"حرب الريف": كاميرا داخل جيش الخطّابي

"حرب الريف": كاميرا داخل جيش الخطّابي

26 نوفمبر 2015
("معركة أنوال" في ملصق دعائي مصري)
+ الخط -
شكّل الفيلمان القصيران "7777" و"البيدق" (2013) أوّل خطوة للسينمائي الشاب، المهدي الإدريسي، ولمجموعة "السابعة للفنون"، وهي تجمّع صغير لخرّيجي معاهد السينما من ورزازات ومراكش، من جيل شارك في صنع لحظات "حراك 20 فبراير" في 2011.

يأتي الشريط الوثائقي القصير "حرب الريف" (2015)، ليمثّل بالنسبة إلى هؤلاء خطوة أولية للاقتراب من مرحلة أساسية في تاريخ المغرب الحديث. كانت قراءة الإدريسي لكتاب جرمان عياش "أصول حرب الريف" تحفيزاً مضاعفاً للتفكير في إخراج شريط سينمائي في محطّتين: فيلم قصير وآخر طويل.

الفيلم القصير، الذي يعكف المخرج على تصويره حالياً، يتطرّق إلى الشرارة الأولى التي مهّدت لحرب الريف (1920) ومعركة أنوال (1921)، وهي معركة "دهار أوباران" التي قُتل فيها نصف الحامية العسكرية الإسبانية.

لم يركّز العمل على المعركة بذاتها، ولكنه ينطلق من حكاية مقاوم مغربي كان يناضل ضد الاستعمار الفرنسي، وما يلبث أن يسمع بقدوم المستعمر الإسباني، فينتقل إلى عين المكان كي ينضم إلى المناضلين المغاربة وإلى جيش عبد الكريم الخطابي، وهنا يؤكد الإدريسي أن للاستعمار "وجهاً واحداً"، سواء كان فرنسياً أو إسبانياً.

يقترب الشريط من الحياة اليومية للمحاربين الذين رافقوا الخطّابي في معركته الكبرى ضد المستعمر. فعندما هدّد الخطابي الإسبان بعدم تجاوز خط وادي أمقران، كان يوحّد صفوف القبائل الأساسية في المنطقة ضد الغزو الأجنبي، فتقوّت عزيمة الجيش بانضمام القبائل الريفية؛ كبني ورياغن وبني توزين وغيرهما.

يقترب العمل أيضاً من الحياة اليومية للمحاربين، مبرزاً دور المرأة الفاعل في الحرب، الذي تخطّى حمل السلاح إلى المشاركة في العديد من مسارات حرب الريف وما بعدها. العمود الفقري للعمل هو حياة المشاركين ضمن حرب "دهار أوباران"، والتي ستكون انعكاساتها موضوع الجزء الثاني (الفيلم الروائي الطويل).

حُدّدت فضاءات التصوير بعناية، حتى تكون أقرب الى أجواء المعركة. يعتبر المخرج والتقني سليم القادري، في حديث إلى "العربي الجديد" أن طريقة الاشتغال الفيلمي في عمل يعود إلى شخصية تعتبر أيقونة في نضال المغرب ضد الاستعمار، يجب أن يوازيها اجتهاد تقني وجمالي وهو ما كان فريق العمل واعياً به.

يعتبر صاحب فيلم "البطانة" أن نجاح هذه التجربة سيؤدي بالمهتمّين إلى الذهاب بعيداً في هذه الحفريات التاريخية، إذ يرجّح أن تشهد المرحلة القادمة المزيد من الانفتاح على شخصيات وأحداث من الذاكرة السياسية المغربية.



اقرأ أيضاً: رشيد غُلام.. من منافذ أُخرى

المساهمون