خفايا صفقات سرّية بين "التحالف" و"القاعدة" في اليمن

خفايا صفقات سرّية بين التحالف السعودي الإماراتي و"القاعدة" في اليمن

واشنطن

العربي الجديد

العربي الجديد
06 اغسطس 2018
+ الخط -

كشفت وكالة أسوشييتد برس، اليوم الإثنين، أن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، أبرم اتفاقات سرية مع مقاتلي تنظيم القاعدة، ودفع لهم أموالاً للخروج من مناطق رئيسية، كما أنه أبرم اتفاقات معهم للانضمام إلى "التحالف" الذي يقاتل جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في هذا البلد منذ إبريل/ نيسان عام 2015، وذلك كله "بعلم وتسهيل من الأميركيين".

وبحسب الوكالة، فإن هذه الصفقات التي كشفتها "تعكس المصالح المتناقضة للحربين المستعرتين في هذا الركن الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية. ففي واحدة من الحربين، تعمل الولايات المتحدة مع حلفائها العرب، وخاصة الإمارات، بهدف القضاء على المتطرفين المعروفين باسم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب. لكن المهمة الكبرى هي كسب الحرب الأهلية ضد الحوثيين المدعومين من إيران. في تلك المعركة، يقف تنظيم القاعدة إلى جانب التحالف، وبالتالي إلى جانب الولايات المتحدة".

وقالت الوكالة إنه "خلال العامين الماضيين لم يتوقف التحالف العربي الذي تقوده السعودية وتدعمه الولايات المتحدة، عن ادعاء تحقيقه انتصارات مهمة أدت إلى طرد القاعدة من معاقله في اليمن، وقلصت قدرته على تنفيذ هجمات ضد الغرب"، لكن بحسب تحقيق أجرته الوكالة، فقد كشف أن "العديد من نجاحات هذا التحالف، جاءت من دون إطلاق رصاصة واحدة، وذلك لأنه أبرم اتفاقات سرية مع مقاتلي التنظيم، ودفع أموالاً لبعضهم لمغادرة مدن وبلدات رئيسية وسمح لبعضهم بالانسحاب مع سلاحهم وعتادهم وأموال طائلة منهوبة".

ومما كشفه تحقيق أسوشييتد برس أيضاً، أن "صفقة" التحالف السعودي الإماراتي مع "القاعدة"، تضمنت كذلك الاتفاق مع بعض مقاتلي التنظيم على الانضمام إلى "التحالف" نفسه.

وبحسب الوكالة الأميركية، فإن هذه "التسويات والتحالفات" بين التحالف وتنظيم القاعدة سمحت للأخير بمواصلة القدرة على القتال حتى اليوم، وهي تهدد بتقوية أخطر فرع لـ"القاعدة"، وهو التنظيم الذي نفذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.



ويقول المشاركون في هذه الصفقة، بحسب الوكالة، إن الولايات المتحدة كانت على علم بهذه الترتيبات وتمنّعت عن تنفيذ ضربات بالطائرات من دون طيار (في المناطق وضد المقاتلين الذين تجري معهم الصفقات).

ويستند تحقيق أسوشييتد برس على عمل المراسلين الصحافيين في اليمن، ومقابلات مع عشرات المسؤولين، بمن فيهم ضباط أمن يمنيون، وقياديو مليشيات، ووسطاء قبليون، وكذلك مع عناصر من تنظيم القاعدة.

ووجدت الوكالة أن المليشيات العاملة في اليمن بدعم من التحالف السعودي الإماراتي، تنشط في تجنيد مقاتلي "القاعدة" لأنها تعتبر هؤلاء مقاتلين "استثنائيين".

ونقلت الوكالة عن عبد الستار الشمري، المستشار السابق لحكومة محافظة تعز اليمنية، قوله إنه يعترف بوجود تنظيم القاعدة منذ البداية وهو أخبر القادة بعدم تجنيد أحد من عناصره. وأضاف "كان ردّهم: سنتحد مع الشيطان لمواجهة الحوثيين".

ووضع قائد مليشيا في تعز، يعرف باسم "أبو العباس"، على قائمة الولايات المتحدة للإرهاب لصلته بـ"القاعدة" العام الماضي. لكنه ما زال يتلقى أموالاً من الإمارات لدعم المليشيا التي يقودها والتي تحمل الاسم ذاته، بحسب ما قال مساعده عادل العزي لأسوشييتد برس. ورفض العزي اتهامات واشنطن، ونفى أي ارتباط للمليشيا بالإرهاب. وبعد تصريحات العزي بوقت قصير، شاهدته أسوشييتد برس في اجتماع مع قيادي معروف في "القاعدة". كما يعرف قيادي آخر في تعز، وهو عدنان رزيق - حصل على 12 مليون دولار من "التحالف" لدعم قواته - بأنه من قادة "القاعدة"، وكذلك أقرب مساعديه.

