عرب المهجر... مهارات عالية في سوق العمل البريطاني والأميركي

عرب المهجر... مهارات عالية في سوق العمل البريطاني والأميركي

14 يونيو 2018
نقل ثقافة التحصيل العلمي والعمل في المهجر(العربي الجديد)
+ الخط -

يعيش في الولايات المتحدة أكثر من 3.5 ملايين عربي أميركي، بحسب المعهد العربي الأميركي في واشنطن، أغلبهم يتحدرون من بلاد الشام التاريخية، سورية ولبنان وفلسطين والأردن، إلا أن موجات كبيرة جاءت كذلك من مصر والعراق واليمن، على سبيل المثال، في العقود الأخيرة.

وظهر جلياً قبل فترة العدد الكبير من المحلات التي يملكها أبناء الجالية اليمينة في نيويورك، عندما أعلنوا إضرابا أغلقوا فيه لساعات محلاتهم، اعتراضا على قوانين الهجرة التي أراد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها، وقضت بمنع دخول مهاجرين من دول عربية ومسلمة إلى الولايات المتحدة، من بينها اليمن.

تنتشر في العديد من المدن الأميركية الكبرى المؤسسات والمعاهد والمتاحف والغاليريهات التي أسسها عرب أميركيون، والتي لا تقدم خدماتها فقط للجاليات العربية الأميركية بل لشرائح مختلفة من سكان المناطق التي توجد فيها، ناهيك عن توظيفها لأشخاص لا يتحدرون بالضرورة من أصول عربية.

وعموما يصل معدل دخل الأسرة العربية الأميركية إلى حوالي 56 ألف دولار سنويا، وهو أعلى من معدل دخل الأسرة الأميركية على المستوى القومي، والذي يصل إلى حوالي 51 ألف دولار. كما أن معدل دخل الفرد أعلى بحوالي 27 بالمئة من المعدل القومي للفرد، والذي يصل إلى حوالي 61 ألف دولار سنويا.

ومن الضروري ألا يقتصر الحديث عن معدل الدخل ونسبة أولئك الذين حققوا نجاحات مادية أو أكاديمية، بل كذلك نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر، فتلك النسب تظهر المشهد بشكل أكثر شمولا وتعقيدا. حيث يعيش حوالي 13 بالمئة من العرب الأميركيين تحت خط الفقر، لكن النسبة تصبح الضعف، 28 بالمئة، بين الأسر التي تعيلها أمهات لوحدهن. كما أنه من الضروري أخذ الفروقات بين أوضاع الجاليات المختلفة وتاريخ هجرتها بعين الاعتبار.
فعدد لا بأس به منهم يعيشون في الولايات المتحدة منذ أجيال، والوظائف التي يشغلونها والتحديات التي تواجههم تختلف عن تلك التي تواجه حديثي الهجرة، أو من أتوا إلى الولايات المتحدة بعمر صغير. وبالعموم يصعب التوصل إلى إحصائيات واضحة تعطي صورة كاملة، لأسباب عديدة، من بينها طرق التسجيل والإحصائيات التي تقوم بها الدوائر الرسمية الأميركية.

عرب بريطانيا مهارات مهنية
لم يعلن في بريطانيا عن إضافة فئة عرقية "عربية" سوى في عام 2011، وسبب هذا شبه غياب لأي مرجع لأوضاع الجالية العربية في هذه البلاد.
وعليه، يفيد الإعلامي والباحث العربي خليل آغا، في لندن، لـ"العربي الجديد"، بأن "قلّة المصادر المتوفرة حول الجالية العربية في بريطانيا، وخاصّة فئة الشباب من الجيل الثاني والثالث، دفعتني لكتابة بحث عن العرب في بريطانيا"، ويتابع أنّ ما عزّز فكرة البحث هو تزامنها مع تفاعل الشباب مع ثورة الربيع العربي.

اعتمد الدكتور آغا في بحثه، الذي اعتبر في جامعة نورثهامبتون من بين الدراسات الأولى حول الشباب العربي في عام 2015، على بعض المصادر التي توفرت على الإنترنت، والصحافة العربية، رغم ندرتها آنذاك، وعلى مقابلات مع شخصيات أكاديمية عربية.

الفكرة الشائعة أنّ العرب إنّما يميلون بكثرة إلى العمل في المطاعم والمقاهي، وذلك لانتشارها في أنحاء مختلفة من لندن. بيد أن البحث جاء ليناقض هذه الفكرة، وخلص إلى أنّ معظم العرب المقيمين في بريطانيا يعملون في مجالات تتطلّب مهارات عالية وأنّ مؤهلاتهم أعلى من معدّل السكان ككل.

كما لفت الدكتور آغا إلى أنّ المهنيين والأكاديميين يشكّلون نسبة عالية من أبناء الجالية العربية المقيمة في بريطانيا، مثل الأطباء والأكاديميين، وغيرهم من العاملين في مجال التجارة الحرّة، إضافة إلى الإعلاميين. خاصّة مع وجود مؤسسات ووسائل إعلام عربية راسخة ومختلفة.

ويأتي معظم العرب المقيمين في لندن اليوم من بلدان مثل مصر والمغرب وفلسطين واليمن ولبنان ودول الخليج والعراق، وفق البحث، الذي وضعهم في أربع فئات: المهاجرين الأثرياء والمهنيين والعمّال المهاجرين واللاجئين.

تحتل اللغة العربية المركز السابع الأكثر شيوعاً في إنكلترا وويلز، وتعد لندن أكثر المناطق تنوعاً من الناحية العرقية، كونها تضم أعلى نسبة من مجموعات الأقليات. ويتمتع العرب في بريطانيا ببيئة فريدة من نوعها متعدّدة الثقافات، ربما تغيب عن أي مكان آخر في أوروبا.

المساهمون