رشاد عبد المطلب.. محقق المخطوطات في مرآة زميله

رشاد عبد المطلب.. محقق المخطوطات في مرآة زميله

16 اغسطس 2019
(القاهرة عام 1960)
+ الخط -
تنتشر في الثقافة العربية قديمها وحديثها، أن يتناول الكتّاب والفنانين سيَر وتجارب بعضهم بالسرد والنقد والتحليل، أو يضعوا شهادات في إبداعاتهم، لكن قد يكون الأمر مختلفاً في مجالات أخرى ربما تغيب عنها هذه الكتابات، كما في تحقيق التراث والمخطوطات.

في هذا السياق، صدرت ضمن "السلسلة الثقافية" عن "معهد المخطوطات العربية" في القاهرة دراسة بعنوان "رشاد عبد المطلب والحياة المصرية في مرآة إبراهيم شبوح"، الذي يسجّل ذكريات وانطباعات واحد من أوائل العاملين في المعهد عن زميل له، كلّ منهما استطاع أن يقدّم مشروعاً مختلفاً، وتوثيقاً لظروف تلك المرحلة التي جمعتهما.

يروي الكاتب كيف أتى مصر صيف عام 1956 ليلتحق بـ"جامعة القاهرة" لدراسة الحضارة والآثار الإسلامية، حيث كانت الأحوال متوترة والناس يعيشون الحيرة والفزع، ترقباً لمجهول بعد إعلان تأميم قناة السويس، والجامعة حينها تزخر بالشباب المتحمس للتدريب العسكري على استعمال السلاح.

ينتقل شبوح بعدها لوصف تعرّفته بالباحث المصري فؤاد سيد (1916 -1967) صاحب كتاب "طبقات الأطباء"، والكاتب والمحقق السوري صلاح الدين المنجد (1920 – 2010)، وحين ذهب إلى لقاء الثاني استقبله في الغرفة المقابلة محمد رشاد عبد المطلب.

يرسم بورتريهات مفصلاً لعبد المطلب (1917 – 1975) الذي اكتسب خبرة واسعة بالتراث المخطوط وأجاد فهرسته، وفق الكتاب، ويمتلك علاقة واسعة مع العديد من المستشرقين حيث يتبادل معهم النشرات والكتب والزيارات، واستطاع أن ينتقي العديد من المخطوطات المهمة خلال زياراته ممثلاً للمعهد إلى الهند وتركيا.

ويشير إلى أن العديد من الجامعات في الولايات المتحدة وبريطانيا، إضافة إلى "الجامعة الأميركية" في القاهرة، قد استعانت به ليحاضر حول التراث العربي والإسلامي ومصادر العمل به، وكان لديه معرفة واسعة بالمخطوطات في مجالات متعدّدة، وقدرة على تقييمها وتقدير قيمة كل منها.

يُذكر أن محمد رشاد عبد المطلب قام بتحقيق العديد من المؤلّفات، منها فهرساً جامعاً لكتاب "العقد الفريد" لابن عبد ربه بالاشتراك مع محمد فؤاد عبد الباقي، و"ذيول العبر" للذهبي"، وفهرساً خاصاً لكتب الطب والعلوم.

المساهمون