"الملك لير": رؤية تونسية لأوهام السلطة

"الملك لير": رؤية تونسية لأوهام السلطة

23 فبراير 2018
(من العرض)
+ الخط -
انطلقت عند السابعة من مساء أمس الخميس في قاعة "مسرح الحمراء" في تونس العاصمة عروض مسرحية "الملك لير" لمخرجها فتحي العكاري الذي يعود إلى نص وليم شكسبير الشهير بترجمة الروائي الراحل جبرا إبراهيم جبرا ودراماتوغ مريم العكاري، وتتواصل حتى يوم غدٍ السبت.

قُدّم هذا العمل في نسخات متعدّدة على معظم مسارح العالم، حيث جرى إعادة التراجيديا الشكسبيرية في مستويات عدّة تتعلق بالسلطة وما تنتجه من إنكار للواقع والحقيقة والصراع على الثروة في قصة يفترض أنها وقعت لأحد ملوك بريطانيا في القرن الثامن قبل الميلاد، والذي قُتل هو جميع رجاله بسبب أخطائه الكبرى.

اختار المخرج ضمن مجموعة "مسرح البديل" التي ينتمي إليها أن يقدّم عرضاً يستند من خلاله إلى الموروث الثقافي التونسي القديم المرتبط بالأولياء الصالحين والموروث الروحاني والعقائدي، مصمماً مجموعة من اللوحات الاستعراضية الراقصة التي تتخلّل حوارات العمل الذي عُرض أول مرّة في العشرين من الشهر الماضي.

يشارك في تمثيل الشخصيات كّل من: آية الطرابلسي، ومؤيد الغزواني، وهيفاء بولكباش، وسهير بهلول، وفارس السعداوي، وارتسام صوف، وفاتن الشادلي، وآمال الجلالي ومصطفى القوضاي، وتتطرّق المسرحية إلى ثيمة الموت الذي يحيل إلى البحث المستمر عن معنى الوجود في ظلّ النزاعات التي يخلقها البشر في حياتهم.

تظهر شخصية الملك لير في ثلاثة مسارات؛ المجنون (البهلول والمهرج الساخر) تعكس شاعريّة وبلاغة وخطابة الممثّل بين فعل التّفكير وفعل التّمثيل، والابنة الصّغرى بما تجسّد من حبٍ صافٍ صامت، والابنتين الوسطى والكبرى والملوك والأدواق والحاشية بما تتصف به من نميمة ولؤم وخداع، حيث يسعى العمل إلى تقديمها مجتمعة لتمثّل المجتمع والسلطات التي تتحكّم به حيث يختلط الوهم بالحقيقة، فمن أجل الحكْم أو المال يتنازل الفرد عن الحب؛ القيمة الأعلى والأبقى.

يُذكر أن فتحي العكاري كاتب وممثل ومخرج مسرحي إلى جانب عمله كأستاذ جامعي، أسّس منذ سنة 2011 "مسرح البديل" الذي يضمّ طلبة من خريجي "المعهد العالي للفن المسرحي" وكانت أوّل مشاريعها عرض بعنوان "الوطن". من أعماله التي أخرجها "الحكاكة"، و"شعبي جداً".

دلالات

المساهمون