مصر تلغي "كشوف التنسيق" مع غزة..بعد تحقيق "العربي الجديد"

مصر تلغي "كشوف التنسيق" مع غزة..بعد تحقيق "العربي الجديد"

11 مايو 2016
+ الخط -

في خطوة مفاجئة، أوقفت السلطات المصرية التعامل بما بات يعرف بـ"كشوف التنسيقات"، للسفر عبر معبر رفح، بعد شهر من تحقيق نشرته "العربي الجديد"، بعنوان "كشوف التنسيق.. وسطاء يبتزون العالقين في غزة".


وكشفت جريدة وموقع "العربي الجديد"، في تحقيق نشر في الثاني عشر من أبريل/نيسان من العام الجاري، عن كيفية تحول ما يسمى بـ"كشوف التنسيقات"، إلى كلمة سر فتح معبر رفح، الذي لم يفتح منذ بداية عام 2016، غير 3 أيام فقط، مما جعل الغزيين يصفون حالهم بالحياة داخل سجن كبير، تضيق جدرانه عليهم، بفعل حصار العدو والشقيق.

وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة، إياد البزم، قد قال في تصريح مقتضب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، مساء الثلاثاء، إن السلطات المصرية أبلغتهم وقبل فتح المعبر بيوم واحد فقط، بقرارها إلغاء ما يعرف بـ "كشوف التنسيق" للسفر عبر معبر رفح.


وأضاف البزم: "سيتم الاعتماد على كشوف المسافرين الصادرة عن وزارة الداخلية الفلسطينية فقط". ولفت إلى أن ذلك يمثل خطوة إيجابية في إطار وقف استغلال حاجات المواطنين، ويساعد على السماح بسفر أكبر عدد ممكن من الحالات الإنسانية المستحقة للسفر.

وعلمت "العربي الجديد" من مصادر مطلعة أن وقف التعامل بكشوف التنسيق كان أمرا مفاجئا، وبحسب مصدر مطلع في قطاع غزة (رفض ذكر اسمه خوفا من المنع من السفر)، فإن قرار تعليق العمل بـ"كشوف التنسيق"، جاء بعد شكاوى متكررة من ابتزاز وسطاء فلسطينيين للمسافرين بالتعاون مع رجال أمن مصريين.

وكشوف التنسيق على معبر رفح، أو ما يعرف بـ"التنسيقات المصرية"، هي آلية يتم من خلالها ابتزاز حاجة المسافرين غير المسجلين في كشوفات وزارة الداخلية بغزة، وتعمل تلك الكشوف عبر طلب الجانب المصري من نظيره الفلسطيني تسهيل وصول مسافرين لم يصبهم دورهم بعد في السفر، إلى صالة السفر المصرية.

ولا تعرف إدارة معبر رفح في الجانب الفلسطيني كيف يتم وضع أسماء المسافرين في تلك الكشوفات، ووفقا لما كشفه تحقيق "العربي الجديد"، فإن الأمر يتم عبر وسطاء من غزة يتعاونون مع أشخاص في الجانب المصري من المعبر، مقابل مبالغ مالية تتراوح بين ألفي دولار و 5 آلاف دولار، وهو ما يؤدي إلى غضب العالقين المسجلين في كشوفات الداخلية الفلسطينية، خاصة ذوي الحالات الإنسانية والطلاب وحاملي الإقامات في الخارج.

وقررت السلطات المصرية فتح معبر رفح ليومين فقط اعتبار من اليوم، الأربعاء، لسفر أعداد من العالقين، بعد إغلاق استمر 85 يوماً.

وثمة أكثر من 15 ألف عالق من الراغبين في السفر عبر معبر رفح، من المسجلين في كشوف وزارة الداخلية، بينهم مرضى وحالات إنسانية طارئة، ينتظرون منذ أشهر فتح المعبر ليتمكنوا من مغادرة القطاع، بينما يتكدس الآلاف في الأراضي المصرية، بانتظار السماح لهم بالعودة إلى غزة.

ووفقا لما وثقه معد التحقيق عبر إحصائية حصلت عليها "العربي الجديد"، فإن عدد مرات فتح المعبر في عام 2014، كانت 123 يوماً بسبب ظروف العدوان على قطاع غزة، وسمح لـ 101 ألف مسافر بالمغادرة من بينهم 14 ألفاً ضمن كشوف التنسيقات، بينما في 2015 بكاملها فتح المعبر 19 يوما فقط، وسمح لـ21 ألفاً بالمغادرة، من بينهم 6 آلاف ضمن كشوف التنسيقات. ويؤكد مصدر أمني يعمل في معبر رفح أن إدارة المعبر كانت مجبرة على التعامل مع هذا الملف، فكل حافلة تنسيقات تدخل تتبعها من حافلتين إلى ثلاث من المرضى والعالقين.

دلالات