تحريض نتنياهو لتفكيك "الأونروا": تصفية ملف حق العودة

تحريض نتنياهو لتفكيك "الأونروا": تصفية ملف حق العودة

12 يونيو 2017
المندوبة الأميركية نيكي هيلي معروفة بتأييدها لإسرائيل (فرانس برس)
+ الخط -
تفتح دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، لتفكيك وكالة تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين، "الأونروا"، ومطالبته المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، بتبني أجندة إسرائيلية واضحة في هذا المجال، فصلاً جديداً من سعي دولة الاحتلال إلى التخلص من أحد الملفات الأهم في إطار ما يعرف بـ"الحل النهائي"، أي حق العودة، ومصير اللاجئين الفلسطينيين. وسعى نتنياهو، في تحريضه ضد "الأونروا"، لدى المسؤولة الأميركية المعروفة بمواقفها المؤيدة لأجندة دولة الاحتلال، إلى استحضار خطابه المعروف ضد الوكالة، بزعم أنها تشكّل تكريساً لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وأنه "يتم في مؤسساتها تحريض واسع النطاق ضد إسرائيل، لذلك حان الوقت لتفكيك الأونروا ولدمج أجزائها في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة"، بحسب ما قال نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، في موقف أبلغه لهيلي خلال زيارتها الأراضي المحتلة الأسبوع الماضي. 

ولم يخف نتنياهو الهدف الرئيسي من وراء هذا المطلب والدوافع الحقيقية له، وهي معروفة عنه، وتتلخّص برفض فكرة وجود وكالة خاصة للاجئين الفلسطينيين. وادعى نتنياهو أنه لا سبب لوجود وكالة خاصة بهم، لا سيما أنه تم توطين غالبية اللاجئين الفلسطينيين. وتحاول حكومة الاحتلال من وراء طرح هذه الفكرة في المرحلة الحالية بالذات، استثمار الأجواء العامة التي تبثها السفيرة الأميركية هيلي داخل الأمم المتحدة، وربط الفكرة بـ"الصفقة الكبيرة" التي يصف بها الرئيس دونالد ترامب مشروعه غير الواضح للوصول إلى تسوية دائمة بين إسرائيل والفلسطينيين، في إطار مبادرة لسلام إقليمي شامل مع الدول العربية. ويسعى نتنياهو من وراء بدء التداول بهذه الفكرة إلى خلق ديناميكية هدفها الأساسي، ليس فقط التقليل من "حجم مشكلة اللاجئين الفلسطينيين"، خاصة في ظل موجات اللجوء للسوريين، وإنما أيضاً موجات اللاجئين المتدفقين إلى أوروبا، وطي ملف حق العودة كلياً.

كذلك يستغل نتنياهو أيضاً الموقف الأميركي العام لدونالد ترامب الداعي لتقليص الدعم المالي الأميركي للأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة. ويكشف تصريح نتنياهو تصعيداً جديداً في سياق التنكر للاستحقاقات الفلسطينية، في حال تم فعلاً إطلاق مفاوضات جديدة، خصوصاً أنه من غير المستبعد أن يتم مجدداً النفخ في معادلة "تبادل اللاجئين" ومقايضة حقوق اللاجئين الفلسطينيين وعلى رأسها حق العودة، بطرح مطالب إسرائيلية بالتعويض المماثل ليهود الدول الإسلامية الذين هاجروا إلى إسرائيل، وتدعي حكومة الاحتلال أنه تم طردهم من أوطانهم وتهجيرهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وأموالهم. وقد سبق لسفير إسرائيل الأسبق لدى الأمم المتحدة، داني أيالون، بين عامي 2002 -2005 أن طرح هذه المطالب في الأمم المتحدة في أوج الانتفاضة الثانية، وعندما شغل منصب نائب وزير الخارجية الإسرائيلية بين عامي 2009 و2013. وعلى الرغم من كشف نتنياهو عن هذا المطلب، إلا أنه لم يوضح ماذا كان موقف السفيرة هيلي، وما إذا كانت تجري اتصالات مع الولايات المتحدة بهذا الخصوص، ضمن مساعي بلورة معالم مبادرة ترامب.

وقال المدير العام لدائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، أحمد حنون، في بيان، إن مطالبة نتنياهو بتفكيك "الأونروا" تستهدف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم و"إنهاء الشاهد الحي عن النكبة الفلسطينية والجرائم التي ارتكبتها حكومة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".