تمثال أولاد أحمد: الانطباعيون يتساجلون

تمثال أولاد أحمد: الانطباعيون يتساجلون

15 اغسطس 2016
محمد الصغير أولاد أحمد (1955-2016)
+ الخط -
مثلما شهدت مصر موجة من الاستنكارات حول تنصيب تماثيل اعتبرت "مسيئة" لكتّاب وفنانين مثل محمود عباس العقاد ومحمد عبد الوهاب، تعيش تونس منذ يومين موجة سخرية مثيلة من التمثال الذي كُشف عنه منذ يومين في مدينة الحمامات للشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد.

التمثال الذي أنجزته النحاتة صديقة كسكاس بات ليومين حديث المواقع الاجتماعية، حيث اعتبره كثيرون، منهم مثقفون تشويهاً للشاعر.

من ذلك ما كتبه الروائي نور الدين العلوي على صفحته في الفيسبوك "كنت أزعم معرفة بالنحت وببعض مدارسه وقد منّ الله علي ببعض الفهم في تاريخ الفن.. لكن تمثال أولاد أحمد شذ عن قدراتي. رجل طلب الحرية حياً فولّوا وجهه عن البحر. رجل ألقى الشعر ويداه كالجناحين فربطتا في حزامه.. لم يكن هيكلاً عظمياً يمشي لكنهم صنعوا منه جرادة ..أتوسل فقط إلى النحات أن يكشف في نص بسيط ما أراد بتماثله. فقد أعجزني ما فعل". كما وصل الأمر بالإعلامي سمير الوافي أن اعتبر التمثال جريمة فنية.

من الجهة المقابلة، علّق الشاعر صلاح بن عياد على هذه الموجة من خلال تدوينة بعنوان "شعب انطباعي ومثقفوه أكثر"، كتب فيها "أستغرب من ردود أفعال تشتهي نقل أولاد أحمد كما هو، مثلما تمّ نقل بورقيبة. إنه شاعر وكان يحتاج رؤية فنّان، هذا الفنان اشتغل على الشاعر ونحته وفق رؤيته الخاصة. كان يمكن نحت خنفساء تخليداً لذكرى كافكا، أليس كذلك؟".

لعل هذا الوضع يشير إلى احتقان ما، ففي خلفية هذا الجدل الصاخب، هل ننسى أن تونس طالما قيل بأن مدنها تخلو من تكريم رموزها في تماثيل في ما عدا قلة معروفة؟ إضافة إلى إشكالية أعمق تتعلق بالذائقة الفنية التي يجري مراعاتها في تنفيذ أعمال تصبح منذ تنصيبها في الشوارع والساحات عنواناً لمدنها.


المساهمون