تحديات أمام اللاجئين الجدد في أوروبا

تحديات أمام اللاجئين الجدد في أوروبا

05 ديسمبر 2015
اللجوء محطة فاصلة بين حياة وأخرى جديدة(Getty)
+ الخط -
مصاعب اللاجئين الجدد لا تنتهي لحظة وصولهم بلد اللجوء، هرباً من ويلات الحروب والصراعات في بلدانهم، ويبدو أن تصاعد حدة الهجمات الإرهابية، وصور وأشكال ردود الفعل المترتبة، تظهر أن متاعب ومصاعب كثير من اللاجئين لن تنتهي قريباً، وربما تزيد. الحديث هنا عن اللاجئين من بلدان عربية وإسلامية، في المقدمة منها سورية.
فمع تصاعد اليمين، وخطابه المعادي للمهاجرين والمسلمين في أوروبا، على مدار السنين والتمثيل الشعبي المتصاعد، الذي يزاوج في مسببات رفضه للاجئين بين تذمر من "أعباء اقتصادية" وقلق دائم من تغيير ديموغرافي لما يعتقدونه "هوية" القارة الأوروبية. أصداء الشكوك بمشاركة انتحاري وجد جوازه في باريس، اجتاحت مساءات الأوربيين، سيما المناهضين للاجئين. يأتي هذا في وقت يقرع فيه الساسة والأمنيون أجراس التنبه والحيطة من تغلغل "داعش" أو سواه من التنظيمات المتطرفة القارة الأوروبية بصحبة ومعية آلاف الهاربين من نيران الحروب، التي تشكل ممارسات ووجود "داعش" أحد أسبابها ونتائجها التي دفعت جلهم لترك ديارهم وبلادهم.
لمواجهة هذه الصورة السلبية، يجهد عدد كبير من هؤلاء اللاجئين من أجل تحسين الصورة، وتقديم صورة مغايرة لتلك التي يعممها السياسيون اليمينيون أو التي يسعى إليها المتطرفون، عن طريق الحوارات المسائية واليومية التي تدور بينهم، على شبكات التواصل الاجتماعي، أو في مراكز اللجوء والانتظار، فمثلاً لم يعد الحديث الرئيسي يدور حول التطورات والأخبار اليومية السورية لجل اللاجئين السوريين، أو أخبار من تبقى من الأهل والأصدقاء في سورية، ولا تمدد "داعش" في الجغرافيا السورية، بل أضيف إلى ذلك كله تداعيات "الواقع الجديد" في بلد اللجوء، و"لحاق" التنظيم المتطرف لهم، ليؤذيهم أينما حلوا، على حد تعبير بعضهم، إنْ
بطريقة مباشرة، أو غير مباشرة. هذه الحوارات والحملات التي تتولد نتيجتها، تسعى جاهدة لتغيير الصورة السلبية، فمثلاً بمواجهة حملات اليمين المتطرف التي وصفت اللاجئين السوريين في هولندا بناكري الجميل، نتيجة تذمر بعض اللاجئين من واقع مراحل اللجوء التي يعيشونها، والتقاط السيء مما بث على وسائل الإعلام. على إثرها تحرك كثيرٌ من اللاجئين في توقيت واحد في عدد واسع من المحطات المركزية الهولندية من أجل توجيه شكر للشعب الهولندي على استضافته ومساعدته للاجئين. مبادرة لاقت استحساناً نسبياً بين متابعيها ومن سمع بها من الهولنديين، وتفاعل معها شريحة واسعة من المجتمع متعاطفة أساساً مع هؤلاء اللاجئين.

المساهمون