وكشف تقرير أسوشييتد برس أن اتفاق الانسحاب في فبراير/شباط الماضي من بلدة السعيد في محافظة شبوة ذهب إلى أبعد من ذلك. ووعد "التحالف" بدفع رواتب لعناصر "القاعدة" الذين تخلوا عن التنظيم، وفقاً لقائد الأمن في شبوة، عوض الدهبول، ومسؤولين حكوميين. وقال الدهبول إن نحو 200 من أعضاء "القاعدة" حصلوا على مبالغ مالية. ولم يعرف المبلغ المحدد، لكنه قال إنه تم تسليم 100 ألف ريال سعودي (26 ألف دولار) إلى أحد قادة "القاعدة" بحضور قادة إماراتيين. وقال الوسيط ومسؤولان إن آلاف المقاتلين القبليين، بينهم عناصر في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، سينضمون أيضاً إلى مليشيا شبوة التي تمولها الإمارات. وحذر الشمري، المسؤول السابق في تعز، من أنه سيكون من الصعب التخلص من المسلحين الذين حصلوا على هذه المناصب. وقال "سنتخلص من الحوثيين، وسنصطدم بمجموعات إرهابية".


انسحاب المكلا ووليمة الوداع

سمح الاتفاق الأول بين "التحالف" و"القاعدة" في ربيع عام 2016، بانسحاب آلاف المقاتلين من التنظيم المتطرف من مدينة المكلا في حضرموت. وقد تمّ منح هؤلاء "طريقاً آمنة" للانسحاب، وسمح لهم بالاحتفاظ بأسلحتهم، وحوالى 100 مليون دولار نهبوها من المدينة، بحسب خمسة مصادر تحدثت للوكالة.

وقال مسؤول قبلي راقب انسحاب المقاتلين المتطرفين، إن مقاتلات التحالف والطائرات الأميركية من دون طيار، كانت غائبة كلياً، متذكراً أنه تساءل في ذلك الحين "لماذا لم يوجهوا إليهم أي ضربة؟".

وبعد يومين من هذا الانسحاب، دخلت القوات المدعومة من "التحالف" إلى المكلا، معلنة أنه تمّ قتل مئات العناصر من "القاعدة"، واصفة العملية بأنها "جزء من الجهود الدولية لهزم التنظيمات الإرهابية في اليمن". ولكن، بحسب الوكالة، فإن أحداً لم يشهد على مقتل أيٍّ من عناصر القاعدة.

ولاحقاً، تمّ إبرام اتفاقات مشابهة لانسحاب "القاعدة" من خمس بلدات في محافظة أبين، بما فيها العاصمة زنجبار، وذلك بحسب خمسة مفاوضين قبليين. ومثل الاتفاق السابق، كان اتفاق أبين ينص على امتناع "التحالف" السعودي الإماراتي والطائرات الأميركية من دون طيار من قصف مقاتلي "القاعدة" خلال انسحابهم مع سلاحهم. كما نصّ الاتفاق على مسألة انضمام مقاتلي "القاعدة" إلى "الحزام الأمني" المدعوم من الإمارات.

وقال أحد المفاوضين لأسوشييتد برس إنه أقام لآخر المقاتلين المغادرين عشاء وداعياً في بساتين الزيتون التي يملكها عندما توقفوا أمام مزرعته لإلقاء التحية عليه.

وقال مفاوض آخر هو طارق الفضلي، وهو "جهادي" سابق تدرب سابقاً على يد أسامة بن لادن، إنه كان على تواصل مع "مسؤولين في السفارة الأميركية، ومسؤولين من التحالف الإماراتي السعودي" لإبلاغهم بتفاصيل الانسحاب.

 

ذات صلة

الصورة
تظاهرة ووقفة بالشموع أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن

سياسة

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن وقفة بالشموع وتجمّعاً للمئات من الناشطين أمام السفارة الإسرائيلية تأبيناً للجندي آرون بوشنل و30 ألف شهيد فلسطيني في غزة.
الصورة

سياسة

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال الأميركية" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لإرسال قنابل وأسلحة أخرى "نوعية" إلى إسرائيل.
الصورة
مسيرة وسط رام الله (العربي الجديد)

سياسة

شارك عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، نصرةً لغزة ودعماً للمقاومة الفلسطينية.
الصورة
11 فبراير

سياسة

تحيي مدينة تعز وسط اليمن، منذ مساء أمس السبت، الذكرى الثالثة عشرة لثورة 11 فبراير بمظاهر احتفالية متعددة تضمنت مهرجانات كرنفالية واحتفالات شعبية.

المساهمون