المعارضة تعلن النفير وتنسحب من المفاوضات وسط استهداف درعا

المعارضة تعلن النفير وتنسحب من المفاوضات وسط القصف المتواصل على درعا

02 يوليو 2018
قصف متواصل على الريف الشرقي لمحافظة درعا(محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن "فريق إدارة الأزمة" الذي يمثل "غرفة العمليات المركزية في الجنوب السوري"، اليوم الإثنين، النفير العام والانسحاب من المفاوضات مع الروس، في وقت تواصل فيه قوات النظام السوري قصفها لمناطق مختلفة من محافظة درعا، مكثفة قصفها لمدينة طفس التي تبعد 10 كيلومترات عن مركز المحافظة.

وأصدر "فريق إدارة الأزمة"، المكون من قياديين عسكريين وشخصيات مدنية في درعا، بياناً قبل ظهر اليوم الإثنين، أعلن فيه الانسحاب من المفاوضات مع الجيش الروسي، و"النفير العام" لمواجهة العملية العسكرية التي تشنها قوات النظام بدعمٍ روسي جنوب غرب سورية.

وحصل "العربي الجديد" على نسخة من البيان، الذي جاء فيه "نشهد اليوم أمراً جللاً لم يمرّ مثله على حوران سابقاً. آن أوان المصارحة والمكاشفة، فالآن حصحص الحق. لقد عمل البعض على استثمار صدق وشجاعة الثوّار الأحرار، من أجل تحقيق مصالح شخصيّة ضيّقة، أو بأفضل الشروط من أجل تحقيق مصالح آنيّة مناطقية تافهة على حساب الدم السوري الغزير الذي أزهق على مذبح الحريّة على مدار أعوامٍ طويلة".

وأضاف البيان "لقد انسحبنا من وفد التفاوض، لأننا رأينا تنازعاً على فتات الأمور بما لا يليق بمهد الثورة، ولم نحضر المفاوضات اليوم، ولم نكن طرفاً في أي اتفاق حصل، ولن نكون أبداً".

وأعلن البيان الموقع باسم المنسق العام لـ"فريق إدارة الأزمة"، المحامي عدنان المسالمة، "النفير العام"، مضيفاً "نهيبُ بكل قادرٍ على حمل السلاح التوجّه إلى أقرب نقطة قتال ومواجهة، ريثما تصدر البيانات اللاحقة التي تحدد القيادة العسكرية لحرب الاستقلال والتحرير الشعبية".

ويعد البيان بمثابة انهيارٍ للمفاوضات التي كانت قائمة مع الجيش الروسي في درعا، والذي كان قد طالب فصائل غرفة "العمليات المركزية في الجنوب" بتسليم سلاحها الثقيل والخفيف، و"المصالحة" مع النظام السوري، وهو ما رفضته الفصائل، معتبرة أن المفاوضات تتضمن شروط "استسلامٍ مُذلة".

وتتضمن المطالب الروسية لـ"الجيش السوري الحر" أن يسلم الأخير جميع أسلحته الثقيلة والمتوسطة للشرطة الروسية التي ستتسلم بداية زمام الأمور في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، على أن يتم لاحقاً تسليم السلاح الخفيف ودخول الشرطة الروسية مع شرطة النظام للمدن والبلدات التابعة للمعارضة، بما في ذلك معبر نصيب الحدودي مع الأردن، إضافة لقيام مقاتلي الفصائل بـ"تسوية" وضعهم مع النظام السوري.

وفشلت أولى جولات التفاوض بين "فريق إدارة الأزمة" والجيش الروسي قبل ثلاثة أيام، لكنها استؤنفت أمس، الأحد. وتشير كل المعطيات الحالية إلى أن محافظة درعا مُقبلة على تصعيدٍ عسكريٍ كبير خلال الأيام القادمة.

استهداف متواصل لدرعا

ميدانياً، قالت "غرفة العمليات المركزية في الجنوب"، التي تضم أكبر فصائل "الجيش الحر" في درعا والقنيطرة، إنها تصدت، اليوم الإثنين، لهجمات جديدة شنتها قوات النظام بدعم الطيران الروسي في محيط بلدة طفس، شمال غرب درعا، في الوقت الذي كثفت فيه القوات المهاجمة قصفها ومحاولات تقدمها في المحافظة، غداة انسحاب "فريق إدارة الأزمة" من عملية التفاوض.

وذكرت "غرفة العمليات المركزية في الجنوب"، اليوم، أنها تصدت لمحاولات تقدم قوات النظام والمليشيات المساندة لها في محيط طفس، وكبدت القوات المهاجمة خسائر مادية، هي ثلاث دبابات، وعربة نقل جنود، ومدافع ورشاشات متوسطة، فضلاً عن خسائر بشرية، قالت إنها "تقدر بعشرات الجنود".

وكانت مصادر محلية في محافظة درعا قد ذكرت صباحاً، أن مدفعية قوات النظام كثفت خلال ساعات الليل وصباح اليوم، قصفها على مدينة طفس، التي تبعد نحو 10 كيلومترات شمال مركز محافظة درعا، كما طاول القصف بلداتٍ أخرى بالريف الشرقي للمحافظة.

وكانت غرفة "العمليات المركزية في الجنوب" قد استعادت، السبت، بعض القرى والبلدات التي خسرتها في المعارك، وقالت إنها تتصدى للهجمات التي يشنها النظام عبر محاور عدة، سواء شرقي درعا، أو في محور القتال الممتد من درعا البلد نحو بلدة غرز باتجاه معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

بموازاة ذلك، قالت الأمم المتحدة إن عدد النازحين من درعا تخطى 270 ألفا، بحسب ما ذكر المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن، محمد الحواري، لوكالة "رويترز".

المساهمون