أردنيو روسيا...جالية تعيد تنظيم صفوفها

أردنيو روسيا...جالية تعيد تنظيم صفوفها

01 يوليو 2018
تعاون ثقافي بين المقيمين من أصول أردنية (العربي الجديد)
+ الخط -

 كغيرهم من "عرب الاتحاد السوفييتي السابق"، وجد بعض الأردنيين أنفسهم منذ عقود في مدن السوفييت، يلتحقون بجامعاتها تحصيلا للعلم. بعضهم عاد إلى بلده ثم عاد إلى روسيا ثانية، وبعضهم أخذ الزمن منه قبلا، ليصبح مقره ومستقر حياته الدائمة في روسيا، بفعل تطور سيرورة حياته. اليوم هم بضعة آلاف من آلاف العرب الآخرين، وإن كانوا أقل بكثير من أعدادهم في مجتمعات أوروبا الغربية، التي تضم مدنها مئات آلاف، بل ملايين العرب.

وعلى الرغم من أن روسيا، كمقصد هجرة عربي، تختلف عن الغرب، حجما وتاريخا، إلا أنها تضم جاليات عربية، وإن كانت بغير كثافة جاليات في الغرب، وعلى عكس بلدان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لا تعتبر الجالية العربية في روسيا كبيرة، إذ يقدر عدد العرب فيها ببضع عشرات الآلاف فقط، ويتركز أغلبهم في موسكو والعاصمة الشمالية سانت بطرسبورغ.

وبقي خلال العقود الماضية الأردنيون المقيمون في روسيا يبحثون عن سبل لتوطيد الروابط مع وطنهم وحفظ اللغة العربية في الأجيال الجديدة، وعلى تلك الخلفية تداعى مؤخرا أبناء الجالية الأردنية، في شتى مشاربها ومنابتها على ضفتي النهر، ليشقوا طريقهم نحو استعادة تأسيس "الجالية الأردنية في روسيا"، بعد أن مرت لسنوات طويلة في حالة ركود تنظيمي.

ويذكر رئيس الجالية، علي راجح الخطايبة، لـ"العربي الجديد"، أن الجالية الأردنية قامت بتنظيم نفسها تحت مسمى "مركز التعاون الثقافي للمقيمين من أصول أردنية"، وجرى تقديم الوثائق الرسمية اللازمة لتسجيلها لدى وزارة العدل الروسية وفق مقتضيات القانون.
ويذكر الخطايبة لـ"العربي الجديد" أنه سابقاً "كانت هناك مؤسسة جالية أردنية تأسست في روسيا عام 2000، ولكن نشاطها توقف بعد سفر القائمين عليها، إلى أن فكرنا في بداية إبريل/ نيسان الماضي في إعادة إحيائها".


أهداف
ويؤكد الخطايبة أنه عُقد في 6 مايو/ أيار الماضي اجتماع تأسيسي موسع للجالية في موسكو، انتخبت خلاله لجنة تحضيرية ورئيساً لها، كما تقرر عقد مؤتمر تأسيسي للجالية في 30 سبتمبر/ أيلول المقبل، تنتخب فيه هيئة إدارية ورئيس للجالية، على أن يعقد المؤتمر بشكل دوري مرة كل سنتين، كما ناقش الاجتماع النظام الداخلي الذي يعرّف الجالية الأردنية بأنها "مؤسسة مدنية اجتماعية غير ربحية مستقلة، ليس لها أي أبعاد دينية ولا تُعنى بشؤون السياسة".

أما أهم أهداف الجالية وفق نظامها الداخلي الذي سيعدّل عليه ويُقره المؤتمر التأسيسي بشكل نهائي، فهي "تقوية العلاقات الاجتماعية بين أبناء الجالية الأردنية وبقية الجاليات العربية الموجودة على الأراضي الروسية"، و"توسيع نطاق التبادل الثقافي والفني بين المثقفين والفنانين والمبدعين الأردنيين ونظرائهم الروس"، و"مساعدة المؤسسات العلمية في الأردن وروسيا على إقامة علاقات تعاون وتوقيع اتفاقيات تبادل علمي"، و"إظهار الصورة المشرقة للأردن وتسويقه سياحياً داخل المجتمع الروسي"، وغيرها.
ومن بين الخطط المستقبلية طويلة الأجل للجالية افتتاح مدرسة عربية في موسكو وأخرى في سانت بطرسبورغ، تعتمد تدريس المناهج الأردنية لأبناء الجالية الأردنية والجاليات العربية الأخرى، وعقد دورات تعليم اللغة العربية لجميع الفئات العمرية.

وتضم الجالية الأردنية أطباء مختصين يعملون في مستشفيات حكومية وخاصة في مختلف المدن الروسية، وأساتذة في الجامعات وإعلاميين في مؤسسات إعلامية روسية وموظفين في الدوائر الحكومية ورجال أعمال حققوا نجاحات مهمة في قطاع الأعمال والبزنس.
وليد عناب، واحد من هؤلاء، يعمل في استيراد مستحضرات التجميل من أوروبا للاستخدام المحترف، ويقيم في موسكو منذ عام 1997، بعد أن تلقّى تعليمه في أوكرانيا.


ويفيد عناب لـ"العربي الجديد" بأن عدد رجال الأعمال الأردنيين في روسيا يبلغ نحو 100 مستثمر، موضحا أن أهم المجالات التي يعملون فيها هي "قطاعات الخدمات والعقارات والاستيراد والتصدير".


وفي ما يتعلق بظروف العمل ومناخ الأعمال في روسيا، يضيف رجل الأعمال الأردني: "الضرائب هنا كثيرة، ولكن الوضع تحسن مقارنة بما كان عليه في التسعينيات".
أما رجل الأعمال الأردني هلال الكيلاني، الذي يعمل في قطاع الإنشاءات، فيشير في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى تدهور الأوضاع في مجاله، على إثر تراجع قيمة صرف الروبل أمام العملات الأجنبية في السنوات الأخيرة، من دون أن يثنيه ذلك عن الاستمرار في نشاطه.
وحول توقعاته لدور الجالية الأردنية بعد تأسيسها، يقول الكيلاني: "أعتقد أن الجالية في البداية ستساعد الأردنيين في التعرف بعضهم على بعض، ومن ثم على العرب، بينما سيساعد تأسيس المدرسة الأردنية في الحفاظ على اللغة والتقاليد العربية في الأجيال المقبلة"، مشيراً إلى أنه اضطر لإرسال أبنائه إلى دول عربية لتلقي تعليمهم باللغة العربية.

المساهمون