"تأتون من بعيد": أمل رمسيس عن العرب والحرب الإسبانية

"تأتون من بعيد": أمل رمسيس عن العرب والحرب الإسبانية

02 اغسطس 2019
أمل رمسيس
+ الخط -

في عام 2003، كانت المخرجة أمل رمسيس تتصفح مجلة إسبانية، فوجدت فيها مقالاً عن مشاركة العرب في سنوات الحرب الأهلية الإسبانية والثورة ضد فرانكو (1936-1939)، ولم يكن المقصود "المغاربة" الذين غالباً ما يذكرون بوصفهم من أحضرهم فرانكو من المستعمرات الإسبانية ليقاتلوا بوحشية، ولكن المقال يذكر سبعمئة متطوعاً حضروا من لبنان وفلسطين ومصر وسورية وبلدان المغرب العربي للقتال مع الثوار ضد الدكتاتور.

أتى هذا المقال ليدحض ما يقال في التاريخ الإسباني عن مساهمة العرب في انتصار فرانكو، أو على الأقل ليوضّح أن ليس كل العرب كانوا ضد الثورة الإسبانية، ولأن رمسيس تقيم في إسبانيا كانت تعرف هذه الخلفية ووجدت في هذا المقال موضوع فيلمها "تأتون من بعيد".

الفيلم يعرض عند السابعة من مساء بعد غد، الأحد، في "جمعية نقاد السينما المصريين" في منطقة وسط البلد بالقاهرة، ويعقُب العرض الذي يمتد إلى 84 دقيقة مناقشة تُديرها الناقدة صفاء الليثي.من الفيلم

تواصلت رمسيس مع كاتب المقال الذي تجاوز وقتها الثمانين، فوفر لها كل ما يملك من الوثائق، وأكملت هي طريقها في البحث، وبدأت تبحث عن أسماء أولئك العرب الذين حضروا للقتال في الثورة، كان السؤال الأساسي: لماذا خاطر عشرات الشبان العرب بحياتهم وشاركوا في تلك الحرب مع شعب ولغة لا يفهمونها؟

في عام 2007 عثرت رمسيس على كتاب إسباني عن الرحّالة العرب، وفيه فصل خاص بأحد من شاركوا واسمه نجاتي صدقي، وفيه شهادة مكتوبة لمشاركته في تلك الحرب، ثم عثرت على كتاب صدر في الستينيات في سورية عن المشاركة العربية في الحرب الأهلية الإسبانية بتوقيع خالد بكداش، وعرفت لاحقاً أن الكتاب ليس إلا مذكرات نجاتي صدقي نشرها باسم بكداش لأسباب يبدو أنها أمنية.

كذلك التقت رمسيس بابنة نجاتي وهي هند صدقي التي تعيش في اليونان، ووفرت لها كتاباً لوالدها صادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية هو شهادة سياسية لشيوعي فلسطيني طرد من الحزب عام 1939.

بدأت دائرة اللقاءات تتسع وأصبح موضوع الفيلم ليس فقط المشاركة العربية في الثورة الإسبانية بل أصبح الموضوع هو الشتات الفلسطيني، الذي ترى المخرجة أنه بدأ في سنة 1939، فتقول أنه "قبل النكبة كانت أحزاب فلسطينية تناضل، وبعضها بمشروع أممي".

حاولت المخرجة الحصول على دعم أوروبي لهذا الفيلم الذي ظهر في 2016، لكن كل الأبواب أغلقت في وجهها؛ تقول في إحدى تصريحاتها "الفيلم يقول إن الصهيونية في فلسطين تشكل امتداداً للفاشية الأوروبية. رواية ليس مسموحاً أن تروى في أوروبا، والرقابة حولها عنيفة في كافة الأنشطة الثقافية. رواية التاريخ في "تأتون من بعيد" مختلفة عن الرواية المسموح بتصديرها عن فلسطين".

يذكر أن أمل رمسيس هي مؤسسة ورئيسة مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة، وبعد تخرجها من كلية الحقوق، توجهت الي دراسة المونتاج و الإخراج في معهد السينما في مدريد، وأخرجت العديد من الأفلام القصيرة والتسجيلية مثل "بس أحلام"، و"حياة"، و"ممنوع"، و"أثر الفراشة و بيروت علي شاطئ البحر".

المساهمون