الأسرى.. أبعد من الأرقام

الأسرى.. أبعد من الأرقام

20 سبتمبر 2015
(ملصقات في بيت لحم)
+ الخط -

إذا كانت قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي تعرضت ولا تزال إلى تغييب في الإعلام العالمي، حيث تُحجب وجوههم وأسماؤهم ويجري تحويلها إلى أرقام؛ فإن الأرقام أيضاً باتت تغيب عن الصورة. هنا وقفة عند بعض الأرقام والمعطيات.

منذ العام 2000 ولغاية نيسان/ أبريل 2015، سُجلت أكثر من 85 ألف حالة اعتقال، بينها أكثر من 10.000 طفل تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة، ونحو 1200 امرأة فلسطينية، وأكثر من 65 نائبا ووزيرا سابقا، وأصدرت سلطات الاحتلال نحو 24.000 قرار اعتقال إداري ما بين اعتقال جديد وتجديد اعتقال سابق.

ولم تقتصر تلك الاعتقالات على شريحة معينة أو فئة محددة، بل طاولت كل فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني دون تمييز، حيث شملت الأطفال والشبان والشيوخ، الفتيات والأمهات والزوجات، المرضى والمعاقين والعمال والأكاديميين، ونوابا في المجلس التشريعي ووزراء سابقين، وقيادات سياسية ونقابية ومهنية وطلبة جامعات ومدارس وأدباء وكتابا وفنانين.

وتتم حالات الاعتقال وما يرافقها ويتبعها بصورة مخالفة لقواعد القانون الدولي الإنساني من حيث أشكال الاعتقال وظروف الاعتقال ومكان الاحتجاز والتعذيب وأشكال انتزاع الاعترافات. وتفيد الوقائع وشهادات المعتقلين بأن 100% من الذين مرّوا بتجربة الاحتجاز أو الاعتقال تعرضوا لأحد أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي والإيذاء المعنوي والإهانة أمام الجمهور أو أفراد العائلة، فيما الغالبية منهم تعرضت لأكثر من شكل من أشكال التعذيب.

كما لوحظ تصاعد استهداف الأطفال الفلسطينيين خلال السنوات الأربع الماضية، إذ سُجّل خلالها اعتقال 3755 طفلا منهم 1266 طفلا خلال سنة 2014، فيما لم تتوقف سلطات الاحتلال عن استهدافها المتصاعد للأطفال.

وسُجل خلال الربع الأول من السنة الحالية اعتقال ما يقارب 200 طفل، دون مراعاة لصغر سنهم وضعف بنيتهم الجسمانية، ودون أن تلبى احتياجاتهم الأساسية، بل عوملوا بقسوة، وتعرضوا للتعذيب وحرموا من أبسط حقوقهم الأساسية والإنسانية، وفرضت عليهم أحكام مختلفة بالسجن الفعلي والغرامة والحبس المنزلي. وبحسب شهادات الأطفال فإن 95% منهم تعرضوا للتعذيب والتنكيل خلال اعتقالهم واستجوابهم.

معطيات و أرقام
يقول تقرير أصدرته "هيئة شؤون الأسرى" إن هناك 6500 أسير فلسطيني ما يزالون قابعين في سجون الاحتلال. من بين هؤلاء: 478 أسيرا صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة؛ 21 أسيرة بينهن قاصرتان؛ 205 أطفال قاصرين دون سن الثامنة عشرة؛ 480 معتقلا إدارياً؛ 13 نائباً بالإضافة إلى وزيرين سابقين.

يعاني 1500 أسير أمراضاً مختلفة، بينهم قرابة 80 أسيراً في حالة صحية خطرة جداً. هناك 30 أسيرا معتقلين منذ ما قبل أوسلو ومضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما في السجون الإسرائيلية. و16 أسيراً من هؤلاء القدامى مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن، من بينهم الأسيران كريم وماهر يونس اللذان مضى على اعتقالهما 33 سنة بشكل متواصل.

وهناك 85 أسيراً أعيد اعتقالهم من بين محرري "صفقة شاليط" (صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس) وما يزال قرابة 63 منهم رهن الاعتقال، وكانت غالبيتهم أمضت عشرين عاماً وما يزيد قبل تحررها في صفقة التبادل هذه.

يعاني قرابة 1500 أسير في السجون الإسرائيلية من أمراض مختلفة، جراء الظروف الحياتية والمعيشية ورداءة الطعام وتلوث البيئة المحيطة والمعاملة القاسية وسوء الرعاية الصحية والإهمال الطبي، من بينهم 16 أسيراً يقيمون بشكل شبه دائم في ما يسمى "مشفى سجن الرملة" في أوضاع صحية غاية في السوء ويعانون من أمراض خطرة، منهم مصاب بالشلل ومقعد ويحتاجون إلى رعاية صحية خاصة، ومنهم من يحتاج لعمليات جراحية عاجلة في الوقت الذي يمنع أطباء من الخارج من زيارة المرضى ومعاينتهم أو تقديم العلاج لهم.

كما توجد في السجون الإسرائيلية أكثر من 80 حالة مرضية مزمنة للغاية، عدا عن وجود أكثر من 25 حالة إصابة بالسرطان وعشرات المعاقين بإعاقات جسدية ونفسية وحسية.

اقرأ أيضاً: مخلص برغال.. شهادة الأسير على حريته

المساهمون