شمخاني: أميركا طلبت التفاوض مع إيران مرتين أخيراً

شمخاني: أميركا طلبت التفاوض مع إيران مرتين أخيراً

07 يناير 2019
تجري إيران مفاوضات مع "طالبان" (Getty)
+ الخط -
ذكر أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى علي شمخاني، أن الولايات المتحدة بعثت برسالتين جديدتين لإيران تطلب فيهما التفاوض معها، وكان ذلك خلال زيارته الأخيرة لأفغانستان أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، قائلاً إن "أميركا تكذب حين تنقل أن إيران تبعث رسائل لها لطلب التفاوض".

وفي تصريحات صادرة عنه خلال ملتقى الدفاع والأمن في غرب آسيا، الذي تستضيفه طهران اليوم الإثنين، أشار شمخاني إلى أن المفاوضات التي تدور بين بلاده وحركة "طالبان"، والتي أعلن عنها في وقت سابق، لن تجر إلى مباحثات مع تنظيم "داعش" أو "جبهة النصرة".

ورأى شمخاني أن واشنطن تتحدث عن انسحابها من أفغانستان، مع وجود واقع أنها لم تحقق أيّاً من عناصر الأمن هناك، معتبراً أن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون يتخذ قراراته بناءً على آراء معارضي إيران، ووفقاً لاستراتيجية معادية لها.

ورأى أيضاً أن بلاده بالمقابل استطاعت أن تساهم في تحقيق استقرار المنطقة وصمدت فيها، قائلاً إن "الشعوب الحرة أصبحت ممتدة من سورية إلى البحر الأحمر والمتوسط"، متوقعاً أن يكون العام الحالي "موعداً للانسحاب الأميركي الإجباري من الإقليم، وهو ما سيتكرر لاحقاً، فستخرج القوات الأميركية من المياه الخليجية كذلك"، بحسب رأيه.

وجدد شمخاني التأكيد على أن انسحاب أميركا من سورية والعراق يحمل لواشنطن مستقبلاً قاتماً، معتبراً أنه لم يكن لدى الولايات المتحدة أي دور في القضاء على "داعش" في سورية، كما تتصرف بتناقض في منطقة شرق الفرات، وكل ذلك يعني تراجعها.

واستبعد أمين مجلس الأمن القومي أن تتعرض بلاده لهجوم عسكري، باعتبار أنها باتت "صاحبة قوة تمنع اتخاذ هذه الخطوة". وقال إن "أي اعتداء، مهما كان صغيراً، لن يبقى محدوداً"، وإن إيران "تبدلت لمنطقة بحد ذاتها في توسع نفوذها، كما استطاع الإيرانيون تطبيق رسالتهم بشكل صحيح".

وقال أيضاً إن "العقوبات التي تفرض على إيران لا تحمل أي مبرر، ففي زمن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، فُرض الحظر على إيران لفتح منشآتها النووية، وجلست واشنطن لطاولة التفاوض لأنها وصلت لنتيجة عدم فاعلية العقوبات، وعدم القدرة على شن هجوم عسكري"، معتبراً أن "أميركا أثبتت مجدداً أنها غير أهل للثقة"، موجهاً الاتهام إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخرق التعهدات الأميركية في الاتفاق النووي وانتهاك القرارات الدولية.

وتطرق شمخاني للأوضاع الدولية أيضاً، فاعتبر أن العالم الغربي أصبح يتعرض للمصاعب من قبيل احتجاجات "السترات الصفراء" في فرنسا.

إصرار على البرنامج العسكري

وفي الملتقى الأمني، شدد وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي على أن القدرات العسكرية الدفاعية الإيرانية ملك لكل المسلمين في المنطقة، معتبراً أن تحقيق الاستقرار فيها بات قريباً، وأن تغييرات هامة ستطرأ في العام الجديد، إذ إن مراكز ثقل النظام الدولي الحاكم بدأت بالتبدل.

ورأى حاتمي أن الإدارة الأميركية وصلت إلى طريق مسدود، مؤكداً أن المنظومة العسكرية الإيرانية لا تهدد أحداً، ولا تتسبب بقض مضجع المنطقة، بل إن "أطرافاً ثانية توقع صفقات تسلّح هي التي تتحمل مسؤولية إثارة النزاعات وقتل الأطفال".

في سياق آخر، أكد حاتمي أن طهران لن تسكت على الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها منشآتها، قائلاً: "على أعدائنا أن يعلموا أن الوقت ليس مناسباً لاختبار قدراتنا".

الخارجية تردّ على ترامب

في سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يعلم أن الإيرانيين لن يستسلموا للضغوطات الأميركية التي وصفها بالظالمة.

ومعلقاً على تصريحات ترامب الأخيرة الذي اعتبر فيها أن السلوك الإيراني قد تغير، رأى قاسمي أن الرئيس الأميركي لم يتعلم من تجارب بلاده ويفضّل تكرار الكلام غير المنطقي والإملاءات المتزايدة.

واعتبر قاسمي أن الأوهام الأميركية وسياساتها العدائية لن تحقق شيئاً، مؤكداً أن "الإيرانيين لن يستسلموا للضغوطات وللحكام الذين يفضّلون الحظر على بناء الجسور".

من جهته، قال عضو لجنة الأمن القومي البرلمانية علاء الدين بروجردي، إنه إذا لم تثبت الأطراف الأوروبية قدرتها على الوقوف بوجه أميركا، فإن إيران لن تبقى في انتظارها، وستبحث عن حلول لمشكلاتها من خلال التعاون مع دول ثانية، مشيراً إلى الدور الإيجابي لروسيا والصين في هذا الصدد.

وأعتبر أن أوروبا فشلت في امتحان الصمود بوجه الضغط الأميركي.

ونقلت وكالة "تسنيم" تصريحات بروجردي، الذي علق على عدم تقديم الآلية المالية من الأطراف الأوروبية الباقية في الاتفاق النووي بعد الانسحاب الأميركي منه، التي من المفترض أن تفتح باباً لعلاقات إيران التجارية مع الآخرين، بما يساعدها على الصمود بوجه الحظر، وهو شرطها للحفاظ على تعهداتها في الاتفاق النووي.

المساهمون