خليل جهشان: الجيل الجديد لعرب أميركا تعلم الكثير(فيديو)

خليل جهشان: الجيل الجديد لعرب أميركا تعلم الكثير(فيديو)

5698EA23-7F4D-47FA-B256-09D7BCA82E5A
ناصر السهلي
صحافي فلسطيني، مراسل موقع وصحيفة "العربي الجديد" في أوروبا.
03 نوفمبر 2016
+ الخط -
يتحدث الدكتور، خليل جهشان، لـ"العربي الجديد" عن الفترة الممتدة من الستينيات مروراً بالسبعينيات باعتبارها "فترة سد الفراغ، فلم يكن هناك شيء عربي منظم بعد. صحيح أن المجتمع الأميركي منفتح، ويحب أن يستمع للآخر في أنديته وجامعاته.
لم يكن هناك سوى الحركة الفردية، وحركة للطلاب العرب واتحاد الطلبة الفلسطينيين. لقد مررنا بعدة مراحل، وتعتبر حرب 67 نقطة فارقة في حياتنا هناك. لقد ثارت أسئلة كثيرة في المجتمع الأميركي عنا كعرب، وعن تلك الحرب. لم تكن الأسئلة فقط عند الأميركيين، بل حتى في صفوف العرب الأميركيين، مواطنين وغير مواطنين".

ويبدو أن تلك المرحلة العصيبة التي عاشها العرب الأميركيون، إلى جانب أنها شكلت صدمة لهم بعد أن تبينت حقيقة ما يجري في تلك الحرب "بعيداً عن بيانات الانتصارات التي كانت تذاع من إذاعات عربية"، إلا أن تدفق الأسئلة حول الحرب ونتائجها ومؤثراتها عليهم، مع كثير من التساؤلات حول الموقف الأميركي وأسبابه من تلك الحرب شكلت حافزاً جديداً لانطلاق عمل آخر.

اعتقد العرب الأميركيون، وفقاً لجهشان، أن تلك المواقف الأميركية بنيت على "جهل في المعلومات الموضوعية عن العرب والمسلمين وفلسطين. ولذلك تأسست أول جمعية للخريجين العرب في ذلك العام، 1967، بقرار من أساتذة الجامعات العرب في أميركا".

ترأس خليل جهشان تلك الرابطة في عام 1981، وقد ضمت عددا لا بأس به من الخريجين العرب، يقدرهم جهشان في ذلك الوقت بأكثر من ألف خريج، إضافة إلى الطلاب وهو رقم لا بأس به في ذلك الوقت. يعتبر جهشان أن تلك الرابطة "ملأت الفراغ نوعا ما، لكن ولطبيعتها والتشخيص هو نقص المعلومات. وبالتالي ملأناه في الجامعات من الرابطة. استمرت الجمعية من 67 إلى 1990. لكن يبدو أن القضية، وخصوصاً بالنسبة للأخوة والزملاء ذوي الخبرة في واشنطن، لم تكن في الجامعات بل عند صانع القرار. توجهنا بعدها إلى تأسيس أول لوبي عربي للتأثير على السياسات الأميركية في واشنطن وهي إن. أيه. إيه، الجمعية الوطنية للعرب الأميركيين". تخصصت تلك الجمعية في مجال السياسة الخارجية، في ما يتعلق بقضية فلسطين والقضايا العربية واستمرت من عام 1972 إلى 2000.

عاش العرب الأميركيون في تلك الفترة مفارقة شبه عنصرية في مقاومة عملهم المنظم للتأثير على السياسات الأميركية في المنطقة، وعن هذا الأمر يقول خليل جهشان مستذكرا بعض أهم ما تعرضوا له في العمل المؤسساتي المنظم: "لم تكن مقاومة عملنا سوى لمنعنا كمواطنين من المشاركة في الحياة السياسية للبلد، كمواطنين. على سبيل المثال عندما قام جيمس أبو رزق، الذي أصبح عضو مجلس شيوخ، بتقديم شيك لأحد مرشحي عائلة كينيدي أعيد له الشيك من قبل الحملة تقول بأنهم لا يقبلون أموالا عربية. فتساءلنا: هل الدولار العربي له لون آخر مثلا؟ ذلك عنى بالنسبة لنا أن هناك حملة عنصرية لا تريد للعربي الأميركي أن يمارس مواطنته في المجتمع".

