"الخالدية": قصة مقاومة مكتبة

"الخالدية": قصة مقاومة مكتبة

24 ابريل 2017
(الخالدية)
+ الخط -

‬في كتاب "دراسات في التاريخ الثقافي لمدينة القدس" الذي شارك فيه 16 باحثاً، يجري رصد المكتبات التي كانت متوفرة في القدس، فنعثر على عشرات المكتبات الإسلامية والمسيحية والعامة التي تشرف عليها مؤسسات دينية أو رسمية، كما أن هناك مكتبات للمتاحف وأخرى للزوايا.

لكن ما يلفت النظر حقاً، هو توافر عدد كبير من المكتبات الخاصة التي تعود إلى عائلات فلسطينية كان لها حضورها الثقافي والسياسي والاجتماعي، ومنها مكتبة "ابن جماعة" وهي أقدمها، ثم مكتبات "البديري" و"آل قطينة" و"مكتبة الشيخ أحمد بن يحيى" و"إسعاف النشاشيبي" و"عبد الله مخلص" ومكتبات "آل الحسيني" ومكتبة "عبد الحي جار الله" ومكتبة "سليمان أفندي المدرس" و"النقرزان" و"الدويك" و"الجاعوني" وغيرها كثير.

يذكر الكتاب بعض محتويات هذه المكتبات التي تكاد أن لا تخلو واحدة منها من مخطوطات نادرة، كما لم تسلم كثير منها، وخاصة عام 1948، من النهب والتدمير ومحاولات الاستيلاء عليها.

ومن هذه المكتبات التي يذكرها الكتاب "المكتبة الخالدية"، التي تعود إلى الشيخ محمد صنع الله الكبير، وحولها يتحدّث الأكاديمي الفلسطيني نظمي الجعبة في محاضرة بعنوان "الخالديّة: قصّة كفاح وإيمان" عند السادسة من مساء الثلاثاء، 25 من الشهر الجاري، في مبنى "دارة الفنون" في عمّان.

تدور أمسية الجعبة حول تاريخ "الخالدية" الذي بدأ بعد أن أوقف الكبير 650 مخطوطاً للمنفعة العامة عام 1720، وبحلول عام 1900 أصبح الوقف مكتبة جرى افتتاحها بالفعل على يد راغب الخالدي.
صورة من داخل المكتبة الخالدية التي اسسها الحاج راغب الخالدي(الثاني من اليمين)

يتطرّق المحاضر أيضاً إلى تجربة "الخالدية" في الحروب وخلال الانتداب وبعد الاحتلال، والمحاولات المتواصله لتخريبها والاستحواذ على محتوياتها بعد احتلال القدس سنة 1967، وقصص صمودها في وجه كل هذا، وقد جرى ترميم المكتبة وإعادة افتتاحها عام 1992.

تحتوي "الخالدية" على 1278 مخطوطة نادرة تعود إلى الفترة المملوكية والعثمانية، إلى جانب ما يفوق الخمسة آلاف كتاب، كما أن فيها كتباً مزخرفة من القرن السادس عشر.

المساهمون