"إعادة اكتشاف الفن الإسلامي".. قراءة في أرشيف اللوفر

"إعادة اكتشاف الفن الإسلامي".. قراءة في أرشيف اللوفر

18 مايو 2020
(من أرشيف غاستون فييت)
+ الخط -

تحت عنوان "إعادة اكتشاف تاريخ الفن الإسلامي من خلال الأرشيف الحديث لمتحف اللوفر" أقام "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية" في القاهرة أمس محاضرة افتراضية للأكاديمية الفرنسية المتخصّصة في الآثار يانيك لينتز، مديرة قسم الفن الإسلامي في "متحف اللوفر" في باريس.

المحاضرة بثت على قناة يوتيوب، وتناولت خلالها لينتز مقتنيات "اللوفر" التي تعتبر اليوم من أهم مجموعات الفن الإسلامي، والتي أقام الباحثون حولها بعض الدراسات بهدف فهم سيرة هذه القطع الأثرية: مادتها، وتقنيات تصنيعها، وتاريخها وسياقها الثقافي.

ترى لينتز أن تلك الدراسات لا تزال أساسية، وتضيف "لكن السياق الحالي مؤخراً في المتاحف يركز على دراسة المنشأ، وفي البلدان الإسلامية، فإن النهب المتزايد أو حتى التراث المعرض للخطر في أثناء النزاعات هو السبب الرئيسي وراء تطوير اتجاهات جديدة للبحث في الفن الإسلامي من خلال أرشيف متحف اللوفر وعلى نطاق أوسع من خلال المحفوظات العامة الفرنسية".

ركّزت الباحثة خلال المحاضرة بشكل رئيسي على ثلاثة برامج بحثية تخصّ الأرشيف وهي: أرشيف جاستون فييت، وأرشيف أندريه جودار، ومشروع جرد الأرشيف العلمي للتراث الإسلامي السوري والعراقي.

بالنسبة إلى فييت (1887-1971) فهو، بحسب المحاضرة، مستشرق كان معروفاً في مصر، حيث كان مديراً لـ"متحف الفنون الإسلامية" فيها بين عامي 1926 و1951، وتلفت إلى أنه عاش بعد الحرب العالمية الأولى وخلال الحرب العالمية الثانية في القاهرة.

في هذه الأثناء، احتفظ فييت بعلاقات مع زملائه في اللوفر، حيث كان الحديث بينه وبينهم يجري حول الفن الإسلامي، وتقول "إن مقتنياته تكشف الكثير عن طرق تداول الفنون الإسلامية في تلك الفترة من بلد المنشأ إلى بلاد المقصد".

عرضت الباحثة صوراً مختلفة للمحفوظات أو الأرشيف كما وصل في صناديق أول مرة من فييت إلى اللوفر، وكان الأول يكتب ملاحظات عن تاريخ كلّ قطعة وما جمعه ويعرفه عنها، وجرت لاحقاً مقارنة وتدقيق كلّ المعلومات التي كتبها حول هذه المقتنيات. الأوراق والدفاتر التي أرسلها فييت كانت تضمّ صوراً لمعارض وقطع شاهدها ووصف مفصل لها.

أما أرشيف أندريه جودار (1881 - 1965) عالم الآثار والمؤرخ الفني والذي شغل منصب مدير دائرة الآثار الإيرانية لسنوات عديدة حيث وصل إليها عام 1922، فمعظمه متعلّق بالفنون الإسلامية في إيران وشارك في أعمال تنقيب في سمرقند والعراق، وزار أفغانستان ومصر.

كان لزوجة جودار المصوّرة الفضل اليوم في وجود أرشيف فوتوغرافي هائل اليوم للآثار والبلدان في تلك الحقبة، حيث يملك اللوفر اليوم 14 ألف وثيقة مكتوبة ومصوّرة على الآثار في أفغانستان وحدها، ومعظم هذه الصور لآثار لم تعد موجودة اليوم بعد أن دمرتها حروب طالبان وأميركا.

أما المشروع الثالث الذي تناولته المحاضرة، فهو الأرشيف العلمي للتراث الإسلامي السوري والعراقي، الذي أطلقه اللوفر عام 2017 بعد انتشار صور تدمير الآثار على يد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وفي هذا السياق نذكر أن "المتحف البريطاني" قام بمشروع مماثل أيضاً.

كان الهدف من مشروع اللوفر القيام أولاً بجرد كامل للآثار في البلدين. وجمع مواد وثائقية وفوتوغرافية في أزمان مختلفة بهدف الحفاظ على صورة المكان قبل التدمير، وتوثيق حجم ما حدث للمكان للاستعانة بها أيضاً في حال كان هناك من أعمال ترميمية في المستقبل.

المساهمون