تونس: إقبال منخفض للأمنيين والعسكريين بأول انتخابات يشاركون فيها

تونس: إقبال منخفض للأمنيين والعسكريين في أول انتخابات يشاركون فيها

29 ابريل 2018
تسجيل 36 ألف ناخب من الأمنيين والعسكريين (العربي الجديد)
+ الخط -

وسط إجراءات أمنية مشددة، ودون طوابير، يشارك الأمنيون والعسكريون في تونس في أول انتخابات لهم منذ الثورة التونسية، حيث بدا الإقبال، صباح اليوم الأحد، في أغلب مراكز الاقتراع، منخفضاً، بمعدل ناخب في كل ساعة تقريباً، وهو ما اعتبره مراقبون دون مستوى الحدث، خاصة في ظل تسجيل 36 ألف ناخب من الأمنيين والعسكريين، فيما تأمل العديد من الأطراف تحسّن الإقبال تدريجياً في الساعات القليلة المقبلة.

وانتقل "العربي الجديد" إلى أحد مراكز الاقتراع بنهج الهند في العاصمة التونسية، حيث أقيم سياج حديدي على طول الشارع، وفي الوقت الذي كانت الحركة كثيفة على طول الشارع الذي يحيط بالمدرسة الابتدائية في المنطقة.

كانت المدرسة، حيث يجرى الاقتراع، مطوقة بحراسة مشددة من كل جهة، وبدا مركز الاقتراع شبه خالٍ من الحركة، باستثناء بعض الملاحظين والمراقبين وأعضاء هيئة الانتخابات، والذين تواجدوا بكثافة داخل مركز الاقتراع.

وأكد الملاحظ من شبكة مراقبون، شكري الطالبي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّهم حضروا منذ الصباح الباكر، أي قبل أن يفتح المركز أبوابه، وهم بصدد متابعة سير العملية الانتخابية، متحدثاً عن افتتاح المركز في وقته المحدد، وبحضور رؤساء المكاتب والقاعات، باستثناء الناخبين، الذين لم يحضروا بالكثافة المتوقعة، مبينا أن أول ناخب حضر بمدرسة نهج الهند دخل في الساعة 8 و20 دقيقة بالتوقيت المحلي.

وأوضح الطالبي أن هناك 20 ملاحظاً في مركز الاقتراع، لكن إلى حد الساعة (منتصف النهار) لم يتعد عدد الناخبين الـ20 شخصاً، وهو رقم ضعيف.

وقال أمني ممن شاركوا في الانتخابات لـ"العربي الجديد"، إنّ "الانتخاب جعلت الأمني يشعر أنه مواطن بالفعل، ولأول مرة ينتابه هذا الإحساس"، مبينا أنه قدم من منطقة العمران الأعلى، لأن هذا المركز هو الأقرب إليه، معبرا عن تشبثه بـ"ممارسة واجبه وحقه في الانتخاب".

وحول ضعف الإقبال، أرجع الأمني ذلك إلى قلة مراكز الاقتراع وكون يوم الأحد هو يوم راحة في تونس، متوقعا تحسن الإقبال تدريجيا، وخاصة في المساء.

وأفاد عضو مرصد "شاهد" ومراقب الانتخابات، سعيد المرابطي، أنّ الجانب اللوجستي متوفر، والجوانب القانونية يتم احترامها داخل المكاتب، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أن اقتراع الأمنيين والعسكريين ورد أثناء الحملة الانتخابية، و"بالتالي لا يوجد صمت انتخابي".


وأشار إلى أنّ "من أسباب العزوف وجود مكتب وحيد ضمن 15 دائرة بلدية، وهو عدد قليل، ولا يفي بالحاجة، نظرا للامتداد الجغرافي لتونس الكبرى".

وأكد المرابطي أن "تجربة الانتخابات بالنسبة للأمنيين تعتبر تجربة فريدة من نوعها في تونس، وكان من المفروض أن تحظى بمشاركة كبيرة"، مرجحا أن دعوات بعض النقابات الأمنية لعدم التصويت "أتت أكلها".


إلى ذلك، أكد رئيس هيئة الانتخابات، محمد التليلي منصري، خلال زيارته لمركز الاقتراع بنهج الهند، أن "هذه اللحظة هي لحظة تاريخية بالنسبة لتونس، خاصة وأن الأمنيين والعسكريين يصوتون لأول مرة"، وأن أغلب مكاتب الاقتراع تم فتحها في الساعة الثامنة صباحا، مبينا أنه "لم تطرأ أية إشكاليات، خاصة على المستوى اللوجستي، حيث إن 350 ورقة انتخابية لم تتضمن أي خطأ، وهو ما يعتبر مهما جدا، كما أن أغلب الأوراق سليمة، والعنصر البشري كان في الموعد".


وأضاف التليلي أنه "تم تسجيل بعض الغيابات لأعوان الهيئة، ولكن سرعان ما تم تداركه عبر الأعوان الاحتياطيين الذين جرى تجهيزهم"، معتبرا أنّ "الإقبال موجود، ولكنه دون المأمول"، وأن "أول أمني شارك في الانتخابات كان في مدينة سجنان في الساعة الثامنة ودقيقة".

دلالات