"فن العالم العربي": تقسيم جغرافي لمئتي عام

"فن العالم العربي".. تيارات ومدارس مئتي عام

13 مارس 2019
إسماعيل شموط/ فلسطين
+ الخط -

ربما لا تنافس حضارة أخرى في التركيز على ثقافة مثلما يحظى به العالميْن العربي والإسلامي الذي تقام دائماً حول العالم معارض تتخصّص في تعبيراتهما الفنية ضمن نظرة مسبقة حول ما جرى تقديمه وما سيقدّم في كلا السياقين.

تركّز معارض العمارة والفنون الإسلامية على مراحل سابقة بتقديمات تشير عادة إلى ازدهار تلك العصور وانفتاح المسلمين خلالها في نوع من المقارنة مع ما يحدث اليوم من بروز أفكار وتيارات متطرّفة، بينما تذهب المعارض العربية عادة إلى تناول ثيمات محدّدة تتعلّق بواقع المرأة والمدينة بشكلها المعماري وتحوّلاتها الاجتماعية ودرجة الانقتاح على الثقافة الغربية وتأثيره على الفن في هذا البلد أو ذاك.

"عالم يتطوّر: فن العالم العربي من القرن التاسع عشر حتى الآن" عنوان سلسلة محاضرات وورش تنطلق في "المركز العربي البريطاني" في لندن عند السادسة من مساء يوم غد الخميس وتتواصل حتى الثالث والعشرين من أيار/ مايو المقبل.

تستكشف الفعاليات المبرمجة "المدارس والحركات والممارسات الفنية التي ميّزت هذه الفترة، وأبرز الفنانين العرب وتجاربهم وإبرازها في سياق الخلفيات التاريخية لبلدانهم، وارتباطهم بالفنون الإسلامية التقليدية والخط العربية، وعلاقتهم بالفن الأوروبي وحركات الفن المعاصر"، بحسب بيان المنظّمين.

ويقسّم المنظّمون الفن إلى العربي إلى ثلاث وحدات؛ الأولى تمثّل شمال أفريقيا ومصر، والثانية بلاد الشام، والثالثة بلدان الخليج العربي، وهو تقسيم لا يعكس واقع تطوّر الفن عربياً حيث ترتبط مصر مثلاً ببلاد الشام نظراً لخضوعها لظروف سياسية واقتصادية واجتماعية متقاربة، بينما لا نجد الشيء نفسه في ما يخص صلتها ببلدان المغرب. كما لا يمكن فصل المشهد العراقي عن بلاد الشام أيضاً في بداياته خاصةً حيث يبدو ربطه بالخليج تعسفياً.

تتناول أستاذة تاريخ الفن روبيرتا مارين في محاضراتها مواضيع وقضايا مختلفة، منها السريالية المصرية التي اهتمّت بها العديد من الملتقيات الفنية العربية والغربية في الآونة الأخيرة، بهدف استعادة علاقتها مع نظيرتها الغربية والفرنسية تحديداً، وتأثرها وتأثيرها في المجتمع منذ العشرينيات وحتى الخمسينيات.

كما تتطرّق المحاضرة إلى مجموعة الدار البيضاء المغربية المعروفة باسم "مجموعة 65 الفنية" والتي ظهرت في مغرب الستينيات ومارست التشكيل والنقد بشكل موازٍ، وضمّت الفنانين: فريد بلكاهية، ومحمد شبعة، ومحمد المليحي، ومحمد حميدي، وتركّز نقاشها حول تاريخ اللوحة والعلاقة مع الغرب.

تستعرض مارين تجارب عدد من الفنان العرب، من بينهم: محمد إيسياخم (1928 – 1985)، ومحمد خدّة (1930 – 1991)، وفاتح المدرس (1922 – 1999)، ومروان قصّاب باشي (1934 – 2016)، ولؤي كيالي (1934 – 1978)، وصليبا الدويهي (1915 – 1994)، وشفيق عبود (1926 – 2004)، وجمال بدران (1909 – 1990)، وإسماعيل شموط (1930 – 2006).

المساهمون