وبالرغم من ذلك لم يتراجع أبناء الجالية العربية ونخبها عن مواصلة طريقهم في تثبيت أقدامهم في المجتمع الأميركي على قدم المساواة مع الآخرين لرسم حياة وسياسات البلد. فتم تأسيس "اللجنة العربية الأميركية لمناهضة التمييز" 1980 والهدف أن لا نسمح بالتمييز بحق العرب. لكن في عام 1985 اكتشفنا أيضا أن الأمر أوسع من ذلك، ويتطلب تجنيد كوادر عربية للانخراط ومشاركة العرب الأميركيين في الحياة الاجتماعية ونشاط الأحزاب بحسب ما يمثله المواطن في الحزبين الجمهوري والديمقراطي فتم تأسيس المؤسسة العربية الأميركية".

تجنيد الكوادر العربية في حياة الحزبين كان الهدف منها اختيار مرشحين إلى الكونغرس ووضع العرب الأميركيين على الساحة، بالتأكيد لم تكن تلك المؤسسات هي الوحيدة ومنها من بقي ومنه من استجد أيضا، لكن تلك المقدمات كانت مهمة على مستوى عمل العرب الأميركيين.




يرى الدكتور خليل جهشان أن هذا الجيل الجديد الشاب من العرب الأميركيين أوعى من الجيلين السابقين، فالجيل الأول ابتعد عن السياسة بالبداية "بسبب الهجرة الاقتصادية، وضمان التعليم والمعيشة، وهي كانت اهتمام الجيل الأول. وكنا بحاجة لجيل أول لينخرط في الحياة ويندمج فيها، كما فعل المهاجرون العرب الأوائل في بدايات القرن التاسع عشر والعشرين. السياسة والهوية العربية انفجرتا بعد الـ67، ولكن هذا لا يعني أن الهوية العربية لم تكن مشكلة. ففترة الشعراء العرب في المهجر، من ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران، حملت بعض البصمات السياسية وإن لم تكن كلها كذلك".

يرى جهشان أن هذا الجيل الشاب في أميركا كان أكثر تفاعلا وتأقلما في السياسة والتطورات الجارية في العالم العربي من الجيل الذي سبقه، نتيجة عوامل متعددة. وهو يضيف في هذا المجال:" مثلما أثرت الأحداث في تكوين الوعي السابق، كما في حرب 67 وحرب 1982، فقد رأى الشباب الأميركي في الربيع العربي أملا في التغيير، مثلما أثر على العرب في المنطقة، وأن رياح الديمقراطية قادمة وتغييرا جذريا تجاه حقوق الإنسان. وتأثروا به أكثر من السابق لأن الوعي السياسي أكبر مما كان لدى أجدادهم في التفاعل، وأيضا للدور الأميركي في المنطقة".

ويرى خليل جهشان أن الجيل العربي الجديد في أميركا "تأثر أيضا مثل الشباب العربي بحالة الخذلان التي أصابت ربيعه العربي في المنطقة. لكن هذا الجيل تأقلم مع المتغيرات أفضل مما عاشه الآباء في أحداث 67 وعام 1982 بعد اجتياح إسرائيل للبنان".

فروق بين الأميركيتين

في ملاحظة فروق الهجرة العربية إلى الأميركيتين، منذ البدايات، أن سهولة ما عاشه معظم المهاجرين العرب المسيحيين إلى اللاتينية والشمالية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث شكلوا الأغلبية من تلك الجاليات. ففي الولايات المتحدة هناك حوالي 3.5 ملايين عربي، منهم مليون مسلم بينما البقية من العرب المسيحيين. وفي رأي جهشان فإن ذلك "مما لا شك فيه ناجم عن وضع كان التأقلم فيه أفضل لتلك الجاليات مما أصبحت عليه في الهجرات اللاحقة". يرتبط الأمر في الفروق بين أسباب مراحل الهجرات التي عاشها العرب، فعند الدكتور خليل جهشان قراءته التي يقول فيها إن "ثقافة أهل المدن في هجرتهم تلك لعبت دورا في التخفيف عن المصاعب التي عاشها الذين جاؤوا من بعدهم".

