"أنتلجنسيا": مقطع عرضي للنخبة التونسية

"أنتلجنسيا": مقطع عرضي للنخبة التونسية

02 اغسطس 2019
مشهد من المسرحية
+ الخط -

تعرض المسرحية التونسية "أنتلجنسيا" من جديد ضمن مهرجان صفاقس الدولي، عند العاشرة من مساء الثلاثاء المقبل، السادس من الشهر الجاري، وهو عمل يطرح من خلاله المخرج نزار السعيدي عدة قضايا تتعلق بـ النخبة التونسية المثقفة كما يقول اسم العمل الذي كتبه الشاعر التونسي عبد الوهاب الملوّح.

العرض يتطرق كذلك إلى أسئلة حول الوطن والمنفى، والانخراط في العمل السياسي في تونس، والفساد والعائلة التونسية التي تعيش تناقضات اجتماعية ومبدئية في ظل فترة حرجة يتغير فيها كل شيء في البلاد.

تتحوّل شخصية أستاذ جامعي (مصطفى يلعب دوره جمال ساسي) حين يدخل إلى السياسة، ويمثل نموذجاً فاسداً فيها، على العكس من زوجته الحقوقية (هند تلعب دورها انتصار عويساوي). الزوجان لديهما ابن واحد "مجد" يدخل في موت سريري بسبب خطأ طبي، وبدل أن يدافع الأب عن قضية ابنه يستسلم للإغراءات المالية التي تعرضها عليه المستشفى.

تظهر في العمل عائلة أخرى، وهي عائلة رملة (شقيقة مصطفى تلعب دورها آمال الكراي) المهاجرة في فرنسا، يقوم ابنها بعملية إرهابية في باريس فتصبح حياتها جحيماً فتعود مع ابنتها (نادين) إلى تونس، وتقع ابنتها في حب مجد، الذي لم يكن يريد منها سوى أن توفر له وسيلة للهجرة إلى فرنسا.

من خلال هاتين العائلتين يطرح السعيدي أسئلة مختلفة على النخبة التونسية وحولها، وعلى صدقيتها وأدوارها، ويضع مقاربتين بين شاب تونسي يحلم بالهجرة وشابة تونسية تعود من المهجر، وشاب آخر تونسي تحول إلى إرهابي في فرنسا.

تبدو الشخصيات غارقة في انتهازية ما، كل واحدة على طريقتها؛ انتهازية عاطفية وسياسية واجتماعية، حتى الزوجة التي لا تتفق مع آراء زوجها السياسية تجد حلولاً تفاوضية ليظل نسيج العائلة متماسكاً، بينما ابن هذا الزواج بين السياسي الفاسد والحقوقية المبدئية في حالة موت سريري، حالة تفرضها مرحلة من العري الثقافي والانقلاب السياسي والاجتماعي إثر الأحداث التي تهزّ البلاد.

المفارقة أن الممرض (صالح يلعب دوره علاء الدين شويرف) يمثل نموذج الفساد والحلقة بين المستشفى والأستاذ الجامعي، كان قادراً على التلاعب بعقل المثقف وقادر على أن يتحول بشكل ما إلى سلطة عليه.

المساهمون