انطباعيون في لندن.. المنفى قبل الفن

انطباعيون في لندن.. المنفى قبل الفن

06 ابريل 2018
"جادة سيدينهام"/ كامي بيسارو
+ الخط -

في معرض ينظّمه "متحف تيت" البريطاني تحت عنوان "انطباعيون في لندن: فنانون فرنسيون في المنفى"، تجتمع أعمال فنانين فرنسيين تعتبر تجاربهم الأكثر تأثيراً في تاريخ المدرسة الانطباعية؛ أبرزهم كلود مونيه (1840-1926) وجيمس تيسو (1836-1902) وكامي بيسارو (1830-1903) إلى جانب آخرين أقل تأثيراً.

المعرض -الذي يتواصل حتى السابع من أيار/ مايو المقبل- يقوم على الفترة التي هاجر في الثلاثة هرباً من الحرب الفرنسية البروسية التي اشتعلت في سبعينيات القرن التاسع عشر، باحثين عن أرض تتيح لهم استكمال تجربتهم الفنية، وخوفاً من أن تطول الحرب التي أنهكت فرنسا في ذلك الوقت، وبدا لكثير من الفنانين أنّها ستشكّل انقطاعاً مؤثّراً على صعيد تجاربهم الشخصية.

العنوان يقول الكثير عن ما يقف خلف المعرض؛ هناك ثيمتان الأولى هي الانطباعية والأخرى هي هجرة الفنانين إلى لندن، أو هذه بوصفها منفى، فأي من الثيمتين غلبت في حضورها الأخرى؟ سؤال يطرحه الشرط الراهن والصعوبات التي يجدها الفنان في الهجرة إلى بريطانيا هرباً من الحرب وبحثاً عن المستقبل. لندن التي غدت اليوم أشبه بمدينة صعبة المنال على اللاجئين الجدد، وانفصلت عن محيطها الأوروبي لعدّة اعتبارات."البرلمان عند المغيب" لـ مونيه

الأعمال المعروضة رسمت بين 1870 و1904. وشكّلت تجربة المنفى الإنكليزي للثلاثة مدخلاً إلى صداقة ستستمر حتى بعد عودتهم إلى فرنسا، وسيكون لانطباعيتهم أثر كبير على المشهد التشكيلي في إنكلترا.

يغيّر المعرض اتجاه تفكير المتلقي بباريس كملهمة وحيدة للثلاثة، حيث تظهر لندن في موقع الملهمة البديلة بأجوائها الضبابية وحدائقها ونمط الحياة فيها، أعمال يمكن معها رؤية ضواحي لندن قبل أكثر من 150 عاماً، من بينها "جادة سيدينهام" لبيسارو التي رسمها عام 1871، و"البرلمان عند المغيب" لمونيه عام 1903.

وإن كان مونيه وبيسارو عادا إلى باريس ما إن هدأت الحرب، فإن ثمّة فنانين آخرين يحضرون في المعرض ممن ظلّوا في لندن وواصلوا العيش فيها، وهم كما يصفهم الناقد الفني البريطاني جونثان جونز بـ متواضعي التجربة والموهبة والأثر، يلحقهم "تيت" بالمدرسة الانطباعية رغم أنهم ليسوا من رساميها، ما يعني أن الأهم عند المنظمين هو ثيمة لندن كمنفى وليس الانطباعيين ولا تأثيرهم في المشهد البريطاني، من هؤلاء: ألفونس لوغرو، وجول دالو، إضافة إلى جان باتيست كاربو.

المساهمون