمان السلام والرفاه لإخوتنا من تتار القرم. نحن لم نعترف باحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم، ولن نقوم بذلك. لن نقبل الاضطهاد والنفي التاريخي الذي تعرّض له تتار القرم"، في إشارة إلى قيام السلطات السوفييتية عام 1944 في عهد ستالين بترحيل جماعي لتتار القرم (الأتراك) من شبه جزيرة القرم نحو سيبيريا ووسط آسيا، وتوطين مواطنين روس مكانهم.

ووجّه داود أوغلو انتقادات شديدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ما يخص الاتهامات التي وجهها إلى الإدارة التركية بالسعي لأسلمة المجتمع التركي، وأيضا التجارة مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في النفط، وذلك بعد اندلاع الأزمة بين الجانبين، قائلا: "إن ما يقوم به بوتين بأسلوبه بالهجوم على تركيا، هو أمر لا يناسب رجل دولة، يوجه نحو تركيا اتهامات لم يكن ليوجهها قبل شهر من الآن. ألم يعرف السيد بوتين قبل ذلك بأننا دولة مسلمة؟ وعندما التقى بوتين الرئيس أردوغان في قمة دول العشرين في أنطاليا، ألم يكن يعرف سياساتنا الخارجية؟ وإن كان الأتراك يتعاونون مع داعش، لماذا لم يفتح هذا الموضوع ويتحدث عنه؟".

اقرأ أيضا: العقوبات الروسية ضد تركيا تلحق الخسائر بشركات ألمانية

مضيفا: "إن تركيا لم تتعاون مع أي تنظيم إرهابي قط، ولن تتعاون، ولكننا نعرف من يقوم الآن بالتعاون مع العمال الكردستاني وداعش لإزعاج تركيا"، في إشارة إلى التقارير الأخيرة التي تتحدث عن دعم روسي تم تقديمه للعمال الكردستاني عبر جناحه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي.

وواصل داود أوغلو انتقاداته شديدة اللهجة لبوتين، قائلا: "لربما يحن بوتين إلى أيامه السابقة في جهاز الاستخبارات السوفييتي، ولكن لم يعد لهذه الاستخبارات وجود. إن حقبة البروباغندا السوفييتية باتت جزءا من التاريخ"، مضيفا: "في كل تصريح يدلي به بوتين، العالم يستجيب له بشكل ساخر. لا يمكننا أخذ تصريحاته على محمل الجد".

وفي ما يخص العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي حاليا ضد حزب العمال الكردستاني في البلدات والمدن ذات الغالبية الكردية في جنوب وشرق الأناضول، أكد داود أوغلو بأن "الحكومة التركية تبذل جهدها لتقصير فترة العمليات أكثر ما يمكن"، مشددا على أن هذه العمليات لن تتوقف لحين "تطهير المنطقة من الإرهاب".

وفي هذا السياق، قال داود أوغلو: "نحن نبذل جهودنا كي لا يتأثر المدنيون، ولكن العمليات في كل من مدينة سيلوبي وجيزرة ستستمر لحين الحصول على النتائج المبتغاة، ولن يكون هناك أي انسحاب (للجيش التركي) قبل تنظيف المنطقة من الحواجز في الطرقات"، مشيرا إلى أن "قوات الأمن ستبقى هناك، وستتم السيطرة على كل شارع، إنْ تطلّب الأمر، وسيكون واضحا بالنسبة للمنظمات الإرهابية بأن تركيا لن تستسلم للإرهاب".

اقرأ أيضا: السياسة الخارجية التركية: تحولات تفرضها المصالح والأزمات

المساهمون