ضغوط على العبادي تهدد بأزمة جديدة بين بغداد وأربيل

ضغوط على العبادي تهدد بأزمة جديدة بين بغداد وأربيل

16 مارس 2017
هواجس الانتخابات تؤجج الخلافات (إيمراه يورولماز/الأناضول)
+ الخط -

قد لا تكمل بغداد وأربيل عاماً كاملاً على اتفاق التهدئة وفقاً للدستور، إذ يمكن أن تتفجر أزمة جديدة بسبب الضغوط التي يواجهها رئيس الوزراء، حيدر العبادي، من الجناح اليميني المعروف بقربه من إيران في التحالف الوطني، لإخراج قوات البشمركة الكردية من المناطق التي سيطرت عليها في محافظة نينوى قبل انتهاء المعارك هناك، والبدء بمفاوضات برعاية أممية وأميركية.

وفي هذا السياق، أكد مراقبون أنّ الضغوط تهدف إلى دفع رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، لتقديم تنازلات في ما يتعلق بملف تصدير النفط من كركوك وحقول الإقليم، وملف حزب "العمال الكردستاني" بعد مطالبته من قبل سلطات الإقليم بمغادرة أراضيه ضمن رغبة أميركية تركية، ورفض إيراني.

وقال قيادي بارز في التحالف الوطني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "كتلا سياسية في التحالف تسعى إلى إعادة الخلاف بين حكومة العبادي وكردستان، من أجل تحقيق مكاسب انتخابية على حساب رئيس الحكومة بالدرجة الأولى، وإحراج مسعود البارزاني بملفي النفط وحزب "العمال". واعتبر أنّ "تلك الكتل تمارس ضغوطا كبيرة على العبادي، من أجل إخراج البشمركة من المناطق التي حرّرتها في الموصل، قبل أي خطوات للحوار الثنائي على خلاف الاتفاق السابق". 


وأشار القيادي إلى أنّ "العبادي لا يقبل بتلك الضغوط، ولا يريد أي توتر في العلاقة مع الكرد حاليا"، مضيفاً "لكنّ المشكلة التي وقع فيها، تكمن بقرب الانتخابات، والشارع الشيعي الذي يعتمد عليه العبادي في الانتخابات، يريد إخراج البشمركة من تلك المناطق، وخصوصاً أنّ أغلب كتل التحالف الوطني تحرّض ضدّها (البشمركة)، الأمر الذي أحرج العبادي بشكل كبير".

من جهته، اتهم النائب عن التحالف الوطني، منصور البعيجي، رئيس إقليم كردستان بـ"تنفيذ خطة صهيونية أميركية لمرحلة ما بعد داعش، من خلال السيطرة على المناطق المحررة".

وقال في تصريح صحافي، إنّ "البارزاني يسعى لتقسيم المحافظات، خصوصا التي سيطرت قواته على أجزاء واسعة منها"، مشدداً على أنّه "يتحتّم على العبادي كرئيس للحكومة أن يقف بوجه البارزاني، ويردعه عن سياساته التوسعية العدوانية"

في مقابل ذلك، يؤكد الجانب الكردي "وجود جهات سياسية لا تريد حل الأزمات بين بغداد وأربيل، وتعمل على استمرار الخلاف بينهما بكل الأحوال".

وقال النائب عن حزب البارزاني، عرفات كرم، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حكومة العبادي متفهمة أكثر من الحكومة السابقة، وأنها تعمل على حل الخلاف مع الجانب الكردي، وهناك مباحثات مستمرّة للتغلّب على الأزمات السياسية بين بغداد وأربيل، والتي لم تحل منذ سنوات طويلة".

وأثنى على "توجهات العبادي نحو الديمقراطية، وتفعيل مبدأ الحوار للتغلّب على الأزمات"

يشار إلى أن كتل التحالف الوطني انقسمت على نفسها، بينما تسعى أغلبها للوقوف بوجه مشاريع العبادي وإعاقتها، من أجل تحقيق مكاسب انتخابية.

 

المساهمون