لبنانيون يستغلون مواقع التواصل لإطلاق مشاريعهم

لبنانيون يستغلون مواقع التواصل لإطلاق مشاريعهم

11 ابريل 2016
الأشغال اليدوية تجذب الكثير من الشابات (Getty)
+ الخط -
ارتفعت البطالة في لبنان إلى مستويات قياسية خلال السنوات الماضية، لتصل وفق وزير العمل سجعان قزي، إلى 25%، ومنهم 36% من الشباب، في حين يشكك بعض التقارير بهذه النسبة ويرفعها إلى 60% بالنسبة للفئات الشابة في القوى العاملة اللبنانية. واقع دفع عدداً كبيراً من الشباب اللبناني إلى إطلاق مشاريع خاصة على صفحات فيسبوك، وذلك ليخفّفوا عن كاهلهم كلفة الإيجارات المرتفعة جداً في هذا البلد، وكذا كلفة اليد العاملة والديكور وغيرها.
تقول آمنة جابر، التي تحيك الثياب بالصنارة والتطريز، إنها بدأت في عملها هذا منذ سنوات واستطاعت اكتساب المزيد من الخبرة والتصاميم من خلال مشاهدة فيديوهات على الإنترنت. وتضيف أنها أنشأت صفحة لها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث زاد عدد المتابعين لأعمالها. وتشير آمنة إلى أنها تعيش في جنوب لبنان ومعظم زبائنها في بيروت حيث تعرفوا على عملها من خلال المعارض التي تشارك فيها مع منظمات ومراكز وجمعيات محلية وأجنبية. وتلفت إلى أنه في الماضي كانت كنزة الصوف تدوم سنوات طويلة، أما اليوم فالبضائع المنتشرة في السوق استهلاكية ولا تدوم، بينما ما تصنعه هي يدوم كما الماضي. وتتطرق آمنة إلى منتجاتها التي لا تختصر بالملابس فقط، مؤكدة أنها تقوم بصناعة الرسومات من خلال الصوف وإدخال الألوان. وتستغرب ابتعاد الشبان والشابات عن هذه المهنة وعدم تعلّمهم الحياكة والتطريز كونها مهنة فيها الفن والمنتج عالي الجودة. وتختم آمنة جابر بالشكوى من الدولة بسبب اللامبالاة التي تتعامل بها مع الحرفيين أصحاب الأشغال اليدوية، وخصوصاً الشباب منهم.



مع أزمة النفايات التي اجتاحت لبنان، تبادرت إلى ذهن الكثير من اللبنانيين فكرة الاستفادة منها، لكن ما فعله أحمد يعتبر مميزاً جداً. حيث حوّل الأخير الزجاجات الفارغة إلى تحف فنية جميلة، وعمل على تصميم آلة لقص القناني وصناعة الثريات والأكواب. كما طوّر عمله ليصبح فنياً أكثر بإدخال الخط العربي القديم لتزيين الزجاجات مستعيناً بشاب موهوب يدعى عقيل. يقول أحمد إنه بدأ عمله في هذا المجال كهواية ليس أكثر كونه يعمل في مجال آخر، لكن صيف العام الماضي فقد عمله، وبعد أشهر بدأ بتطوير الهواية لتصبح مهنة ليسوّق منتجاته عبر صفحة خاصة على فيسبوك.
ويضيف أحمد أنه يستهلك أسبوعيا نحو ألف زجاجة مختلفة الحجم بين كبيرة وصغيرة، وأنه استأجر محلاً صغيراً للقيام بعمله بعدما كان يعمل في منزله. ويشكو أحمد بدوره، الغياب التام لدور الدولة اللبنانية بدعم المشاريع الناشئة، ويطالب وزارة البيئة والجهات المعنية إنشاء مركز لاستيعاب هذه المبادرات ومساعدتها لتتطوّر.
من جهة أخرى، تقول ورد، الشابة التي تعمل في تصنيع الإكسسوارات والحلي، إنها عاشت ثماني سنوات من دون عمل بعد تخرجها من الجامعة. وتضيف أنها نالت شهادة في الأدب الإنكليزي ولم تعمل سوى أشهر متقطعة في بعض المدارس، ما جعلها تلجأ لهذه المهنة التي تحتاج إلى رأسمال ليس بسهل على من تكون عاطلة من العمل. حيث إن الأحجار الكريمة والمواد المستخدمة قيمتها الشرائية مرتفعة. وكما أحمد وآمنة، قامت ورد بإنشاء صفحة لها على موقع فيسبوك وتسعى للمشاركة في المعارض التي سوف تبدأ مع حلول الصيف.
وعن دور الدولة، تشير ورد إلى أنها لا تعوّل على الدولة بشيء، فمن جعلها عاطلة من العمل ثماني سنوات "لن يقوم بمبادرة لمساعدة حرفية مثلي". وتضيف أن "الدول التي تحترم مواطنيها تهتم بهواة مثلنا من خلال تقديم المساعدات، وفي بعض الدول يتقاضى أمثالنا رواتب من الحكومة لقاء قيامهم بهذه الأعمال الحرفية". وتختم ورد بأن "أغلب الدول الأوروبية تهتم في الآونة الأخيرة بالحرفيين الجدد وتقيم الندوات لتشجيع الشباب للانخراط بحرف كهذه. أما هنا فتغيّب الدولة أبسط حقوق مواطنيها، فكيف الحال بما تعتبره كماليات؟".

المساهمون