لا يخفي جهشان الدور المؤثر الذي تلعبه الثقافة والدين وأسباب الهجرة في مسألة التأقلم والتأثير في المجتمعات المحيطة، التي يهاجر إليها العرب. وفي هذا السياق يضيف جهشان: "بشكل عام، ولنكن صريحين في هذا الأمر، فالاستقرار المادي يلعب أيضا دورا. اليوم نرى هجرة من دول عدة وخلفيات متعددة. الفرق بين الشمالية والجنوبية يكمن في أن الصعوبات كانت أكبر في التأقلم في الشمالية. فالمجتمع الأميركي الجنوبي أكثر تنوعا وانفتاحا ويسهل عملية التأقلم. دعنا نقول إن العرب في اللاتينية أصبحوا أكثر تأقلما، فلم يكن هناك من ينافسهم، وأعني بذلك اللوبيات. بل إنهم هم بمثابة ما يلعبه اللوبي في أميركا. فهم ناجحون تجاريا وتعليميا وثقافيا في مجتمع متعدد. وصل منهم إلى رئاسة دول. في سنة من السنوات وفي السلفادور وصل مرشحان إلى الرئاسية من أصل فلسطيني يتنافسان على الرئاسة في اتجاهين مختلفين، وهذان المرشحان هما من بلدين متجاورين في فلسطين بالأصل وجارين في العاصمة السلفادورية حيث ولدا. لكن ذلك أيضا لا يعني بأن العرب الأميركيين ليسوا ناجحين، فنحن أمام جالية ناجحة ومتقدمة، بل من أنجح الجاليات إذا ما قسناها بجاليات أخرى في أميركا". يذكر خليل جهشان بعض تجارب عرب أميركا الشمالية والجنوبية من منطلق أنه "لا شيء مستحيل حين تريد الجاليات بناء ذاتها والوصول إلى مكانة مرموقة في مجتمعاتها دون أن ينتقص ذلك من الأصل والثقافة". 

ويعتبر بأن الاندماج يمكن أن يشكل مدخلا لذلك التطور الذي ينشده المهاجر العربي "خدمة لهدف هجرته ولقضاياه الأساسية". يتحدث هنا جهشان عن مدى تقدم الجالية العربية في أميركا نسبة إلى عددها باعتبارها الأكثر تعليما وتقدما اقتصاديا، وتعتبر الأكثر نجاحا بعد مهاجري شرق آسيا. ويرى في هذا المجال بأن "النجاح الاقتصادي له بعد سياسي بالتأكيد. فمن يصبح ثريا أيضا يرتبط عقائديا باليمين سواء في دفع الضرائب وغيرها. وهؤلاء طبقة يؤيدون الحزب الجمهوري، بينما المهاجرون الجدد تراهم أقرب إلى دعم الحزب الديمقراطي الذي يتعاطف مع المهاجرين أكثر. إذا حين نتحدث عن انقسام الجالية العربية فهذا أمر طبيعي في الجاليات، سواء كانت لاتينية أو إيرانية وغيرها. فالانتماءات الطبقية والثقافية هي التي تكون فكر هؤلاء".


دلالات

ذات صلة

الصورة

مجتمع

كشف تقرير جديد للأمم المتحدة بأن العالم لا يزال عاجزاً عن تحقيق هدف المساواة بين الجنسين بحلول عام 2030 على الرغم من الجهود العالمية المبذولة في هذا الشأن.
الصورة
عديلة

منوعات

منذ 22 يونيو/ حزيران، صدر في الخرطوم العدد الأول من مجلة فصلية تحمل اسم "عديلة"، أطلقها شباب مع مجموعة من الكتاب ورسامي الكاريكاتير، في محاولة منهم لغرس قيم المجتمع لدى الأطفال عبر قصص واقعية من البيئة السودانية المحلية.
الصورة
نساء غزة

مجتمع

هتفت عشرات النسوة الفلسطينيات في مدينة غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي والانقسام الداخلي، وما أنتجاه من ظلم وقع على كاهل الشعب الفلسطيني عموماً والنساء على وجه التحديد، مطالبات بإنصاف المرأة ومساواتها مع نصفها الآخر.
الصورة
نساء غزة

أخبار

حملت الفلسطينية، هبة أبو جياب، من مخيم المغازي وسط قطاع غزة، لافتة تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة، وقد هتفت مع النسوة من حولها "أنا مش عورة أنا مش عالة، الستات زي الرجالة".