كازنوف في تونس على رأس القافلة الانتخابية لليسار الفرنسي

كازنوف في تونس على رأس القافلة الانتخابية لليسار الفرنسي

03 ابريل 2017
الزيارة تكتسي دلالات سياسية ودبلوماسية (Getty)
+ الخط -

يزور رئيس الوزراء الفرنسي، برنار كازنوف، وزميله في الحزب الاشتراكي الفرنسي، كلود برتلون، الذي يشغل منصب رئيس المجلس الوطني الفرنسي، تونس، يوم الجمعة 7 نيسان/أبريل الجاري، قبل أسبوعين فقط من الجولة الرئاسية الأولى.

ويلتقي كازنوف وبرتلون كلاً من رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، ورئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، ورئيس مجلس النواب، محمد الناصر. وتعد زيارة كازنوف مثيرة للانتباه لاعتبارات سياسية ودبلوماسية، فهي ثاني زيارة لرئيس وزراء فرنسي في أقل من خمسة أشهر، حيث حضر سلفه مانويل فالس، في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، في غمرة المؤتمر الدولي للاستثمار 2020، الذي أعلنت فيه باريس عن حزمة من نوايا الاستثمار لفائدة تونس.

وتأتي زيارة كازنوف، بحسب تصريح صحافي لسفير فرنسا في تونس، أوليفييه بوافر دارفور، في إطار تفعيل الاتفاقيات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الدولي للاستثمار، ومن بينها تحويل ديون تونس إلى مشاريع استثمارية في الجهات الأقل حظاً.

على صعيد آخر، يرى مراقبون أن الزيارة تأتي في عزّ الفترة الانتخابية، وتدخل في خانة مغازلة المتعاطفين مع الانتقال الديمقراطي في تونس وما تعيشه بلدان جنوب المتوسط عموما، خاصة إذا أخذت بعين الاعتبار مواقف اليمين الفرنسي.

ويبدو أن الملف الليبي سيكون أيضا على طاولة الحوار، حيث يُرجّح أن يلتقي المسؤولون الفرنسيون رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج.

وبيّن الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن فرنسا هي الشريك الأول لتونس في مستوى المبادلات التجارية والاستثمار وكل أوجه التعاون عموما، ولذلك "فإن علاقتنا مع فرنسا علاقة تقليدية، نأمل أن تتعمق وتتوسع في المستقبل".

وأضاف أن الدبلوماسية التونسية تتعامل مع الدولة، فلا اختلاف بين اليمين واليسار، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار عراقة العلاقات التاريخية وعمقها والمصالح المشتركة بين البلدين، وبالتالي فإن الرئيس المنتخب لا بدّ أن يضع في أولوياته العلاقات التونسية الفرنسية، بهدف الارتقاء بها وتطويرها من أجل مصلحة البلدين.

ويُعتبر العرب المقيمون في فرنسا أول المتضررين من مواقف أحزاب اليمين، خاصة اليمين المتطرف، فالتوجه السياسي لحزب الجبهة الوطنية الفرنسي يأخذ المنحى المعادي للمهاجرين، وتشكّل الأقليات المسلمة في فرنسا واحدة من "الأعداء المعلَنين" على أجندة اليمين المتطرف، الذي يتربص بها في جميع تظاهراته وخطاباته "العنصرية" في كثير من الأحيان.

ومن المزمع إقامة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 23 أبريل/نيسان 2017، وفي حال عدم فوز أي مرشح بالأغلبية المطلقة، تقام جولة أخيرة بين المُرشحَيْن الذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات في 7 مايو/أيار 2017، وأما الانتخابات التشريعية فستقام يومي 11 و18 يونيو/حزيران 2017.