العمارة الإسلامية في الخليج.. أسئلة اللغة والهوية

العمارة الإسلامية في الخليج.. أسئلة اللغة والهوية

16 مايو 2019
(مركز الثقافة الإسلامية في قطر)
+ الخط -
لا يزال مصطلح "العمارة الإسلامية" يثير الكثير من الجدل حوله منذ تعميمه في كتابات المستشرقين للإشارة إلى عمائر بناها المسلمون من الصين شرقاً حتى إسبانياً غرباً وخلال ما يزيد عن اثني عشر قرناً، ما يشير إلى التباسات تتنافى مع خصوصيات ثقافية متعّددة ضمن السياق الحضاري الإسلامي.

لم يتوقّف الجدل خلال العقود الماضية عند المصطلحات، بل جاوزها إلى اختلاف بين أصحاب رؤى تمثّلها مشاريع معمارية عديدة تنفّذ على الأرض، ربما يكون لمنطقة الخليج العربي النصيب الأكبر منها، بين اتجاهات تدعو إلى التأصيل من خلال العودة إلى الطرز التقليدية، وأخرى تنادي بالتجديد عبر التفاعل مع المدارس الغربية الحديثة، وثالثة تسعى غلى ربط المعاصرة بالتراث.

"الماضي والحاضر: العمارة الإسلامية الحديثة في الخليج" عنوان المحاضرة التي يلقيها الأكاديمي والباحث المصري طارق سويلم عند السادسة والنصف من مساء اليوم الخميس في "متحف لايتون هاوس" في لندن، بتنظيم من مؤسسة "بركات ترست".

يناقش المحاضر الطفرة المفاجئة في الهندسة المعمارية بعد اكتشاف النفط، حيث برزت اتجاهات وأساليب مختلفة في المنطقة، ما أدى إلى عدم وجود تماسك في اللغة والهوية للعديد من المباني التي شيدت في السنوات الأخيرة، فرغم أنها تبدو جذابة ومبتكرة وفريدة من نوعها، فهي تظهر أيضاً غربية بشكل لافت إلى النظر.

ويسلّط الأستاذ المشارك في الفن والعمارة الإسلامية في "جامعة حمد بن خليفة" على مشاريع مساجد قد تستعير الأفكار من الماضي، لكن تصوّراتها ليست بالضرورة أصيلة عمارة الخليج، إذ أنها مأخوذة عن نماذج من بلدان مجاورة مثل العراق ومصر والهند وتركيا وإيران.

يتتبع سويلم تفاصيل المشهد المعماري في كل بلد خليجي على حدة، مبيناً كيفية تحدي التنوع الأسلوبي والتأثيرات الغربية في الوقت الذي تسعى فيه بلدان الخليج إلى تأسيس هوية وطنية وشخصية من خلال الهندسة المعمارية المعاصرة والتواصل معها.

وسيناقش في هذا السياق أعمالاً بارزة للمعماريين المصري عبد الواحد الوكيل، والأردني الفلسطيني راسم بدران، والصيني الأميركي آي إم بي، والعراقي محمد مكية، والفطري إبراهيم جيدة والبريطاني علي مانغيرا.

يُذكر أن طارق سويلم حاز درجة الدكتوراه في الفن والعمارة الإسلامية من "جامعة هارفارد" عام 1994، وألّف وشارك في تأليف عدد من الأبحاث والكتب منها "ابن طولون، مدينته المفقودة والمسجد الكبير".

المساهمون