زحام الخليج (3).. الاختناق المروري كابوس الإماراتيين

زحام الخليج (3).. الاختناق المروري كابوس الإماراتيين

31 ديسمبر 2014
طوابير السيارات على الطرق الرئيسية تحاصر الإماراتيين
+ الخط -
مشهد طوابير السيارات الممتدة، بين دبي والشارقة، صار مألوفا لدى فاطمة الموظفة المقيمة في الإمارات. تقطع فاطمة الطريق من دبي إلى الشارقة خلال ساعة الذروة الصباحية في ساعة ونصف، بينما تقطع المسافة نفسها في 10 دقائق ليلا بعد العاشرة.

تقول فاطمة لـ"العربي الجديد":" أعتقد أن سبب الازدحام في الشوارع يعود إلى ضيقها، وعدم استيعابها عدد المركبات المتزايد كل يوم. شركات استيراد السيارات، لا تهدأ مع سهولة الحصول على القرض والأسعار التفضيلية التي تطرحها". فيما يرى المواطن الإماراتي عبد الله، الموظف في دبي إن عدد الشوارع التي تصل بين إمارتي الشارقة وعجمان غير كافٍ، "فقط شارع واحد، مما يتسبب في الزحام اليومي".

فيما يعزو المقيم فاضل سبب الاختناقات المرورية إلى أن امتلاك سيارة في دبي أصبح أمراً سهلاً، بالإضافة إلى انخفاض أسعار البترول، وعدم وجود ضرائب، مما أدى إلى وجود عدد ضخم من السيارت في الشوارع والطرقات، بينما يحمل المواطن راشد ساعات الذروة، مسؤولية الازدحام، وتحديدا وقت خروج الموظفين من أماكن العمل والتوجه من دبي إلى إمارتي الشارقة وعجمان.

المهندس مصطفى أحد سكّان الشارقة، يرى أن الإمارة تشهد نهضة عمرانية لا مثيل لها، خاصة في بناء الأبراج الشاهقة التي تحتوي آلاف الساكنين، وهو ما أدى إلى أن "سيارات الإسعاف أو إطفاء الحريق لا تجد مسارات في الشوارع للوصول إلى المناطق التي تريد الوصول إليها في حالة الإسعاف أو إطفاء الحريق".

الأسباب

تحدد المهندسة وفاء الصبّاغ، من وزارة الأشغال العامة في دبي، سبب تفاقم الاختناقات المرورية في دبي، بأن المدينة دولية تكثر فيها المهرجانات والاحتفالات والمؤتمرات، قائلة "في دبي وحدها أكثر من 75 معرضا فنيا مفتوحا على مدى العام، لها جمهورها وزائريها من جميع أنحاء العالم.
يضيف الخبير المروري المستقل المهندس جمال عبد الجليل سببا آخر يتمثل في كثرة المشاريع الاستثمارية وتنفيذ الخطط العمرانية، فيما ترى هيئة المواصلات والطرق، أن عدد السيارات التي تجوب شوارع دبي والذي يتجاوز مليون سيارة، يفرض ضرورة إيجاد حل عملي للتخفيف من الأزمة المرورية التي تتفاقم بمرور الزمن، نتيجة الإقبال على شراء السيارات.

يؤكد خبراء في الطرق والمواصلات أن غياب ثقافة النقل الجماعي بالحافلات أو قطارات المترو واعتبار السيارات الخاصة والفارهة وجاهة وامتيازاً، وامتلاك العائلة الواحدة أربع أو خمس سيارات بحسب عدد أفرادها، من أهم وأبرز الأسباب التي فاقمت الأزمة بالإضافة إلى عمل العديد من سكان الإمارات المجاورة في دبي، وهو ما يشكل عبئاً كبيراً على انسيابية الحركة المرورية، خاصة مع وجود أكثر من مليون مركبة تجوب شوارع دبي وطرقاتها، في زيادة مضطردة بنسبة تصل إلى 15% سنوياً.

الحلول

تفكرهيئة الطرق والمواصلات في دبي، على لسان مديرها التنفيذي الدكتور يوسف آل علي، في اللجوء إلى وسائل النقل البحري، وخاصة قناة دبي المائية التي ينتهي العمل بها في 2017، إذ سيتم تأسيس خمس محطات للنقل البحري على طول هذه القناة الهامة، بجميع أنواعها: التقليدية والمحدثة، والباص المائي، والتاكسي المائي، وكذلك "فيري" دبي، مما يشارك في حل الأزمة المرورية أو يعمل على التخفيف منها.

وبحسب مدير قسم الطرق المهندس ناصر أحمد سعيد، تخطط هيئة الطرق والمواصلات لاستحداث طرق إضافية موازية للشوارع الكبرى، وتخصيص طرق للشاحنات التي عادة ما تعرقل السير ولا يوجد لها وقت معين. وسبق أن أعلنت الإمارات عن تأسيس قطارت تربط الإمارات السبع على امتداد 1200 كيلومتر، بتكلفة ضخمة تصل إلى 30 مليار درهم لمحاولة حلّ مشكلة الاختناقات المرورية التي أصبحت جادة ومحرجة في الآونة الأخيرة.

وترى خبيرة المرور سارة إسحاق، من هيئة الطرق في دبي، إن معالجة الاختناقات المرورية سواء في دبي أو بين دبي والشارقة لا يمكن أن يُحلّ من دون التركيز على تكامل المواصلات العامة في دبي، والربط بين وسائل المواصلات العامة، وخاصة أن دبي تسعى إلى هذا التكامل من خلال: شبكة المترو والحافلات العامة والنقل البحري ومؤخراً التراموي الذي تم تدشين بعض خطوطه في الآونة الأخيرة.

أما مدير عام دائرة التخطيط والمساحة في الشارقة، خالد بن بطي، فيؤكد إن الشارقة تسير ضمن خطة مدروسة من خلال دائرة التخطيط لحّل الاختناقات المرورية من خلال استحداث طرق إضافية وإنشاء جسور وأنفاق وكذلك توعية الجمهور بالأزمة المرورية.

دلالات