محمد صقر.. في حوارية متخيّلة بين النحويين

محمد صقر.. في حوارية متخيّلة بين النحويين

29 يونيو 2020
كريستيان سركيس/ لبنان
+ الخط -

يقيم "معهد المخطوطات العربية" سلسلة من اللقاءات تحت عنوان "أحاديث الكتب: عندما يتحدّث المؤلف عن كتابه"، يستضيف فيها مجموعة من المؤلّفين العرب في مجالات الدراسات التراثية والتاريخية واللغوية، ويفسح لهم المجال للحديث عن تجربة التأليف واستقبال الكتاب.

في هذا الإطار، ألقى الباحث الأكاديمي محمد جمال صقر، محاضرة أمس الأحد حول كتابه "نديم النحويين - حوارية خيالي"، وفيه محاولة لتطوير واقع تعليم علم النحو، تَخَيّل فيه مجلسًا من مجالس العلماء، يجتمع فيه ثلاثة تلامذة مع شيخهم.

يتخيّل الكاتب التلميذ أَنَس، وهو واقف عند نص كلام النحويين القدماء، والثاني بَرَاء وهو مشغول بمنازعاته الطريفة، والثالث أيمن وهو وسيط بين الأول والثالث، ويحضر أيضاً شيخهم أبو مِذود الذي يصفه الكاتب بأنه "مجمع المشارب".

يتناول الكاتب كيف يدير بين الجميع حواراً في ثمانية مجالس على ثماني مسائل: أولاها اشتغال العامل عن المعمول، والثانية تعدّي الفعل ولزومه، والثالثة التنازع في العمل، والرابعة المفعول المطلق، والخامسة المفعول له، والسادسة المفعول فيه، والسابعة المفعول معه، والثامنة الِاستثناء، حيث أن المجلس المتخيل الذي ابتكره الكاتب يشابع مجالس المنادمة، ولكها منادمة على الفن والعلم.

تأتي تجربة كتابة هذا العمل، بحسب المؤلف، بالنظر إلى تأثّره الكبير في كتابة المقامات، فوضَع هذه الحوارية الخيالية التي استفادت أيضاً من أسلوب الحوارات المسرحية، مستنداً إلى قناعته بضرورة الجمع بين القديم والحديث والمستقبل.
من جهة أخرى، يذهب صقر إلى أن هناك ثلاثه انواع من الكلام كلام القديم منقول نصاً، وكلام الوسيط، وكلام طامح الى المستقبل وقد حاول أن يبرز الثلاثة أشكال من الكلام من خلال التلاميذ الثلاثة المختلفين في شخصياتهم.

يُذكر أن هذا هو الحديث السادس في هذه السلسلة، التي سبق وأن قدّمت تجارب تأليف بدأت مع كتاب "تجارة المخطوطات وطرق فحصها" للباحث عابد سليمان المشوخي، ثم كتاب "مكنز رؤوس الموضوعات للمخطوطات العربية" لكاتبه محمد فتحي عبد الهادي، ثم كتاب "التراث في أتون الحرب: المخطوط العربي من القرن الخامس إلى اليوم" لبغداد عبد المنعم.

كذلك عرَض المعهد ضمن السلسلة كتاب "الدرر المنتخب في تاريخ حلب" لأحمد فوزي الهيب. وكلّ هذه المحاضرات متوفّرة على صفحات المعهد في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

المساهمون