قبيلة بني هلال: المطالبات بطردنا من أسوان عنصرية

قبيلة بني هلال: المطالبات بطردنا من أسوان عنصرية

07 ابريل 2014
أشرف الهلالي المتحدث باسم قبائل الهلالية
+ الخط -

روى المتحدث الرسمي باسم قبيلة بني هلال على مستوى محافظات الجمهورية، أشرف الهلالي، لـ"العربي الجديد"، بداية الواقعة التي أدت إلى حدوث اشتباكات بين قبيلة بني هلال وقبيلة الدابودية في أسوان، وأدت إلى سقوط أكثر من 25 قتيلا، خلال اليومين الماضيين. ترجع الأحداث، بحسب الهلالي، إلى "أن مجموعة من طلبة المدرسة الصناعية قاموا بمغازلة فتيات من مدرسة تجاري بنات بشارع 8 في منطقة النفق ، يوم الأربعاء الماضي. وحدثت مشاجرة بين الطلبة وبعض الشباب الذين شهدوا الواقعة، وانتهت الواقعة بتدخل بعض المواطنين للتهدئة". وفي اليوم التالي "فوجئ بعض أهالي بني هلال بعبارات مسيئة لرجال ونساء القبيلة، كتبت على جدران المدرسة، فذهب عدد من أبناء العائلة إلى أفراد في قبيلة الدابودية وطالبوهم بإزالة العبارات المسيئة، وبالفعل تمت الاستجابة وأزيلت العبارات المسيئة ومرّ اليوم بسلام".  ولكن صباح الجمعة الماضية تفاقم الأمر، يقول الهلالي: "فوجئ الأهالي بالعبارات نفسها وقد كـُتبت بطريقة أوضح وفي عدة أماكن،

وهذه المرة ذهب عدد من أهالي بني هلال وتشاجروا مع أهالي قبيلة الدابودية، ليسقط قتيل من الدابودية.. حاولنا وقف الاشتباك وذهبنا لاستدعاء الأمن، إلا أن الأمن تقاعس، ورفع يديه تماما عما يحدث".

استمرت الاشتباكات لمدة أربعة أيام، يقول الهلالي "وصلت إمدادات وأسلحة للقبيلة النوبية، وأصبح القتل على الهوية، حيث دخل الدابودية منازل بعض أهالي قبيلتنا ولم يفرّقوا في القتل بين رجل أو امرأة، كانوا يقتلون كل من يرونه". وردا على ما يقول عدد من أهالي القبائل العربية والنوبية في أسوان، بخصوص وجود أسلحة لدى أهالي قبيلة بني هلال، وأنهم مدعومون من قبل الأمن، قال الهلالي "سأتخيّل أن هذا صحيح، فكيف قتل منّا 19، بينما قتل من النوبة 5، فإذا كنا نحمل السلاح لماذا لم ندافع به عن أنفسنا؟".

بالأمس عقد اجتماع لمجلس قبائل بني هلال على مستوى الجمهورية، وأصدرنا بيانا طالبنا فيه بإقالة محافظ أسوان، اللواء مصطفى يسري، ومدير الأمن، حسن السوهاجي، وبتقديم المتسبب في تلك الأحداث إلى المحاكمة، وباحتكام النوبيين إلى العقل، لأننا في النهاية نعيش مع بعضنا بعضاً، وأعلنا فيه رفضنا العنفَ والقتلَ على الهوية.

الهلالي انتقد الأداء الأمني مع الواقعة وقال: "الأمن تعامل بشكل سلبي مع بني هلال، لأن النوبيين صوتهم أعلى ويتاجرون بقضية التهجير التي تعرّضوا لها وقت بناء السد العالي، فضلا عن أن النوبيين أقوياء اقتصاديا، ولكن نحن، بني هلال، نعيش حياة عادية وبسيطة جدا". الهلالي لا ينكر أن هناك بعض الشباب المتهوّر، حسب وصفه، في قبيلة بني هلال قائلا "الأمن لم يلتفت إلى ذلك، وقام بقتل اثنين منا بالأمس بعد الضغط الإعلامي، وخوفا من مطالبات إقالة مدير

الأمن". وحول مطالبات عدد من القبائل النوبية بطرد بني هلال من أسوان، قال الهلالي: "هم يقولون إن مركزنا في الأقصر، ولكننا في الأساس من الجزيرة العربية، وتفرقنا في عدد من محافظات مصر، ولدينا قرى كاملة في بعض المحافظات كدشنا، ونجع حمادي.. ومطالبتهم بطردنا فيها نوع من العنصرية، فكيف يطرد أكثر من 50 ألف شخص من قبيلة بني هلال، يقطنون أسوان منذ مئات السنين؟". يلخص الوضع في كلمات ويقول "نحن أمام ثورة شباب وانفلات أمني بصفة عامة، وانفلات أخلاقي تجاه الدم.. فخلال ثورة يناير/كانون الثاني، عندما سقط 6 من أبناء أسوان، كان العدد بالنسبة إلينا كبيرا وصادما، ولكن بعد توالي عمليات قتل المصريين في أحداث ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء، وفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، أصبح الدم لا قيمة له لجميع المصريين، وبالتالي لا يقتنع الشباب بوقف الأحداث إلا عندما يرون أن حقهم عاد إليهم".