فوزية بورا: دراسة في فن التأريخ المملوكي

فوزية بورا: دراسة في فن التأريخ المملوكي

13 يونيو 2020
(منمنمة تجسد سفيراً من اليمن بين يدي السلطان المملوكي)
+ الخط -

في القرن الرابع عشر، كانت السجلات العربية التي انتشرت في المدن المملوكية شاهدًا نصيًا على يوميات ذلك العصر وعلى التاريخ السابق له في آن، بما في ذلك تاريخ الفاطميين (969-1171)، خلال قرنين من حكم مصر وشمال إفريقيا، فقد ترك الفاطميون الإسماعيليون عددًا قليلًا من السجلات التاريخية التي كتبت ذاتيًا.

بدلاً من ذلك، وبحسب الباحثة فوزية بورا، كان الأمر يرجع إلى المؤرخين الأيوبيين والمملوكيين لتمثيل الأسرة الحاكمة للأجيال القادمة، وهذا ما تحاول بورا أن تقدم له صورة وشرحاً دقيقاً في كتابها الذي صدر مؤخراً بعنوان "كتابة التاريخ في العصر الإسلامي الوسيط" (بلومزبيري) وفيه تناولت الكيفية التي كان يحفظ بها المؤرخون اللاحقون المصادر النصية السابقة ويفسرونها ويعيدون تنظيمها.

مؤخراً أتاحت الدار 25 صفحة رقمياً كعينة من الفصل الأول لعمل بورا الذي يأتي في سبعة فصول هي على التوالي: الوظيفة الأرشيفية للتأريخ، وقائع نموذجية لأرشيف ابن الفرات: طريقة الدول والملوك، الأرشيفية الفاطمية: روايات ووثائق في أواخر العصر الفاطمي، والمحفوظات المملوكية: التاريخ الفاطمي المتأخر في وقائع ابن الفرات، وتحليل تاريخي دقيق لأرشيف ابن الفرات (الجزء الأول)، وتحليل تاريخي دقيق لأرشيف ابن الفرات (الجزء الثاني)، وملاحظات ختامية: قيمة السجلات كأراشيف.

تقول الكاتبة في الأوراق المتاحة على موقع الدار؛ إن المؤرخين المملوكيين قد انخرطوا في ممارسة أرشيفية معقدة داخل التأريخ، بدلاً من أن يقوموا بإعادة إنتاج النماذج السابقة لعصرهم من دون نقد.

ترتكز الكاتبة على عمل المؤرخ المحدث ناصر الدين محمد، الذي يُعرف بـ "ابن الفرات المصري" (1335 - 1405) نموذجًا لفرضيتها، وتعود إلى كتابه "تاريخ ابن الفرات" الذي حققه ميخائيل خوري وأشرف عليه المؤرخ قسطنطين زريق عام 1961.

تقدم المؤلفة ترجمة وتحليلًا لرواية المؤرخ المملوكي عن الحكم الفاطمي، الذي تقول بأنه تم نسخها، وتتتبع استمرارية الروايات التاريخية من مصر الفاطمية، ومن خلال نص ابن الفرات تُظهر بورا "الأرشيفية" كمفتاح استرشادي للكتابة التاريخية المملوكية.

الكتاب يعد مدخلًا مضافًا إلى الباحثين في مجال الثقافة المكتوبة وتاريخ العالم الإسلامي في العصور الوسطى، وتقدم فيه الكاتبة تمهيداً لقراءة أكثر دقة للعمل التأريخي العربي في ذلك العصر والبيئة المعرفية التي تم إنتاجها فيها.

المساهمون