"عمران القاهرة" كما رأته السينما الواقعية

"عمران القاهرة" كما رأته السينما الواقعية

13 سبتمبر 2019
(القاهرة، تصوير: نيريان/ Getty)
+ الخط -

العمارة في السينما موضوعٌ شغل أستاذة العمارة المصرية هبة صفي الدين، منذ عدة سنوات وتخصصت فيه، بهدف فهم العمارة والمدن من خلال الأعمال السينمائية للمخرجين المصريين على وجه الخصوص.

وترى صفي الدين أن السينما تساعدنا في فهم التطور الزمني للعمران والأحياء في المدن الكبيرة مثل القاهرة. ومن خلال صالون "العمارة في السينما" الذي أطلقته العام الماضي، تُحاول إظهار جانب من عمارة مصر التي لم تعد موجودة اليوم.

تحت عنوان "عمران القاهرة عند روّاد الواقعية الجديدة: الطيب، خان وعبد السيد"، تلقي الأكاديمية المصر محاضرة عند السابعة من مساء الأحد المقبل، 22 من الشهر الجاري، في "جمعية نقاد السينما" بالقاهرة، وتتناول خلالها عمارة وتخطيط المدينة كما ظهرت في أعمال المخرجين عاطف الطيب ومحمد خان وداوود عبد السيد.

تأتي المحاضرة في إطار التعاون بين "جمعية نقّاد السينما المصريّين" و"مجموعة آمون للباحثين في الأدب والسينما"، وهي ندوة استباقية على هامش مؤتمر "الأدب والسينما في مصر، الاقتباس: محطّات محورية في تاريخ مشترك" والذي ينطلق في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل في جامعة القاهرة.

بالنسبة إلى القاهرة وعمرانها عند رائد الواقعية عاطف الطيب (1947 - 1995)، فإن المخرج هو ابن الطبقة الوسطى؛ حيث تنقّلت أسرته في عدة أحياء قاهرية منها باب الشعرية والدقي وبولاق الدكرور، وهذه أحياء مختلفة تعطي تصوُّراً قريباً من طبقات وأمزجة الشعب المصري.

في فيلمه "ليلة ساخنة"، مثلاً، يمر البطل بمختلف شوراع القاهرة في ليلة واحدة، من أغناها وأشهرها، إلى أفقرها وأضيقها، وكذلك فعل في أفلام الثمانينيات مثل "البدروة" و"قلب النيل" و"الزمار" وغيرها، حيث تبدو المدينة جزءاً من أحداث العمل السينمائي وأبطاله، وليست مشهداً خلفياً فقط أو مكاناً محايداً تدور في الأحداث.

أما محمد خان (1942 - 2016)، فيمكن وصف أعماله بـ"سينما المدينة"؛ حيث يصوّر شخصية الأمكنة مثل شخصيات أبطاله، وظهر اهتمامه بالمكان منذ عمله الأول "ضربة شمس" وحتى "طائر على الطريق"، و"موعد على العشاء"، و"عودة مواطن"، و"فارس المدينة" وغيرها.

بالنسبة إلى مخرج "الكيت كات" داوود عبد السيد (1946)، فإن عمران القاهرة وأحياءها وأزقتها هي روح المشهد، سنجده مطلاً عليها من بعيد مثل أن تقف الكاميرا/ الشخصية على "المقطم" لتمسح المدينة من أعلى، ثم يتوغل في تفاصيها منتقّلاً إلى قاع المدينة ليراها من الأسفل. كان هذا التعمّق في شكل المدينة وتمدّدها جزءاً من روح سينما صاحب "أرض الخوف" و"أرض الأحلام".

هذه الأفلام وغيرها ستكون محور دراسة صفي الدين لعمران المدينة الممتدّة والمتّسعة بأحيائها العريقة والحديثة وعشوائياتها، في محاولة لفهم روح القاهرة وتاريخها كما قدّمته السينما الواقعية.

المساهمون