أفكار بسيطة غيّرت مصير شباب من مصر

أفكار بسيطة غيّرت مصير شباب من مصر

11 ابريل 2016
مشاريع متنوعة في مصر (عمرو مراغي/ فرانس برس)
+ الخط -
تكاد المؤتمرات والتصريحات التي تطلقها الدولة المصرية لا تنتهي، حين الحديث عن توفير فرص عمل للشباب من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة. إلا أن الوعود تبقى على الورق، في حين يسعى آلاف الشباب المصريين إلى السير منفردين في مغامرات استثمارية خاصة. بعضهم يفشل، في حين ينطلق البعض الآخر بمشاريع واعدة تقدم إضافات نوعية في المنظومة الاقتصادية المصرية.
يقول صاحب شركة "أي تي ميديا"، أحمد مدبولي: "إن أكثر المشاريع التي تجذب الشباب في مصر منذ عام 2005 هي المشاريع الخاصة بشركات تكنولوجيا المعلومات، حيث تثير اهتمام شريحة كبيرة من الشعب المصري، خاصة وأنها تحقق أرباحاً معقولة، ولا تحتاج إلى أيد عاملة كثيرة، وهو ما يزيد من عوائدها. بالإضافة إلى أن تقديم خدمات الإنترنت وإصلاح الأدوات التكنولوجية لا يحتاج إلى تسويق مكلف".

ويوضح مدبولي قائلاً: "إن عجز الدولة عن توفير فرص عمل، دفع الشباب إلى التوجه نحو تلك النوعية من الاستثمارات. كما أن الدولة لم توفر لهم البيئة المناسبة، ناهيك عن الملاحقة القانونية لهم، وإطلاق يد الشركات العملاقة مثل (موبينيل) و(فودافون) وغيرها لمنافسة الشباب في تلك النوعية من الخدمات".

غياب التمويل
يعتبر مدير الجمعية القومية للتنمية الاقتصادية، محمد عبد الحكيم، أن أكثر ما يواجه مشروعات الشباب المستقلة، هو غياب التمويل الكافي، إلا أن هناك بعض التجارب التي استطاعت تحقيق نجاحات، لافتاً إلى تجربة ثلاث فتيات قررن إقامة مشروع خياطة، وكان التمويل من أبرز العقبات أمامهن. إلا أنهن استطعن الحصول على قرض بضمان شخصي، ومن ثم استطعن تسديد القرض، معللاً ذلك بقدرتهن على فهم السوق واحتياجاته، كما أنهن لم يدخلن في منافسة مع المنتجات عالية الجودة التي تكلف الكثير من الأموال، حيث قررن توفير سلع رخيصة الثمن يحتاجها الفقراء في مصر، وتناسب الدخل المنخفض، وهو ما ساهم في تحقيق الربحية.


صاحبة مبادرة "أنتج"، منى عبد الرحمن، تؤكد: "إن أكثر المشاريع التي يتجه إليها الشباب هي المشاريع متناهية الصغر، التي لا تحتاج إلى رأس مال كبير"، مؤكدة أن مبادرة "أنتج" هي إحدى المبادرات الموجهة للنساء في المنازل، والتي تمنعهن ظروف البيت والأطفال من النزول إلى العمل يومياً. وتسعى المبادرة، وفق عبد الرحمن، إلى توفير منتجات تقوم النساء بصنعها وترويجها عبر الإنترنت، مثل ملابس الأطفال، ومستلزمات المنزل، وغيرها من الأدوات التي يمكن بيعها من خلال الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، فهناك مجموعة من المشاريع يطلق عليها في مصر "مشروع 2.50" وهو مشروع تعود ملكيته إلى مجموعة من الشركات التي توفر سلعاً استهلاكية رخيصة الثمن، وتمنحها للشباب على أن يقوموا ببيعها من منافذ صغيرة في الأحياء الشعبية. وهو المشروع الذي حقق انتشاراً واسعاً في مصر، إلا أنه مع الغزو الصيني للسوق المصرية، تراجع المشروع لتحل محله المقاهي، التي أصبحت "بزنس" ينافس المشاريع المتوسطة بصورة كبيرة، خاصة مع تزايد نسب العاطلين عن العمل، الذين لا يجدون لهم مأوى يقضون فيه وقتهم سوى المقاهي.

مشاريع متنوعة
"وفيما يتجه الشباب الذكور في مصر إلى خدمات الإنترنت والصيانة والسلع رخيصة الثمن، تتجه النساء إلى إنشاء دور حضانة خاصة للأطفال"، هكذا تقول الموجزة من كلية الآداب ومديرة حضانة "هابي بيبي"، سلمى عبد الحميد. وتضيف: "لا تجد الغالبية العظمى من الفتيات العمل المناسب بعد التخرج، وفي حال توجهن إلى الشركات، فهن معرضات لأبشع أنواع الاستغلال. لذا فإن أغلب النساء يتجهن لإنشاء مشاريع صغيرة لا تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة مثل حضانات الأطفال". وتشير عبد الحميد إلى أن الآلاف من النساء في مصر يعملن في القطاع الحكومي والخاص، وتضطر الغالبية العظمى منهن إلى التوقف عن العمل بعد إنجاب الأطفال. لذا فإن مشروع الحضانات المسائية والصباحية أصبح من أكثر المشاريع المربحة في مصر خلال الفترة الراهنة، خاصة إذا وفرت الحضانة خدمات إضافية للأمهات العاملات، مثل الاستمرار في العمل لوقت متأخر، أو توفير وسيلة لنقل الأطفال. وتؤكد أن دور الحضانة من المشاريع المربحة بشرط أن تسبقها دراسة جدوى عن المنطقة، وتكلفتها والأرباح التي تحققها.

وتؤكد صاحبة فكرة "مطبخ بيتي"، مريم حسين، أن من أكثر المشاريع التي يمكن استمرارها وتحقيق هامش جيد من الربح في مصر، هي المشاريع التي تقدم الأطعمة الجاهزة منزلياً وتوصيلها. وتلفت حسين إلى أن الغالبية العظمى من النساء في مصر يعملن ولا يستطعن التوفيق بين متطلبات المنزل والعمل، لذا تلجأ النساء إلى الأطعمة الجاهزة، وخاصة تلك التي تمتلك طبيعة منزلية. وتقول: "بدأ مشروع بيتي برأسمال لا يتجاوز 5000 جنيه، وفي أقل من عام تضاعف رأس المال خمس مرات، بالإضافة إلى الأرباح التي يحققها والأيدي العاملة التي تتزايد يوما بعد الآخر".

المساهمون